الغاز المسال الروسي يتصدر حزمة عقوبات أوروبية جديدة ضد موسكو

محمد عبد السند

2025-09-19

0 410

استحوذ الغاز المسال الروسي على نصيب كبير في حزمة عقوبات جديدة اقترحها الاتحاد الأوروبي ضد موسكو على خلفية حربها في أوكرانيا التي اندلعت في 24 فبراير/شباط (2022).

ووفق تقارير إعلامية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقترح حزمة العقوبات الجديدة تقديم موعد الحظر المقترح على الغاز الطبيعي المسال الروسي بمدّة عام، ليبدأ من يناير/كانون الثاني (2027)، بدلًا من يناير/كانون الثاني (2028).

كما تقترح الحزمة تحديد سقف أسعار النفط الروسي عند 47.60 دولارًا للبرميل، وتجميد أصول عدد من الشركات.

وتتضمن الحزمة المقترحة اليوم الجمعة 19 سبتمبر/أيلول كذلك فرض عقوبات جديدة على ما يُطلَق عليه "أسطول الظل".

و"أسطول الظل" هو مجموعة من السفن القديمة المتهالكة التي تنقل الخام الروسي في انتهاك للعقوبات المفروضة بوساطة مجموعة الـ7.

الحزمة الـ19

تُعدّ حزمة العقوبات المقترَحة بوساطة المفوضية الأوروبية -وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- الـ19 من نوعها ضد روسيا منذ بدء حربها في أوكرانيا قبل 3 أعوام ونصف.

وسيتعيّن على البلدان الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي حاليًا مناقشة حزمة العقوبات الجديدة قبل إقرارها بالإجماع خلال الأسابيع المقبلة، تمهيدًا لتطبيقها على موسكو؛ أملًا في تجفيف منابع تمويل جهودها الحربية.

ولطالما تعهَّد القادة الأوروبيون بمواصلة الضغوط على روسيا لوقف آلة لحرب في أوكرانيا وسط جهود دبلوماسية مكثّفة لإجبار الكرملين على الجلوس على طاولة المفاوضات.

قطاع الطاقة مستهدف

تستهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي المقترَحة قطاع الطاقة الروسي، بما في ذلك تسريع موعد حظر الغاز الطبيعي المسال الروسي ليسري بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني (2027)، بدلًا من 1 يناير/كانون الثاني (2028) الذي كان قد اقتُرِح على الدول الأعضاء عبر نصوص قانونية أخرى.

وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على نقل شحنات الغاز الطبيعي المسال الروسي في حزمة سابقة، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتشمل العقوبات المفروضة على الغاز الطبيعي المسال الروسي في الحزمة المقترحة ما يلي:

إعداد قائمة من 118 سفينة جديدة في أسطول الظل الروسي، ليصل إجمالي السفن الخاضعة لعقوبات في هذا الأسطول إلى أكثر من 560.
فرض حظر على إعادة التأمين على السفن المُدرَجة في القائمة، وكذلك على إعادة التأمين على الطائرات الروسية المستعمَلَة.
إنهاء الإعفاءات بالنسبة لشركتي النفط الروسيتين روسنفط (Rosneft) وغازبروم نفط (Gazpromneft).
إعداد قائمة تضم تجّار النفط ومصافي التكرير والشركات البتروكيماوية في بلدان ثالثة تخرق العقوبات، بما في ذلك الصين.

إحدى ناقلات الغاز المسال بميناء بريغورودنويي في روسيا – الصورة من "أسوشيتد برس"

صادرات الغاز المسال الروسي

لامست صادرات الغاز المسال الروسي عالميًا 18.8 مليون طن متري خلال الشهور الـ8 الأولى من العام الجاري.

واستأثرت آسيا بنصيب الأسد، في تلك الصادرات، بحصّة بلغت 9.5 مليون طن، مقابل 9.2 مليون طن لأوروبا، وفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتراجعت حصة واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى 14% خلال الربع الثاني من العام الجاري، من 22% في الربع الأول من عام 2021، وفق أرقام المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي يوروستات (Eurostat).

وتبرز نوفاتيك يامال (Novatek- Yamal) -وهو مشروع مشترك تقوده شركة نوفاتيك الروسية- مورد الغاز المسال الروسي إلى أوروبا.

كما تُعدّ فرنسا أكبر مستورد للغاز المسال الروسي في أوروبا، بحجم واردات بلغت قرابة 4 ملايين طن في الشهور الـ8 الأولى من العام الحالي.

وحلّت بلجيكا في المرتبة الثانية بعد فرنسا بإجمالي واردات لامست 2.3 مليون طن، ثم إسبانيا في المرتبة الثالثة (1.8 مليون طن)، وهولندا وإيطاليا في المرتبتين الرابعة والخامسة بواقع نحو مليون طن و725 ألف طن على الترتيب.

واردات آسيا من الغاز المسال الروسي

تستورد آسيا الغاز الطبيعي المسال الروسي عبر مشروع سخالين 2 (The Sakhalin-2) للغاز المسال الذي تقوده شركة "غازبروم" الروسية الحكومية.

و"سخالين 2" أحد أكبر مشروعات الغاز المسال في العالم، بسعة تلامس 12 مليون طن، وتتجه معظم شحناته إلى اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند ودول آسيوية أخرى.

وتبرز الصين أكبر مشترٍ للغاز المسال الروسي، بإجمالي واردات بلغ 4.1 مليون طن خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى أغسطس/آب (2025)، من بينها 300 ألف طن من محطة "أركتيك 2" الجديدة.

وبعد الصين تأتي اليابان بحصّة تبلغ 3.7 ملايين طن، ثم كوريا الجنوبية (1.4 مليون طن)، وفيتنام (613 ألف طن)، وتايوان (200 ألف طن).

موضوعات متعلقة..