شحن السيارات الكهربائية في الأردن.. خطة توسع تدعم التحول الأخضر
سامر أبووردة

مع بروز شحن السيارات الكهربائية في الأردن بوصفه أحد المسارات الرئيسة لدعم الاستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، يشهد قطاع النقل في المملكة تحولًا متسارعًا.
وفي هذا الإطار، تعمل شركة مصفاة البترول الأردنية على تنفيذ خطة توسع جديدة لتركيب محطات شحن حديثة موزعة في مواقع إستراتيجية بعدّة محافظات.
ووفقًا لتقديرات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يعكس هذا الإعلان تغيرًا في أولويات الشركة التي ظلّت لعقود تركّز على الوقود التقليدي، قبل أن تدرك أن أسواق الطاقة العالمية تتجه نحو البدائل النظيفة.
ويأتي ذلك في وقت تتنامى فيه الضغوط الدولية والمحلية للحدّ من الانبعاثات الكربونية وتعزيز دور النقل الكهربائي.
وتعمل الشركة من خلال ذراعها التسويقية "جو بترول" على نشر البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في الأردن، بما ينسجم مع خطط المملكة لخفض استيراد المشتقات النفطية، وتعزيز الاعتماد على بدائل أكثر استدامة.
كما يشكّل هذا التوجه خطوة عملية لدمج أعمال المصفاة مع سياسات الحكومة الرامية إلى التحول الأخضر، وتوسيع خيارات الطاقة أمام المستهلكين في السنوات المقبلة.
محطات شحن السيارات الكهربائية في الأردن
يُتوقَّع أن يشكّل انتشار محطات شحن السيارات الكهربائية في الأردن عاملًا حاسمًا في تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050، إذ تسهم هذه البنية التحتية في تمكين المواطنين من الاعتماد على السيارات الكهربائية بوصفها بديلًا عمليًا واقتصاديًا للنقل التقليدي.
وتشهد المملكة نموًا ملحوظًا في البنية التحتية الخاصة بالمركبات الكهربائية، إذ أعلن رئيس مجلس مفوّضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، زياد السعايدة، في أبريل/نيسان 2025، أن عدد محطات الشحن المرخصة والعاملة بلغ 200 محطة.
ومنذ عام 2016، أصدرت الهيئة قرابة 750 تصريحًا لإنشاء محطات، منها 700 محطة عامة و50 خاصة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة.
ومن المقرر أن تدخل غالبية المحطات العامة الخدمة مع نهاية العام الجاري 2025، وهو ما يعزز ثقة المستهلكين ويزيد من انتشار المركبات الكهربائية على نطاق واسع.

خفض طاقة مشروع التوسعة الرابعة للمصفاة
يتكامل هذا المسار مع ما أعلنته مصفاة البترول الأردنية منتصف سبتمبر/أيلول 2025 بشأن إعادة طرح مشروع التوسعة الرابعة بعد توقُّف استمرّ 7 سنوات، فبدلًا من رفع الطاقة الإنتاجية إلى 120 ألف برميل يوميًا، خُفّضت إلى 73 ألف برميل، في تعديل ينسجم مع التغيرات المتوقعة في سوق الطاقة.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة حسن الحياري أن القرار جاء استنادًا إلى 3 عوامل رئيسة، أبرزها التوسع المتسارع في السيارات الكهربائية الذي يقلل الطلب على البنزين والديزل.
كما أن دخول الغاز الطبيعي إلى قطاع النقل الثقيل والحافلات عزز الحاجة إلى مراجعة الخطط، بجانب تنامي استعمال وقود الطيران المستدام (SAF) عالميًا.
هذا التعديل خفّض من المخاطر المالية المرتبطة بالاستثمار في توسعة عملاقة، ووضع المصفاة في موقع أكثر مرونة لمواكبة متطلبات السوق، بدلًا من التمسك بنموذج يعتمد كليًا على الوقود التقليدي.

تعرفة شحن السيارات الكهربائية في الأردن
إلى جانب التوسع في المحطات، حددت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن تعرفة زمنية لشحن المركبات الكهربائية.
ففي أوقات الذروة (من 5 مساءً إلى 11 مساءً) تبلغ التعرفة 133 فلسًا للكيلوواط/ساعة (0.19 دولارًا أميركيًا)، بينما تنخفض في أوقات الذروة الجزئية إلى 113 فلسًا (0.16 دولارًا)، وتصل خارج الذروة إلى 103 فلوس (0.15 دولارًا).
(1000 فلس = دينار أردني = 1.41 دولارًا أميركيًا).
هذه الآلية تهدف إلى إدارة الطلب على الشبكة الكهربائية بفاعلية، وتشجيع المستهلكين على الشحن في الأوقات الأقل ضغطًا، بما يضمن استقرار الخدمة وتقليل الكلفة.

موازنة بين النفط والكهرباء
تُظهر هذه التطورات أن الأردن يسير في مسارين متوازيين: تحديث مصفاته النفطية لتلبية احتياجات الحاضر، وفي الوقت نفسه الاستثمار في مستقبل يعتمد على الكهرباء والغاز والوقود البديل.
ويعدّ التوسع بشحن السيارات الكهربائية في الأردن مدعومًا بشبكة متنامية من المحطات، خطوة إستراتيجية تعكس إدراكًا مبكرًا للتحولات العالمية، وتضع المملكة في موقع متقدم بين الدول العربية الساعية إلى تحقيق التحول الأخضر والحياد الكربوني.
موضوعات متعلقة..
- تدشين أول محطة متخصصة لشحن السيارات الكهربائية في الأردن
- أسعار شحن السيارات الكهربائية.. مقارنة بين 3 دول عربية (تقرير)
- شحن السيارات الكهربائية في الأردن يشهد خطوة هي الأولى عربيًا
اقرأ أيضًا..
- مشروعات خطوط أنابيب الهيدروجين عالميًا.. 6% فقط تحظى بقرار الاستثمار النهائي
- فواتير الكهرباء في بنسلفانيا الأميركية تحطم نظرية الغاز الرخيص
- تسريع أوروبا حظر الغاز المسال الروسي.. هذه سيناريوهات الإمدادات والأسعار
المصدر: