خطة طموحة لتحويل النفايات إلى هيدروجين في سلطنة عمان بشراكة بريطانية

تسير خطط تحويل النفايات إلى هيدروجين في سلطنة عمان بخطوات متسارعة في ظل سعي العديد من الشركات العالمية لتحويل التقنيات إلى حلول واقعية، تدعم جهود الاقتصاد الدائري.
وأعلنت "هيدروجين يوتوبيا إنترناشونال" (Hydrogen Utopia International) توقيع شراكة إستراتيجية مع رائدَي الأعمال العُمانيين شهاب أحمد ومحمد المير، بهدف إدخال تقنياتها المتقدمة لتحويل النفايات إلى هيدروجين في السوق العمانية.
وتستهدف الشركة البريطانية الناشئة في قطاع التكنولوجيا النظيفة -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)- تطبيق تقنيات تحويل النفايات إلى هيدروجين في سلطنة عمان لخدمة القطاعات الصناعية الكبرى مثل الصلب والإسمنت.
ووفقًا للاتفاقية، يعتزم الطرفان التعاون لتقييم إمكانات استعمال تكنولوجيا تحويل النفايات إلى هيدروجين داخل سلطنة عمان، تمهيدًا لإنشاء مشروعات مشتركة قادرة على دعم التوجه الوطني نحو الطاقة الخضراء وتقليل البصمة الكربونية.
وتعدّ الخطوة جزءًا من رؤية أوسع لدعم تحول الطاقة في سلطنة عمان، والحدّ من الانبعاثات الصناعية عبر تبنّي حلول مبتكرة تعزز من الاستدامة وتحقق مردودا بيئيًا واقتصاديًا.
إدارة النفايات
ستعتمد الشركة البريطانية في خطّتها لتحويل النفايات إلى هيدروجين في سلطنة عمان على تقنية التغويز المحسّن بالبلازما، التي طوّرتها الشركة الأميركية "إن إن تك" (InEnTec)، والتي تُعدّ من أكثر التقنيات تطورًا في العالم لتحويل النفايات إلى مصادر طاقة نظيفة.
وتسمح التقنية الحاصلة على براءة اختراع بتحويل أيّ نوع من النفايات، بما في ذلك المواد الخطرة، والمركبة، وغير القابلة لإعادة التدوير، إلى هيدروجين نظيف ومواد قابلة لإعادة الاستعمال.
وتتميز التقنية بقدرتها على التعامل مع نفايات معقّدة مثل الإطارات المستعملة، والمواد الملوثة بمركبات، وشفرات توربينات الرياح، وتحويلها إلى منتجات قابلة للاستعمال الصناعي كالهيدروجين، والغاز الاصطناعي، والكهرباء، والحرارة، ما يضعها في صدارة حلول الاقتصاد الدائري.
ويأتي المشروع ضمن الجهود المستمرة لسلطنة عمان في إطار رؤية عمان 2040 الرامية إلى التنويع الاقتصادي والتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، عبر الاستثمار في مشروعات مبتكرة تشمل تحويل النفايات إلى موارد مستدامة.
صناعة الإسمنت والصلب
تستهدف الشركة البريطانية التركيز على الصناعات ذات الانبعاثات العالية في سلطنة عمان، كصناعتي الصلب والإسمنت، أكبر مصادر الانبعاثات الكربونية في البلاد.
ومن خلال تبنّي تقنية "هيدروجين يوتوبيا"، سيكون بإمكان صناعات الصلب والإسمنت إنتاج الهيدروجين النظيف مباشرة في مواقعها، وتوليد كهرباء منخفضة الانبعاثات، ما يقلل من الاعتماد على مدافن النفايات ويحقق تحولا فعليا نحو الاستدامة الصناعية.
ويتماشى المشروع بشكل وثيق مع الإستراتيجية الوطنية العمانية للتحول في قطاع الطاقة، التي تضع إزالة الكربون والتقنيات المتجددة في قلب أولوياتها المستقبلية.
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة هيدروجين يوتوبيا إنترناشونال، ألكسندرا بينكوسكا: "لقد تعاقدنا مع شريك قوي آخر في منطقة الخليج، مما يمنح الشركة حليفًا محليًا موثوقًا يتمتع بعلاقات حكومية وطيدة وخبرة عملية في مجالات الطاقة والنفايات والصناعة".
وأضافت: "تعدّ عُمان خيارًا مثاليًا لتقنية الصهر المُحسّن بالبلازما من InEnTec، لا سيما في قطاعي الصلب والإسمنت، إذ يوجد طلب كبير على حلول تقلل النفايات والانبعاثات".
وأشارت إلى أن المرحلة الأولى من التعاون ستركّز على صناعات محورية مثل الصلب والإسمنت، إذ يمثّل خفض الانبعاثات ومعالجة النفايات أولوية إستراتيجية.
وأوضحت أن التكنولوجيا الجديدة ستسهم أيضًا في إنتاج الهيدروجين محليًا بكميات تجارية، بما يعزز مكانة سلطنة عمان مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.
ويشمل نموذج "هيدروجين يوتوبيا" لتحويل النفايات إلى هيدروجين، كامل سلسلة القيمة في إدارة النفايات، من جمع النفايات الصناعية والبلدية غير القابلة لإعادة التدوير، إلى تحويلها إلى مصادر طاقة نظيفة، ثم توفير هذه الطاقة والمنتجات الثانوية كالهيدروجين والغاز الاصطناعي للمجتمعات المحلية والصناعات.
وتقدّم سلطنة عمان نموذجًا إقليميًا في تحول النفايات من عبء بيئي إلى مورد اقتصادي وطاقة متجددة، ما يرسّخ تطلعات البلاد في قيادة سوق الهيدروجين الأخضر إقليميًا وعالميًا، مستندة إلى الشراكة بين القطاعين العام والخاص وريادة الشركات الناشئة في الابتكار البيئي.
موضوعات متعلقة..
- سلطنة عمان تتبنى مبادرات لتحويل النفايات إلى هيدروجين
- محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين تتعرض لانتكاسة جديدة في هولندا
اقرأ أيضًا..
- إنتاج قطر من الغاز الطبيعي يقترب من 19 مليار متر مكعب
- قيمة صادرات مصر من الذهب في 2024 تقفز 78%
- مشروع ضخم لتحول الطاقة في المغرب يتلقى تمويلًا بـ111 مليون دولار
المصادر..