التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

قانون وقود الطائرات المستدام الأوروبي قد يضاعف أسعار تذاكر السفر 3 مرات

رغم مرونة التطبيق في أول 10 سنوات

حياة حسين

يهدد تشريع وقود الطائرات المستدام -الذي طرحه الاتحاد الأوروبي، قبل أشهر، ويستهدف أن يصل إلى 70% من إجمالي الوقود المستعمل في المحركات بحلول 2050- بمضاعفة أسعار تذاكر المسافرين 3 مرات.

وبحسب تقرير تحليلي نشره موقع "إنرجي نيوز" المتخصص في شؤون الطاقة، فإن التشريع سيرفع الأعباء المالية على المسافرين وشركات الطيران على حدّ سواء بحلول 2030.

وكانت المفوضية الأوروبية قد وصفت التشريع -الصادر مطلع العام الجاري (2025)، والذي يحمل اسم "ريفويل إي يو أفياشن" ReFuelEU Aviation- بأنه أداه لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطيران.

وأضافت أن تلك الآلية تمثّل جزءًا من حزمة إجراءات تستهدف تحقيق خفضًا للانبعاثات بنسبة 55% بحلول 2030، عبر مزج نسب من وقود الطائرات المستدام بنسب متزايدة تبدأ في 2025 بنسبة 2%، وترتفع سنويًا حتى تصل إلى 70% في منتصف القرن الحالي.

وتأتي زيادة التكلفة المتوقعة من عدم الامتثال للتشريع الجديد، ما يؤدي إلى فرض غرامات هائلة على الشركات تنعكس في النهاية على عملاء قطاع الطيران، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

فرض استعمال نسبة من الهيدروجين

يفرض تشريع وقود الطائرات المستدام في أوروبا على المطارات وشركات الطيران أن تضمن توريد وقود يحتوي على 1.2% من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030.

وما تزال شركات الطيران تُحجم عن ضخ استثمارات في وقود الطيران المستدام، وسط شائعات بأن المراجعة المقررة للتشريع في يناير/كانون الثاني من 2027 ستعدّل من متطلبات التشريع، إلّا أن مسؤولين أوروبيين نفوا ذلك.

وما تزال سوق الهيدروجين الأوروبية نفسها، خاصة الأخضر، مغطاة بالضباب التشريعي، ما يسبّب قلقًا بين المنتجين والمستهلكين على حدّ سواء.

ويأتي ذلك وسط توقعات بأن تصبح أوروبا مركزًا لأكبر طلب على الهيدروجين الأخضر عالميًا، لكن تشريعاتها ما تزال مُحاطة بالغموض.

وقد يؤدي التشريع إلى ارتفاع التكاليف على المستهلك والشركات الموردة للوقود، إذ سيتعرضون لغرامات لا تقل عن ضعف فرق التكلفة بين وقود الطيران التقليدي ووقود الطيران المستدام إذا فشلت في الوفاء بالحدّ الأدنى من التزاماتها المتعلقة بإمدادات هذا الوقود.

وتواجه سوق الهيدروجين الأخضر في أوروبا تحديات عديدة، يأتي على رأسها المنافسة الصينية، ما يتطلب قواعد تحمي صناعاتها، إضافة إلى غموض التشريعات وسياسات التسعير، وضغوط جيوسياسية.

مطار
مطار - الصورة من جي تي بي هيدلاينز

المطارات الكبيرة أولًا

تستهدف أوروبا زيادة حصة وقود الطائرات المستدام، من خلال تشريعها الجديد (ريفويل إي يو)، الذي يُفترض بدء العمل به في مطارات التكتل الرئيسة الكبيرة التي تستقبل عددًا كبيرًا من الركاب وكميات كبيرة من البضائع.

وقال نائب رئيس أعمال الطيران المتجدد في شركة "نست" Neste الرائدة في إنتاج وقود الطيران المستدام والديزل المتجدد، ألكسندر كيوبر: "إن التشريع يعطي إشارة إلى المنتجين والمستثمرين وأصحاب المصلحة الرؤساء على وجود طلب".

وأضاف أن التشريع سيكون له تأثير كبير في منتجي الوقود وشركات الطيران، لكن سيكون محدودًا في المطارات، "نظرًا لأن وقود الطائرات المستدام المختلط حل سهل الاستعمال، فلا حاجة إلى تغيير البنية التحتية لوقود المطارات".

ويرى أن تطبيق التشريع في أول 10 سنوات سيكون مرنًا، إذ لن يُطبَّق بطريقة واحدة في كل دول الاتحاد الأوروبي، بمعنى أنه قد تُلزم مطارات بتطبيقه وتفلت أخرى منه.

وكان تقرير لمنظمة أوابك، صادر في سبتمبر/أيلول 2024 قد كشف تَسارع وتيرة تحول الدول نحو تطوير وقود الطائرات المستدام، وهو نوع من الوقود الحيوي المُنتَج من مواد نباتية، مثل الذرة وزيت الطهي والدهون الحيوانية والنفايات الزراعية.

غير أنه أكد ما رآه الكثير من الخبراء من أن وقود الطائرات المستدام الذي يُراهَن عليه لإزالة الانبعاثات من قطاع النقل العالمي ما زال يواجه تحديات تعوق التوسع في إنتاجه، مثل ارتفاع تكلفة تصنيعه، إلى جانب انعدام البنية التحتية والدعم اللوجستي.

ووفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، من الممكن أن يُسهِم وقود الطيران المستدام بنحو 65% من خفض الانبعاثات التي يستهدفها قطاع الطيران العالمي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. أسواق الهيدروجين الأوروبية تواجه فوضى التشريعات وسط ارتفاع التكلفة وضغوط دولية، من إنرجي نيوز
  2. ريفويل إي يو.. ما هي وكيف ستؤثّر في صناعة الطيران، من نست
  3. مسؤول أوروبي: لن نعدل أهداف الطاقة النظيفة الخاصة بالطيران في المراجعة القادمة للتشريع، من هيدروجين إنسايت
  4. الموقع الإلكتروني للمفوضية الأوروبية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق