رئيسيةتقارير منوعةمنوعات

منجم معادن نادرة يُنصف الصين على أميركا.. ما قصته؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • ما تزال الحرب التجارية دائرة بين أميركا والصين
  • تُسهم المعادن الأرضية النادرة في تسريع جهود تحول الطاقة
  • الصين تعوّل على منجم معادن نادرة لتعزيز سيطرتها على صناعة المعادن
  • الصين تنتِج أكثر من 70% من المعادن النادرة عالميًا
  • تحوي احتياطيات المنجم معادن مثل البراسيوديميوم والنيوديميوم والديسبروسيوم

يساعد منجم معادن نادرة الصين في حسم السباق العالمي الذي تخوضه مع الغرب، لا سيما الولايات المتحدة من أجل الهيمنة على تلك الصناعة الإستراتيجية.

ولا تخلو تقنيات الطاقة النظيفة كلها تقريبًا من مكونات المعادن الأرضية النادرة التي تشتد الحاجة إليها لتسريع جهود التحول الأخضر وصولًا إلى الحياد الكربوني.

وبدعمٍ من هذا المنجم ستعزز الصين مواردها من المعادن النادرة؛ ما سيضعها في مكانة إستراتيجية تؤهلها إلى إعادة ترتيب أوراقها في الحرب التجارية ضد واشنطن التي تستعمِل ورقة التعرفات الجمركية لإخضاع بكين.

وما تزال الصين -وهي البلد الوحيد المالك للتقنيات اللازمة لمعالجة بعض المعادن النادرة- تهيمن على 92% من الإنتاج العالمي من تلك العناصر في مرحلة المعالجة، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويُعدّ المنجم المكتشَف في منطقة هونغهي ذاتية الحكم في مقاطعة يونان جنوب غربي الصين أكبر اكتشاف من نوعه في البلد الآسيوي منذ اكتشاف أول خام معادن نادرة في محافظة جيانغشي عام 1969.

خريطة المعادن الأرضية النادرة

حقّقت الصين مكانة جيوسياسية فريدة على خريطة المعادن الأرضية النادرة العالمية؛ إذ تحتضن أكبر احتياطيات عالميًا، بلغت 44 مليون طن متري في عام 2024، كما أنها تستأثر بنسبة 70% من الإنتاج العالمي، وأكثر من 90% من عمليات المعالجة والتكرير.

وتتلقى احتياطيات الصين من المعادن النادرة دفعة قوية، بعد الكشف عن منجم المعادن النادرة في هونغهي خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، باحتياطيات تلامس 470 ألف طن، وقيمة إجمالية تصل إلى 200 مليار دولار أميركي، وفق ما أورده موقع "إيكو بورتال".

ويرى محللون أن هذا الاحتياطي الضخم من المعادن الأرضية النادرة في الصين قد يمثّل "نهاية اللعبة" بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية في حربها الصامتة ضد ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ونظرًا إلى أن الصين أكبر مُنتِج للمعادن النادرة عالميًا؛ ينظر إليها الغرب على أنها تهديد كبير بالنسبة إلى أمن إمداداته من تلك العناصر.

وتشمل قائمة العناصر الـ17 للمعادن الأرضية النادرة: اللانثانوم، والسيريوم، والبراسيوديميوم، والنيوديميوم، والبروميثيوم، والسماريوم، واليوروبيوم، والغادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، والهولميوم، والإربيوم، والثوليوم، والإيتربيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم.

منجم معادن نادرة في الصين
منجم معادن نادرة في الصين - الصورة من "غلوبال تايمز"

المعادن الأرضية النادرة

تؤدي المعادن الأرضية النادرة دورًا حاسمًا في تسريع جهود تحول الطاقة عبر استعمالها بكثافة في تقنيات الطاقة النظيفة مثل الخلايا الشمسية وتوربينات الرياح المستعمَلة في مزارع الرياح ومحطات الطاقة الكهرومائية؛ إذ تُعد عناصر رئيسة لإنتاج الطاقة النظيفة ونقلها وتخزينها.

كما تُعد تلك المعادن مكونًا لا غنى عنه لتصنيع السيارات الكهربائية (البطاريات والمحركات)، إلى جانب صناعة الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الحيوية وطاقة المحيطات.

وفي ضوء تسارع وتيرة التحول الأخضر، يزداد الطلب على تلك المعادن بشكل كبير، لتصبح تقنيات الطاقة النظيفة أسرع القطاعات نموًا في استهلاك المعادن النادرة.

تقنيات الطاقة المتجددة

تخوض الصين حربًا "صامتة" مع الولايات المتحدة الأميركية، من أجل الهيمنة عالميًا على تقنيات الطاقة المتجددة.

وما يعزّز موقف الصين الراسخ في تلك الحرب هو اكتشافها منجم معادن نادرة ضخمًا في يونان من الممكن أن يحوي موارد تصل إلى 1.15 مليون طن، من بينها عناصر نادرة تلامس 470 ألف طن، وفق هيئة المسح الجيولوجي الصينية.

وبناءً عليه قد يحسم المنجم الحرب الشرسة الدائرة بين بكين وواشنطن لصالح الأولى؛ ليعزز هيمنتها على سلسلة الإمدادات العالمية لتلك الصناعة الإستراتيجية.

وتسعى الحكومات الغربية بكل ما أُوتيت من قوة للإفلات من قبضة بكين المُحكمَة على إمدادات المعادن النادرة عالميًا، رغبةً منها في عدم تعريض أمن الطاقة لديها للخطر.

ومن الممكن أن تحوي احتياطيات المنجم معادن عدة مثل البراسيوديميوم، والنيوديميوم، والديسبروسيوم، والتربيوم.

أهمية خاصة

ما يُضفي أهمية خاصة على المنجم الجديد أنه يحوي معادن أرضية نادرة فائقة الامتصاص الأيوني آر آر إي (RRE) التي تشتد الحاجة إليها في تصنيع التقنيات النظيفة.

وتتركز المعادن النادرة الفائقة الامتصاص الأيوني بصورة طبيعية في تربة الغرانيت المتآكلة، أو ما تُعرَف بـ"الغرانيت المتحلل"، ويمكن استخلاصها بسهولة عبر تقنيات محدودة الأثر البيئي مثل التبادل الأيوني.

ووفق تقرير هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، سيزيد منجم المعادن النادرة المكتشَف في الشهور الأخيرة إجمالي الاحتياطيات الوفيرة في الصين، التي تشتمل على 17 من الأكاسيد المعدنية ورواسب تصل إلى 44 مليون طن.

وفي عام 2024 زادت صادرات الصين من المعادن النادرة بنسبة 6%، لتصل إلى 55 ألفًا و431 طنًا، حسب أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

عامل في منجم معادن نادرة بمقاطعة جيانغشي الصينية
عامل في منجم معادن نادرة بمقاطعة جيانغشي الصينية - الصورة من Getty Images

3 تأثيرات في أميركا

من المرجح أن يُحدِث منجم معادن هونغهي تحولًا جذريًا في ديناميكيات الطاقة العالمية، بل من الممكن أن تكون له 3 تأثيرات في الولايات المتحدة، وهي:

  • مواجهة شركات الطاقة الكبرى مثل أبل وتيسلا وإعادة توزيعات في سلاسل الإمدادات.
  • سيصبح إنتاج السيارات الكهربائية معتمدًا على الموردين الصينيين بدرجة أكبر من ذي قبل.
  • ستكثف الحكومات الغربية جهودها لتطوير إمدادات محلية بتكلفة عالية، مع تأخيرات كبيرة متوقعة في مواعيد التسليم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
1.منجم معادن نادرة صيني يحوي احتياطيات ضخمة، من موقع "إيكو بورتال".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق