فواتير الطاقة في بريطانيا تدفع جونسون للتراجع: التحول الأخضر مكلف
حول الطاقة المتجددة
حياة حسين

أدّى ارتفاع فواتير الطاقة في بريطانيا، نتيجة تبنّي حكومة حزب العمال الحالية خطط التحول السريع في مجال الطاقة، إلى صدور تصريحات مثيرة للجدل من رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون بشأن الطاقة المتجددة.
وكان جونسون قد صرّح خلال رئاسته قمّة المناخ "كوب 26" برغبته في تحويل المملكة المتحدة إلى "السعودية في طاقة الرياح"، إلّا أنه عاد اليوم ليعترف بأنه انجرف وراء فكرة أن الطاقة المتجددة يمكن أن تحلّ محلّ الوقود الأحفوري، موضحًا أن النتيجة كانت ارتفاع فواتير الطاقة بشكل كبير بالنسبة للمواطنين العاديين.
ورغم انتقاده التحول السريع نحو الطاقة النظيفة، شدّد جونسون على ضرورة عدم التخلي عن هدف تحقيق الحياد الكربوني، لكنه نصح حكومة حزب العمال، بقيادة كير ستارمر، بتأجيل الموعد المحدد لتحقيق هذا الهدف إلى ما بعد عام 2050.
واستضافت مدينة غلاسكو الاسكتلندية قمة المناخ "كوب 26" عام 2021، عندما كان جونسون رئيسًا لوزراء المملكة المتحدة، إذ شهدت القمة تعهدات من دول غربية عديدة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
غير أن اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وما تبعها من أزمة طاقة عالمية نتيجة الارتفاع القياسي في أسعار النفط والغاز، فاقما معاناة فواتير الطاقة في بريطانيا، إذ أدت الأزمة إلى إفلاس العشرات من شركات الكهرباء، وما تزال آثارها مستمرة حتى اليوم.
أزمة أوكرانيا وارتفاع فواتير الطاقة في بريطانيا
من المنتظر أن يصدر قريبًا كتاب جديد لرئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون بعنوان "الازدهار من خلال النمو"، شارك في تأليفه عضو مجلس اللوردات المحافظ ومؤسس تحالف دافعي الضرائب اللورد إليوت، والخبير الاقتصادي الأميركي الدكتور آرثر لافر.
ويتضمن الكتاب رؤية مختلفة لجونسون تجاه ملف الطاقة المتجددة، إذ وصف توجهاته السابقة نحو مسار التحول الأخضر بأنها كانت سريعة ومبالغًا فيها، مبررًا ذلك بارتفاع فواتير الطاقة في بريطانيا.
وفي سياق متصل، كانت زعيمة حزب المحافظين البريطاني كيمي بادينوك، التي تولّت المنصب في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، قد وصفت هدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050 بأنه "نوع من الخيال".
وقالت بادينوك، في تصريحات أدلت بها الأسبوع الماضي، إنها ستلغي خطة مكافحة تغير المناخ وتحقيق الحياد الكربوني، التي أقرّها حزب المحافظين نفسه عام 2019، في حال تولّيها رئاسة الحكومة. وقد وصفت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي هذا الموقف بأنه "خطأ كارثي".

وتعهّدت بادينوك، ذات الأصول النيجيرية، باستخراج جميع ثروات النفط والغاز الكامنة في بحر الشمال البريطاني، إذ ترى أن استغلال الموارد الوطنية هو السبيل الأمثل لتحقيق أمن الطاقة.
وجاءت تصريحاتها عقب إعلان هيئة تنظيم الطاقة "أوفغم" أن الحدّ الأقصى لسقف أسعار فواتير الطاقة في بريطانيا سيرتفع خلال شتاء 2026، رغم انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في سوق الجملة، مبرّرة القرار بارتفاع تكاليف النقل وتمويل برامج حكومية أخرى.
وعود لا تتحقق
تتبنى حكومة حزب العمال الحالية في المملكة المتحدة سياسة منحازة إلى الطاقة المتجددة والنظيفة، وتدفع بقوة نحو تحول الطاقة السريع، والحدّ من الاعتماد على النفط والغاز؛ لذلك حظرت تراخيص البحث والتنقيب الجديدة في بحر الشمال.
غير أن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون دعا إلى إبطاء حركة تحول الطاقة حتى لا تتأثر فواتير الطاقة في بريطانيا، التي تواصل الارتفاع في ذلك.
ووضع جونسون، خلال رئاسته للحكومة، خططًا طموحة لخفض انبعاثات الكربون، لذلك روّج لمشروعات طاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، ولم يكتفِ بذلك، بل سعى لدفع الدول الأخرى في هذا الاتجاه، رغم أنّ تحالف المؤيدين للتحول إلى المشروعات الأخضر أعلن أن طموح تلك الخطط غير واقعي.
وقال جونسون، إن الحرب في أوكرانيا دفعت أسعار الغاز إلى أعلى، ما دفع كل أشكال الطاقة إلى الصعود، لذلك أصبح من الواضح أن إستراتيجية الحياد الكربوني يجب أن تتغير.
ورغم أن وزير الطاقة في حكومة حزب العمال إد ميليباند قد وعد بخفض فواتير الطاقة في بريطانيا بنحو 300 جنيهًا إسترلينيًا (402 دولارًا أميركيًا) بحلول 2030، فإنها تواصل الارتفاع بسبب تحمُّل المستهلكين ضريبة تمويل سياسات الوزير الخضراء.
* الجنيه الإسترليني = 1.34 دولارًا أميركيًا.
موضوعات متعلقة..
- خفض فواتير الطاقة في المملكة المتحدة.. هدف خطة منازل المستقبل
-
تضخم مديونيات فواتير الطاقة يهدد سوق الكهرباء والغاز في المملكة المتحدة
-
سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا تهدد الاقتصاد وأسعار الطاقة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
المصادر..