أول ناقلة نفط طويلة المدى في العالم تعمل بالأمونيا.. بتقنية خلايا الوقود
دينا قدري

وُقّعت اتفاقية جديدة لتصميم أول ناقلة نفط طويلة المدى في العالم تعمل بالأمونيا بتقنية خلايا الوقود، استمرارًا لجهود إزالة الكربون من قطاع النقل البحري.
ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حصلت شركة إم آي إس سي برهاد الماليزية (MISC Berhad)، وشركة سامسونغ للصناعات الثقيلة الكورية الجنوبية (SHI)، على موافقة مبدئية من مكتب فيريتاس الفرنسي للخدمات البحرية (Bureau Veritas)، لتصميم أول ناقلة نفط طويلة المدى في العالم تعمل بالأمونيا بتقنية خلية وقود غشاء تبادل البروتون (PEMFC).
وتركز هذه المبادرة على تصميم وتطوير سفينة تجارية كبيرة الحجم تدمج تقنية خلية وقود غشاء تبادل البروتون، التي طوّرتها شركة فينسن الكورية الجنوبية (Vinssen) المتخصصة في تقنيات النقل البحري، وتتكامل مع نظام تكسير الأمونيا (ACS) الذي صمّمته شركة باناسيا (Panasia) لأنظمة الطاقة.
وسيُمكّن هذا التصميم من توفير طاقة كاملة النطاق لدفع السفن، ومناولة البضائع، وتلبية احتياجات الطاقة على متنها، متجاوزًا بذلك التطبيقات السابقة التي اقتصرت على السفن الصغيرة أو الأحمال المساعدة، وفقًا للشركات.
أول ناقلة نفط تعمل بالأمونيا
تصميم أول ناقلة نفط طويلة المدى في العالم تعمل بالأمونيا بتقنية خلايا الوقود، مُنح في إطار مشروع تطوير إستراتيجي مشترك بين شركة إم آي إس سي وشركة سامسونغ للصناعات الثقيلة ومكتب فيريتاس، وهو ما يؤكد تميّزه بالجدوى الفنية، بالإضافة إلى توافقه الأولي مع القواعد والمعايير واللوائح الصناعية المعمول بها.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، طُوّرت السفينة لتلبية لوائح المنظمة البحرية الدولية الصارمة (IMO) مع تحقيق فوائد تشغيلية كبيرة؛ إذ تشمل مزاياها الرئيسة:
-
- الحياد الكربوني: تُلغي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المباشرة، بما يتماشى مع الأهداف العالمية لإزالة الكربون.
- الامتثال للوائح التنظيمية: ضمان استدامة السفن في مواجهة اللوائح البيئية المتطوّرة وضرائب الكربون.
- الكفاءة التشغيلية: تُتيح استعمالًا بديلًا للوقود وتكاليف صيانة أقل مقارنةً بالمحركات التقليدية.
- قابلية التوسع: تُمهّد الطريق لاعتماد أوسع لتقنية خلايا الوقود القائمة على الأمونيا في القطاع البحري.
في هذا البرنامج المشترك للتطوير، تعمل شركة "إم آي إس سي" بوصفها مالكة ومشغلة للسفن، إذ تقود عمليات السفن، ودراسات الجدوى التجارية، وإستراتيجيات تبنّي السوق.
وتُسهم شركة سامسونغ للصناعات الثقيلة بخبرتها في بناء السفن، وتُشرف على تصميم السفن، وتكامل الأنظمة، والتطوير الهندسي.
وبصفتها هيئة التصنيف، يتولى مكتب فيريتاس مسؤولية ضمان الامتثال للوائح، وإجراء تقييمات المخاطر، ومنح الموافقة المبدئية، في حال امتثالها لقواعد المكتب المعمول بها للتصنيف؛ ما يُتيح التحقق المستقل من الجدوى الفنية للمشروع وسلامته.
إزالة الكربون من النقل البحري
علّق الرئيس، المدير التنفيذي لمجموعة إم آي إس سي، زاهد عثمان، قائلًا: "نؤمن إيمانًا راسخًا بأن التعاون هو المحفّز للتحول البحري، ومن خلال هذه الشراكة، نُحقّق التقدم من خلال توحيد قادة الصناعة في تحقيق مستقبل تُنشر فيه تقنيات جديدة متنوعة لمواجهة أكبر التحديات البحرية، وهو التحول في مجال الطاقة وإزالة الكربون".
وتابع: "جاءت هذه الموافقة المبدئية نتيجةً لتضافر جهودنا وتحدّينا للحدود التقليدية لتحويل طموحات الاستدامة إلى تقدم ملموس.. وبالتعاون مع سامسونغ للصناعات الثقيلة ومكتب فيريتاس، نعمل على تطوير حلٍّ من شأنه أن يضع معيارًا جديدًا للشحن المستدام، ويُلهم تبنيًا أوسع نطاقًا للحلول المبتكرة على مستوى الصناعة البحرية؛ ما يساعد الصناعة البحرية في تحقيق طموحاتها في تحقيق الحياد الكربوني".
من جانبه، صرّح الرئيس الفني لشركة سامسونغ للصناعات الثقيلة، هايكي جانغ، قائلًا: "تُمثل ناقلة النفط طويلة المدى التي تعمل بالأمونيا خطوةً حقيقيةً إلى الأمام، إذ تُحقّق الحياد الكربوني، وتُلبّي اللوائح المستقبلية، وتُحسّن الكفاءة التشغيلية، وتُتيح إمكان التوسع لتبنّيها على نطاق أوسع".
وأضاف نائب الرئيس التنفيذي للصناعات والسلع في مكتب فيريتاس، ماثيو دي توغني: "لا تمثّل هذه الموافقة المبدئية إنجازًا تقنيًا فحسب، بل تُجسّد -أيضًا- قوة الشراكات. يفخر مكتب فيريتاس بدعم إم آي إس سي وسامسونغ للصناعات الثقيلة في تطوير تقنية خلايا وقود غشاء تبادل البروتون التي تعمل بالأمونيا، وهي طفرة تجمع بين الابتكار والسلامة والاستدامة"، بحسب ما جاء في البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: