إنتاج حقل ظهر المصري.. وهل يغادر الحفار؟ (الوزير يجيب)

يشكّل إنتاج حقل ظهر نحو ربع إنتاج مصر من الغاز، ما يجعل أعمال تطويره وتنميته أحد المحاور الرئيسة في خطط الحكومة لتلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة من الطلب على الوقود والعودة إلى التصدير.
وفي هذا الإطار، كشف وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي أن حقل ظهر ينتج حاليًا 1.3 مليار قدم مكعبة يوميًا، مطمئنًا المصريين على أعمال التطوير التي تجري في الحقل.
وقال خلال مشاركته في لقاء متلفز تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن إنتاج حقل ظهر يشكّل أكثر من 23% من إجمالي إنتاج البلاد، مشيرًا إلى التناقص في الإنتاج خلال الآونة الأخيرة كان طبيعيًا".
ورفعت وحدة أبحاث منصة الطاقة تقديراتها لإنتاج الغاز في حقل ظهر حتى نهاية 2025، متوقعةً أن يصل إلى1.48 مليار قدم مكعبة يوميًا في حال نجاح عمليات الحفر الحالية بتحقيق كامل مستهدفاتها بإضافة 100 مليون قدم مكعبة يوميًا.
أعمال الحفر في حقل ظهر
تطرَّق وزير البترول المصري إلى أعمال الحفر في حقل ظهر، وقال، إنّ تناقص الإنتاج جاء بعد أن غادر سفينة الحفر الحقل في مارس/آذار 2024، لكنها عادت في يناير/كانون الثاني 2025.
وقال: "مع التزام الحكومة بدفع الفواتير الشهرية (مستحقات شركة إيني)، والحوافز، عادت الشركة لإكمال أعمال التطوير وخطط التنمية لحقل ظهر".
ونجحت سفينة الحفر "سايبم 10000" -التي استأنفت عمليات الحفر منذ يناير/كانون الثاني- في إعادة المسار ببئر "ظهر 6"، ليضيف 60 مليون قدم مكعبة يوميًا، وسط مؤشرات بنجاح أعمال حفر بئر "ظهر 9" وتقديرات بإضافة 60 إلى 100 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وانتقلت سفينة "سايبم 10000" إلى أعمال حفر في بئر "ظهر 13"، وسط توقعات أن تضيف هي الأخرى نحو 55 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي خلال الأشهر المقبلة.
وقال الوزير: "احب أن أطمئن الجميع أن أعمال تنمية حقل ظهر مستمرة.. وأن سفينة الحفر يمكن أن تغادر الموقع خلال المدة المقبلة لإجراء أعمال صيانة أو أعمال أخرى، وتعود مرة أخرى لاستكمال خطة التنمية".
تستهدف خطط التطوير التي بدأ تنفيذها مطلع العام الجاري إدخال 4 آبار جديدة على خطوط الإنتاج بأكبر حقل غاز في مصر خلال عامين.
وضُخَّت استثمارات جديدة بلغت 569 مليون دولار على مدار العام، تضمنت تنفيذ برنامج عمل في حقل ظهر، من بينها البئر ظهر 6، التي أضافت 65 مليون قدم مكعبة غاز يوميًا، ويجري الإعداد لأعمال بالبئر ظهر 9، وحفر بئرين تنمويتين جديدتين العام المالي الحالي.
استثمارات إيني في مصر
قال كريم بدوي، إن الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية كان موجودًا في مصر خلال الأيام الماضية، وأكد أن الشركة تسعى لتكون شريكًا إستراتيجيًا لمصر، وتعتزم ضخ 8 مليارات دولار استثمارات خلال الـ5 سنوات المقبلة.
وأضاف أن الشركة تعمل حاليًا على بدء عمليات الحفر الاستكشافي في حقول دنيس ونور ونرجس، مشيرًا إلى وجود خطط من قبل شركات عالمية لاستثمار مليار و200 دولار لحفر 100 بئر استكشافية في مصر، منها 14 بئرًا في البحر المتوسط خلال المدة المقبلة.
وأكد بدوي أن الموقع الإستراتيجي لمصر يمنحها ميزة تنافسية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، إذ تمتلك بنية تحتية نفطية متطورة، وخبرات كبيرة، وشركات عالمية متخصصة في جميع مجالات الطاقة.
ولفت إلى أن هذه المقومات تؤهل مصر لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتداول وإنتاج الطاقة، مما يعزز دورها في الأسواق العالمية، ويزيد من قدرتها على جذب الاستثمارات.
مستحقات الشركة الأجنبية
أكد وزير البترول والثروة المعدنية أنّ تراكم مستحقات الشركاء الأجانب خلال أوقات سابقة أدى إلى تناقص الإنتاج، ما تسبَّب في أزمة الكهرباء التي شهدتها البلاد خلال 2023/2024.
وأضاف في لقائه ببرنامج "مساء dmc"، أنه تمّ تجاوز إشكال مستحقات الشركاء بجهود تكاملية بين الحكومة ممثلةً في الوزارات المعنية والشركاء الأجانب، مؤكدًا التزام الدولة بسداد مستحقات شركات الإنتاج والاستكشاف، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية.
وأشار وزير البترول إلى أن الوزارة تقدّم حوافز متنوعة للشركات العاملة في مصر، ما يشجع على زيادة ضخ الاستثمارات في مجالات الاستكشاف والإنتاج.
وأكد بدوي أن الدولة تُنسِّق مع الشركاء الأجانب لتعظيم إنتاج النفط والغاز الطبيعي من الحقول القائمة، ورفع معدلات البحث والاستكشاف عن حقول نفط وغاز جديدة.
وأشار إلى أن مصر تمتلك مصانع إسالة للغاز الطبيعي قادرة على استغلال فائض الإنتاج لدى عدد من دول الجوار، إذ تسمح تلك المصانع بإسالة الغاز، ومن تصديره للخارج.
وأكد أن الحكومة قادرة على توفير كامل احتياجات الدولة من الغاز الطبيعي عبر أكثر من مورد استراتيجي، ودون أيّ ضغوط.
وأضاف أن الوزارة لديها 4 سفن تغويز حاليًا تعمل جميعها وفق احتياجات السوق المحلية من الغاز، بجانب الإنتاج المحلي المتنامي من الغاز الطبيعي وموارد أخرى تلبي كامل احتياجات السوق من الغاز، وهو ما اتّضح جليًا خلال أشهر الصيف.
أسعار البنزين في مصر
لفت وزير البترول إلى أن رفع أسعار البنزين في مصر المرتقب سيكون الأخير خلال المدة القادمة، اتّساقًا مع تصريحات رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف أن الإنتاج المحلي والفاتورة الاستيرادية والسعر العالمي للنفط جميعها تُمثّل معطيات تؤخَذ في الحسبان خلال انعقاد لجنة تسعير الوقود للوقوف على حجم الزيادة المرتقبة.
أشار إلى أن الأحداث الجيوسياسية تؤثّر أيضًا مباشرةً بقرار لجنة التسعير، مضيفًا أن الدولة ستظل داعمة للسولار خلال المدة القادمة، لارتباطه مباشرة بحياة المواطنين.
وعن قطاع التعدين، أوضح وزير البترول أن منجم السكري يعدّ أحد أهم 10 مناجم ذهب حول العالم، ويُدار بأحدث النظم التكنولوجية، لافتًا إلى أن القطاع يشهد تعاونًا مثمرًا بين مختلف أجهزة الدولة.
وأضاف أن القيادة السياسية وجّهت بتطوير ملف التعدين وتنفيذ مشروع "المسح الجوي" في أعمال الاستكشاف، مؤكدًا أن هناك وفرة كبيرة من خام الفوسفات، وتوجّهًا نحو إنشاء صناعات تكميلية لتحقيق أقصى استفادة اقتصادية، فضلًا عن الاهتمام المستمر بتحليل البيانات وتحديثها لفتح آفاق جديدة من الاستكشافات المستقبلية.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج حقل ظهر المصري في 2025 وحجم الاحتياطي المتبقي (خاص)
- إنتاج حقل ظهر يترقب استثمارات إيني لتعويض الانخفاض
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط القازاخستاني إلى ألمانيا تترقّب زيادة.. ما علاقة روسيا؟
- أكبر صفقات الغاز في السعودية خلال 9 أشهر.. حقل الجافورة يتصدر القائمة
- الطلب على الكهرباء عالميًا ينمو 2.6%.. والطاقة المتجددة تتجاوز الفحم لأول مرة