
دخل مشروع غاز مسال ضخم في تنزانيا مراحل المفاوضات النهائية، ليصبح على بُعْد خطوات من اتخاذ قرار الاستثمار النهائي.
وتأخرت صفقة تطوير مشروع الغاز الطبيعي المسال المطور في منطقة ليندي الساحلية جنوب تنزانيا سنوات عديدة بسبب الخلاف حول البنود المالية واتفاقية الحكومية المضيفة والتحفيزات الحكومية.
ويحوي البلد الواقع شرق أفريقيا احتياطياتٍ ضخمةً من الغاز الطبيعي، تُقدر بنحو 57 تريليون قدم مكعبة، تتركز معظمها قبالة سواحل المحيط الهندي، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويضم مشروع الغاز المسال العديد من المطورين العالميين الكبار مثل شركة شل متعددة الجنسيات وإكوينور النرويجية، من بين أخرى.
وما إن يدخل الاتفاق حيز التشغيل، ستعمل شل وإكوينور بسعة إنتاج مخططة تصل إلى 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا.
24 مليار دولار
تقترب الحكومة التنزانية من إنهاء بنود عقد مشروع غاز مسال ليندي البالغة قيمته الاستثمارية 42 مليار دولار، والذي يُتوقع إنجازه قبل نهاية العام الجاري وفق صحيفة "ديلي نيوز" الرسمية في تنزانيا.
وتدور المفاوضات بشأن تطوير مشروع الغاز الطبيعي المسال منذ أكثر من عقد، ومن المخطط أن يجذب أحد أكبر الاستثمارات في قطاع الطاقة الأفريقي.
ويستهدف المشروع إنتاج ما يصل إلى 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، معتمدًا على احتياطيات الغاز البحرية في تنزانيا التي تديرها شل في المربعين 1 و4، وإكوينور في المربع 2.
ويحوي المربع 2 ما يزيد على 20 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج (566 مليار متر مكعب)؛ ما يجعله حاسمًا بالنسبة لخطة تصدير الغاز الطبيعي المسال التي تتبناها البلاد.
أما الاحتياطيات الموجودة في المربعين 1 و4 فتلامس مجتمعةً 16 تريليون قدم مكعبة، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت شركة إكسون موبيل الأميركية قد استحوذت على المربع 2 في عام 2010؛ بالشراكة مع ستات أويل (Statoil) -وهو الاسم السابق لشركة إكوينور-.

بدء البناء
من المتوقع أن تبدأ أعمال بناء مشروع الغاز الطبيعي المسال في ليندي عقب التوقيع على اتفاقية حكومية على الرغم من التأخير المتكرر في اتخاذ قرار الاستثمار النهائي منذ انطلقت المفاوضات ذات الصلة في عام 2014.
وفي عام 2022 أُبرِمت اتفاقية إطارية بشأن مشروع غاز مسال ليندي، غير أن تفاصيل التمويل والتنظيم ما تزال محل نقاش.
ويربط المسؤولون مشروع الغاز الطبيعي المسال بطموحات البنية التحتية الأوسع نطاقًا في جنوب تنزانيا، بما في ذلك التوسعة المقترحة لخط سكة حديد متوارا-مبامباي-مشوتشوما/ليغانغا القياسي الممتد بطول ألف كيلومتر.
ويسهم هذا الخط بتسهيل نقل المعادن والوصول السلس إلى الأسواق الإقليمية في مالاوي وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
احتياطيات الغاز في تنزانيا
وضعت تقديرات رسمية موارد الغاز القابلة للاستخراج في تنزانيا عند قرابة 57 تريليون قدم مكعبة، أو 1.61 تريليون متر مكعب، معظمها في البحر؛ ما يمنح البلاد القدرة على أن تصبح مركزًا إقليميًا للغاز الطبيعي المسال.
وسينمو الطلب العالمي على الغاز المسال بأكثر من 25% خلال المدة بين عامي 2022 و2030، بدعمٍ من خطط تنويع الطاقة في آسيا وأوروبا.
ومع ذلك يتبنى المشغلون الدوليون نهجًا حذرًا يستهدف تحقيق التوازن بين إمكانات تنزانيا في هذا الخصوص وبين المخاوف المتنامية إزاء التكاليف واللوائح التنظيمية وتوقيت السوق.

جولة تراخيص
أعادت الحكومة إطلاق جولتها الخامسة لتراخيص النفط والغاز، عبر عرض 26 مربعًا؛ 23 منها قبالة السواحل، و3 في بحيرة تنجانيقا.
وتعكس المناقصات تلك إستراتيجية طويلة الأجل لتوسيع نطاق الاستكشاف وجذب الاستثمارات الأجنبية، حتى خلال الوقت الذي يترقب فيه مشروع غاز مسال ليندي تقدمًا ملموسًا نحو حصوله على الموافقة النهائية.
إلى جانب ذلك تنهي تنزانيا مشروعًا مشتركًا بقيمة 3 مليارات دولار مع شركة شوداو إنفيستمنت غروب المحدودة (Shudao Investment Group Company Ltd) الحكومية الصينية لتنفيذ مشروعين طال انتظارهما في قطاعي الفحم والحديد: هما مشوتشوما (Mchuchuma) وليغانغا (Liganga) على الترتيب، وفق ما أوردته "ديلي نيوز" في شهر سبتمبر/أيلول المنصرم.
ويتضمن المشروعان محطة طاقة عاملة بالفحم سعة 600 ميغاواط في مشوتشوما ومنجم لتعدين خام الحديد سعة 2.9 مليون طن سنويًا إلى جانب مصنع لإنتاج الصلب سعة 1 مليون طن سنويًا في ليغانغا وخط نقل كهربائي سعة 220 كيلوفولت وطريق ربط.
وإلى جانب مشروع الغاز الطبيعي المسال، يعد مشروعا "مشوشوما" و"ليغانغا" من المشروعات المركزية لأهداف التصنيع في "رؤية تنزانيا 2050"، والتي تستهدف تطوير سلاسل إمدادات الطاقة والمواد الخام التي تدعم التصنيع المحلي والتجارة الإقليمية.
موضوعات متعلقة..
- توتال إنرجي تتوقع ذروة الطلب على النفط بحلول 2035.. ماذا يقول الآخرون؟ (تقرير)
- توتال إنرجي تحتفل بقصة نجاح عمرها 50 عامًا في السعودية.. ما دور أرامكو؟
- مشروع غاز مسال أفريقي يحرز تقدمًا.. احتياطياته 85 تريليون قدم مكعبة
اقرأ أيضًا..
- ما هي طاقة المد والجزر؟.. وحسابات فلكية تميزها عن الشمس والرياح
- العراق لا يريد حل أزمة الغاز والكهرباء.. و3 شواهد على تقاعس الحكومة (تقرير)
- مشروع غاز مسال أفريقي بشراكة خليجية يتخذ خطوة مهمة.. سعته 3.6 مليون طن سنويًا
المصدر: