التقاريرتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

محطات الطاقة الشمسية في الصحراء.. ما هي الدول العربية المستفيدة؟

دراسة عالمية وتقديرات لـ"الطاقة" حول أبرز الدول

هبة مصطفى

يطمح المطوّرون إلى نشر محطات الطاقة الشمسية في الصحراء بالدول العربية، لما تتمتع به المنطقة من إمكانات وموارد طبيعية مُشجعة تضمن عوائد للاستثمارات.

وتتجه الأنظار نحو المساحات الشاسعة الممتدة في الصحراء؛ إذ تشهد بعض دول المنطقة ارتفاعًا في درجات الحرارة واستمرارًا لمستويات الإشعاع الشمسي.

وسلّطت دراسة -حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)- الضوء على جدوى نشر المحطات في الصحراء، لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة خلال إنتاج الكهرباء.

وتتوافق هذه الخطوات مع مستهدفات زيادة حصة الطاقة المتجددة، ونشر مصادر الطاقة النظيفة لتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري.

أداء محطات الطاقة الشمسية في الصحراء

أظهرت دول عربية معدل أداء إجمالي قوي لمحطات الطاقة الشمسية في الصحراء، خلال رصد دراسة جامعة يافله السويدية المنشورة في مجلة نيتشر لبعض العينات والتجارب.

وتصدّر موقع صحراوي في الكويت أفضل أداء للمحطات الشمسية بنسبة 84.5%، في حين حلّت في المرتبة الثانية محطة جزائرية بمعدل أداء 82%، وأخرى في المغرب 79%، وحققت محطة رابعة في موريتانيا 66%.

واستشهدت الدراسة السويدية بأداء محطة متصلة بالشبكة في واد نشو، بولاية غرداية الواقعة شمال الصحراء الجزائرية.

وتبلغ قدرة المحطة 1.1 ميغاواط، وثُبتت ألواحها على الأرض، مع تعزيزها بأنظمة تتبع للتحكم في مرونة الحركة حسب اتجاه الشمس، ورصدت الدراسة إجمالي معدل أداء للمحطة وصل إلى 82%.

إنتاج الهيدروجين عبر الطاقة الشمسية المتوقعة في الدول العربية

ويتبنّى الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة اتجاهًا مختلفًا، إذ شملت إستراتيجيات الطاقة مساحة تنوع أوسع نطاقًا من الاعتماد على المصادر التقليدية.

وبجانب الاحتياطيات النفطية الوفيرة، تملك دول المنطقة مساحات صحراوية شاسعة وشمسًا ساطعة غالبية العام، ما يؤهلها لأن تصبح بيئة مثالية لنشر المحطات الشمسية في الصحراء.

ويعزّز هذا التنوع مكافحة التغيرات المناخية، ويصب أيضًا في صالح أمن الطاقة.

وتتمتع المنطقة بأعلى مستويات الإشعاع الشمسي في العالم، بجانب انخفاض تكلفة التقنيات وجذب المستثمرين الدوليين.

تحولات ومشروعات

تبنّت دول عربية مبادرات للاستفادة من مواردها الشمسية الصحراوية، ما يعكس توسعات إقليمية في قطاع الطاقة المتجددة، ومن بين هذه المبادرات:

الإمارات

تطور الإمارات مشروعات طاقة شمسية ضخمة، مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يُخطط له أن يصبح أكبر المشروعات العالمية بقدرة 5 غيغاواط، بحلول 2030.

ويعتمد المشروع على تقنيات الطاقة الشمسية الحرارية، لتحقيق أقصى استفادة، ومن المقرر أن يزوّد المشروع دبي بـ75% من احتياجات الكهرباء النظيفة، في منتصف القرن.

السعودية

تتضمّن رؤية السعودية لعام 2030 التركيز على استثمارات الطاقة الشمسية، ويُعدّ مشروع محطة "سدير" إحدى الأذرع الرئيسة لتنفيذ هذه الرؤية وتقليص الاعتماد على النفط، وزيادة حصة الطاقة المتجددة.

ومن المتوقع أن تعمل المحطة السعودية بقدرة 2 غيغاواط بعد تشغيلها، لتصبح إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية في المنطقة.

محطة سدير للطاقة الشمسية
محطة سدير للطاقة الشمسية - الصورة من وزارة الطاقة السعودية

مصر

تتبنّى مصر تطوير مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية بقدرة 1650 ميغاواط، والممتد على مساحة تتجاوز 37 كيلومترًا مربعًا.

ويُعدّ المجمع ضمن أكبر محطات الطاقة الشمسية العربية والأفريقية، ويساعد في تلبية أهداف الطاقة المتجددة في مصر بإنتاج حصة تصل إلى 20%.

الأردن

يعوّل الأردن على مشروع الطفيلة للطاقة الشمسية والرياح لإحراز خطوات باتجاه تحول الطاقة، واستقلال الإمدادات، وتنويع مصادر الطاقة اللازمة لتلبية الطلب المرتفع.

تكيف التقنيات

تُعدّ استثمارات الطاقة الشمسية خيارًا مثمرًا في المنطقة، خاصة نشر المشروعات في الصحراء، واستغلال الموارد بالقدر الأمثل، خاصة مع ارتفاع الطلب، وفق تحليل لشركة أبوللو سولار إندونيسيا.

ولفت التحليل إلى إمكان جذب المنطقة تقنيات الخلايا الشمسية المبتكرة، والشبكات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع ضمان حلول تخزين متنوعة مثل البطاريات.

وتستثمر الدول الخليجية في الخلايا الشمسية المتطورة الملائمة للمناطق الصحراوية، وحماية الألواح من هدر الطاقة الناجم عن الأتربة والرمال، ما يتطلّب تعزيز الوحدات بالوسائل المقاومة.

وقد يؤدي التوسع في تصنيع تقنيات ومعدات الطاقة الشمسية محليًا إلى خفض الاعتماد على الواردات وتقليص النفقات التشغيلية.

وتحتاج توسعات الطاقة الشمسية في الدول العربية إلى إعادة تأهيل الشبكات لاستيعاب حصص الطاقة المتجددة، وتحديث شبكات النقل، والتغلب على تحديات التمويل.

ويساعد التعاون الإقليمي على المزيد من التطوير، بالتركيز على البنية التحتية المشتركة ومشروعات الربط البيني.

محطات الطاقة الشمسية في الصحراء
ألواح شمسية - الصورة من رويترز

دراسات سابقة

تناولت دراسات سابقة أداء بعض محطات الطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة، وسط ظروف مناخية متباينة وتقنيات تشغيل مختلفة، نذكر منها:

  • السعودية

تشتهر الدول الخليجية بارتفاع درجات الحرارة في مناطق سكنية بعيدة عن المواقع الصحراوية، وركزت دراسة صادرة عام 2022 على نظام شمسي على الأسطح في السعودية.

وبلغت قدرة النظام 425 كيلوواط، وحقق معدل أداء سنوي وصل إلى 78.09%.

  • الجزائر

تضمن تحليل أُجري عام 2021 رصدًا لأداء محطة طاقة شمسية في ولاية البيض الجزائرية، بقدرة 23.92 ميغاواط، وتوصل إلى انخفاض الأداء السنوي بنسبة 0.76%.

أما تقييم محطة أخرى متصلة بالشبكة في مدينة أدرار الواقعة في صحراء جنوب البلاد، فأظهر إنتاجًا بلغ 4.98 كيلوواط/ساعة يوميًا لكل كيلوواط في أوقات الذروة، بأداء 71.67%.

  • المغرب

خلال العام ذاته، حلّل باحثون 3 مشروعات شمسية في مدينة الجديدة المغربية، متصلة بالشبكة، وتعتمد على ألواح سيليكون أحادي ومتعدد البلورات.

وأظهرت الأنظمة أداء بنسبة 80.73%، وأنتجت 4.98 كيلوواط/ساعة يوميًا لكل كيلواوط في أوقات الذروة.

  • سلطنة عمان

قيّم باحثون مشروع طاقة شمسية بقدرة 20.4 كيلوواط في مسقط، بسلطنة عمان، ولُوحظ فقدان في الكهرباء المنتجة ارتبطت بالحرارة والقدرة على امتصاص الإشعاع والضوء.

ورصد الباحثون تأثيرًا سلبيًا لتراكم الغبار والأتربة فوق الألواح، مؤكدين تسبّب ذلك في خفض إنتاج الكهرباء دون تحديد نسبة بعينها.

وبلغ الإنتاج 5.59 كيلوواط/ساعة يوميًا، لكل كيلوواط في أوقات الذروة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق