الطاقة الحرارية في سلطنة عمان تجذب 3 مطورين كبار
محمد عبد السند

يكتسب تطوير مشروعات الطاقة الحرارية في سلطنة عمان زخمًا كبيرًا في إطار الجهود التي يبذلها البلد العربي لتنويع مزيج الطاقة في توليد الكهرباء، وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة بها.
وطرحت الدولة مؤخرًا مناقصة تنافسية لتطوير مشروعات توليد الطاقة الحرارية في خطوة تعكس توازنًا إستراتيجيًا بين تأمين موثوقية الطاقة وبين تسريع التحول إلى المصادر المتجددة، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتيح مشروعات الطاقة الحرارية في سلطنة عمان فرصًا واعدةً في قطاعات البنية التحتية والهندسة والطاقة المرتبطة بالأصول الحرارية عالية الكفاءة والقادرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر.
كما تعكس المشروعات رغبة مُلحّة في مراعاة الطلب المتزايد على حلول الطاقة المستقرة المتنوعة خلال وقت تستهدف فيه سلطنة عمان توليد 40% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
ويؤسس هذا المناخ لبيئة ناضجة مهيأة للابتكار والنمو طويل الأجل في ظل سياسات الطاقة المتطورة.
مناقصة تنافسية
جذبت المناقصة التنافسية لتطوير أحد أكبر مشروعات الطاقة الحرارية في سلطنة عمان 3 شركات كبرى، وفق ما أعلنته شركة نماء لشراء الطاقة والمياه واختصارها بي دبليو بي (PWP)، وهي المنتِج الوطني الوحيد للكهرباء وسعة المياه في البلاد.
ويضم المشروع اثنين من مشروعات الطاقة المستقلة القائمة على توربينات الغاز ذات الدورة المركبة المخطط لتطويرهما في منطقتي المصفاة بمحافظة مسقط والدقم في محافظة الوسطى.
وتصل سعة مشروع المصفاة، وهو الأكبر من بين المشروعين، إلى 1600 ميغاواط، في حين تلامس سعة مشروع الدقم 800 ميغاواط، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تشمل قائمة الشركات التي تتسابق من أجل اقتناص مشروعي الطاقة الحرارية في سلطنة عمان المستقلين:
- أكوا باور، وهي مطورة الطاقة المتجددة والتقليدية العالمية ومقرها السعودية والتي تدير محفظة عمليات كبيرة في عمان.
- تحالف تقوده شركة كوريا ويسترن باور كو ليمتد (Korea Western Power CO., Ltd)، وهي مطورة الطاقة الكورية الجنوبية الحكومية، والشريك في مشروع الطاقة الشمسية "منح 1" الذي أطلِق مؤخرًا بسعة 500 ميغاواط، مع شركات "نبراس للطاقة" القطرية، و"الاتحاد للماء والكهرباء" المملوكة بالكامل لجهاز الإمارات للاستثمار إلى جانب شركة "بهوان إنفراستراكشر سيرفسيز (Bahwan Infrastructure services) العمانية.
- تحالف بقيادة شركة شنغن إنرجي غروب (Shenzhen Energy Group)، وهي مجموعة الطاقة المتكاملة المملوكة بحصة الأغلبية للحكومة الصينية، والذي يشمل الشركة الوطنية العمانية للهندسة والاستثمار.
ووفق شركة نماء لشراء الطاقة والمياه، يمتلك مقدمو العطاءات الـ3 الخبرات اللازمة في تمويل وتصميم وبناء وتشغيل أصول الطاقة الحرارية في سلطنة عمان، عالية الكفاءة.
أمن الطاقة
من المرجح أن يسهم مشروعا الطاقة المستقلان كلاهما بتعزيز أمن الطاقة والنمو الصناعي وتحقيق مزيج طاقة متنوع في سلطنة عمان.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نماء لشراء الطاقة والمياه أحمد بن سالم العبري: "تسلم العطاءات لتطوير وتشغيل محطتي الطاقة الحرارية في المصفاة والدقم يمثل إنجازًا كبيرًا في تعزيز البنية التحتية للطاقة في سلطنة عمان بهدف تلبية الطلب المتنامي على الكهرباء".
وأضاف: "هذا المشروع يعكس التزام شركة نماء لشراء الطاقة والمياه بتطوير وتعزيز الاستدامة والموثوقية في قطاع الطاقة، ودعم النمو الصناعي، مع الاستفادة من خبرات المطورين الإقليميين والعالميين في تشغيل أصول الطاقة الحرارية عالية الكفاءة القادرة على العمل جزئيًا بالهيدروجين الأخضر".
وواصل: "تلك المشروعات ستسهم كذلك بتعزيز مرونة شبكة الكهرباء وضمان إمدادات طاقة موثوقة تتسق مع رؤية عمان وطموحاتها المستقبلية في قطاع الطاقة والتنمية الاقتصادية".
شبكة مستقرة
يُعد مشروعا الطاقة الحرارية في سلطنة عمان عاملين رئيسين لضمان استقرار الشبكة مع اكتساب تحول الطاقة زخمًا متصاعدًا في إطار أهداف الحياد الكربوني التي يسعى البلد الخليجي لتحقيقها بحلول عام 2050.
وتسعى الدولة إلى تحقيق الأهداف عبر إستراتيجية شاملة ترتكز على تطوير مشروعات الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح واعتماد تقنية احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتؤدي السعة الكهربائية المولّدة بالغاز دورًا حاسمًا في مواجهة تحديات الطبيعة المتقطعة لطاقة الشمس والرياح، في حين ستساعد مشروعات الطاقة المستقلة الجديدة في تعويض سعة توليد الكهرباء القديمة الأقل كفاءةً.
موعد التشغيل
من المقرر أن يدخل مشروعا الطاقة الحرارية في المصفاة والدقم حيز التشغيل التجاري في 1 أبريل/نيسان (2029)، مع بدء إنتاج الكهرباء منه قبل هذا الموعد بعام واحد، أي في 1 أبريل/نيسان (2028).
إلى جانب ذلك كشفت شركة نماء لشراء الطاقة والمياه النقاب عن خطط لشراء محفظة رئيسة من مشروعات الطاقة المستقلة القائمة على طاقة الشمس والرياح بهدف رفع حصتها في قطاع الطاقة المتجددة إلى نحو 40% من إجمالي سعة توليد الكهرباء بحلول نهاية العقد الحالي.
وتلامس قيمة الاستثمارات المتوقعة في ذلك القطاع نحو 5 مليارات دولار خلال المدة المذكورة.
موضوعات متعلقة..
- سلطنة عمان تؤكد التزامها باستثمار 190 مليار دولار لتحول الطاقة بحلول 2050
- تعزيز الطاقة الحرارية الأرضية بين المزايا المتعددة والتحديات الكبيرة (تقرير)
- الطاقة الحرارية الأرضية.. مصدر رئيس لتنويع مزيج الكهرباء في شرق أفريقيا
اقرأ أيضًا..
- ما هي طاقة المد والجزر؟.. وحسابات فلكية تميزها عن الشمس والرياح
- العراق لا يريد حل أزمة الغاز والكهرباء.. و3 شواهد على تقاعس الحكومة (تقرير)
- مشروع غاز مسال أفريقي بشراكة خليجية يتخذ خطوة مهمة.. سعته 3.6 مليون طن سنويًا
المصدر: