حقول النفط والغازسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل شرق بغداد.. كنز عراقي بـ8 مليارات برميل نفط

أحمد بدر

يمثّل حقل شرق بغداد النفطي أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة إلى العراق، لا سيما مع قربه من العاصمة بغداد، الأمر الذي منحه أهمية اقتصادية كبيرة، في ظل وجود احتياطيات ضخمة تدعم إنتاج النفط في البلاد.

وبحسب منصة الطاقة، فإن الحقل العملاق منذ اكتشافه أدى دورًا مهمًا في إستراتيجية الدولة لزيادة إنتاجها من النفط الخام وتأمين الإمدادات المحلية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن عمليات تطوير حقل شرق بغداد النفطي واجهَها كثير من التحديات، التي يتعلق بعضها بالجغرافيا السياسية، بالإضافة إلى قربها من المناطق المأهولة بالسكان، وهو ما احتاج إلى مزيد من الاهتمام من جانب حكومات البلد المتعاقبة.

ويسهم حقل شرق بغداد العملاق بدور مهم في تحقيق إستراتيجية وزارة النفط العراقية الرامية إلى الوصول بحجم إنتاج النفط الخام في البلاد إلى 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027، وهو ما يضمن وجود بغداد بين كبار مصدّري النفط العالميين.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل شرق بغداد

تشير أبرز معلومات عن حقل شرق بغداد النفطي وفقًا إلى دليل بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى أنه اكتُشِفَ للمرة الأولى في عام 1976، ومع ذلك فهو ما يزال واحدًا من أكبر الحقول النفطية غير المطورة بالكامل في العراق، وتتواصل أعمال تطويره.

ويمتد الحقل على مساحة واسعة في شرق العاصمة بغداد، إذ يبدأ في المنطقة التي تمتد من شرق مدينة الصويرة في الجنوب الشرقي للعاصمة، وصولًا إلى منطقة النباعي في الشمال الغربي، قاطعًا شرق مركز مدينة بغداد.

يبلغ طول الحقل أكثر من 120 كيلومترًا عرضًا، بينما يتراوح عرضه بين 5 و7 كيلومترات، ويمتد محوره باتاه شمال غرب وجنوب شرق بغداد، كما يتميز بموقعه القريب من الأسواق المحلية ومرافق التصدير، وفق بيانات جغرافية الحقول لدى منصة الطاقة المتخصصة.

حقل شرق بغداد النفطي
حقل شرق بغداد النفطي

يشار إلى أن حقل شرق بغداد عبارة عن طية محدبة، متأثرة بفوالق طولية وعرضية عديدة ومتشعبة، وهي التي أسهمت في جعل الحقل أقسامًا منفصلة، يحتوي كل منها على نفوط ومستويات تماس للموائع، تختلف باختلاف مواقع المكامن.

ويبلغ عدد الآبار المحفورة في الحقل نحو 97 بئرًا، وهي موزعة على مناطق الحقل الـ6، وهي: "المنطقتان الجنوبيتان الأولى والثانية، والمنطقة السكنية، ومنطقة الراشدية، ومنطقة النباعي، ومنطقة التاجي".

أمّا مكامن الحقل الرئيسة، فهي "التنومة والخصيب"، وهي من العصر الأعلى، بجانب مكمن "الزبير" من العصر الطباشيري الأسفل، إذ إن التجمعات الطباشيرية النفطية موزعة على امتداد الحقل بالكامل.

وعلى الرغم من اكتشافه المبكر، فقد تأخَّر تطوير حقل شرق بغداد بسبب الحروب والصراعات التي شهدتها البلاد على مدى العقود الماضية، إضافة إلى التحديات المتعلقة بالبنية التحتية، إلّا أن أعمال تطويره الحقيقية بدأت في عام 2017.

وكانت الحكومة العراقية، ممثلةً في وزارة النفط، قد وقّعت في عام 2017 عقدًا مع شركة "زينهوا أويل" الصينية، لتطوير الحقل ضمن خطط العراق لزيادة إنتاج النفط، والاعتماد على الاستثمار الأجنبي في تطوير موارده من الهيدروكربونات.

احتياطيات حقل شرق بغداد

تُقدَّر احتياطيات حقل شرق بغداد النفطي بنحو 8 مليارات برميل من النفط الخام، وهو ما يجعله واحدًا من أكبر الحقول النفطية في العراق، بالإضافة إلى نحو 4 تريليونات متر مكعب من الغاز المصاحب.

ومن أهم مميزات هذا الحقل اختلاف نوعية النفوط فيه، إذ يحتوي على النفط الثقيل والمتوسط، وهو ما يتطلب تقنيات متقدمة للاستخراج بكفاءة، وفق بيانات الإنتاج العراقية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبفضل هذه الاحتياطيات الضخمة، يعدّ حقل شرق بغداد موردًا إستراتيجيًا مهمًا يدعم خطط العراق الطموحة في مجال الطاقة، إذ تسعى حكومة بغداد إلى زيادة إنتاج النفط من خلال تطويره، لتلبية الطلب المحلي، وخفض الاعتماد على الحقول الأخرى الواقعة في جنوب البلاد.

النفط العراقي

يشار إلى أن الإنتاج الفعلي من الحقل النفطي العملاق بدأ في عام 1989، إذ بلغت الطاقة الإنتاجية حينها نحو 20 ألف برميل يوميًا، وهو ما استمر لمدة طويلة، قبل أن تسفر جهود التطوير بالتعاون مع شركة "زينهوا أويل" الصينية عن زيادة بلغت 40 ألف برميل.

وفي عام 2023، ارتفع إنتاج الحقل النفطي إلى نحو 80 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعدّ إنتاجًا مثاليًا مقارنة بأحجام الإنتاج السابقة، لكنه ما يزال أقل من إمكانات الحقل الكاملة، لذلك تتواصل جهود زيادة الإنتاج إلى 100 ألف برميل حاليًا.

مراحل تطوير حقل شرق بغداد

شهدت مراحل تطوير حقل شرق بغداد عددًا من الخطوات، منذ اكتشافه وحتى الآن، إذ كانت المرحلة الأولى بين عامي 1976 و1989، وتضمنت عمليات الاستكشاف والتقييم، إذ تحددت احتياطيات الحقل وموقعه الجغرافي حينها، ليبدأ الإنتاج في عام 1989، لكنه توقّف بسبب الحروب.

وخلال المدة بين عامي 1990 و2016، ظل الحقل غير مطور، إذ تأثرت أعمال الإنتاج والاستثمار بالحصار الاقتصادي والحروب المتعاقبة، كما لم تشهد هذه المرحلة تقدمًا كبيرًا في البنية التحتية أو تقنيات الاستخراج، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

جهود حفر الآبار في حقل شرق بغداد
جهود حفر الآبار في حقل شرق بغداد- الصورة من وزارة النفط العراقية

وجاءت مرحلة التطوير في المدة بين عامي 2017 و2023، لتمثّل نقطة تحول لحقل شرق بغداد، إذ تضمَّن التعاقد بين الحكومة العراقية و"زينهوا أويل" الصينية حفر آبار جديدة، وتحسين تقنيات الإنتاج، وبناء بنية تحتية لمعالجة النفط والغاز.

وتتضمن الخطط المستقبلية لتطوير الحقل زيادة الإنتاج إلى أكثر من 100 ألف برميل يوميًا، مع التركيز على خفض الآثار البيئية والتلوث الناتج عن استخراج النفط بالقرب من المناطق السكنية، بالإضافة إلى استغلال الغاز المصاحب بشكل أكثر كفاءة لتوليد الكهرباء وتقليل عمليات الحرق.

لذلك، فإن حقل شرق بغداد النفطي يعدّ من الحقول الواعدة ذات الإمكانات الضخمة، التي تدعم الاقتصاد العراقي من خلال زيادة إنتاج النفط والغاز، إذ رغم التحديات التي واجهت تطويره فإن جهود الاستثمار في بنيته التحتية وتحسين تقنيات الاستخراج تعكس التزام الحكومة بتطوير مواردها.

نرشح لكم..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق