الطاقة النووية طريق موثوق إلى الحياد الكربوني في 2050 (تقرير)
أسماء السعداوي

طالبت مسؤولة عالمية بالاستفادة من الزخم العالمي الحالي لزيادة قدرات الطاقة النووية من أجل تسريع وتيرة إنتاج الكهرباء النظيفة والموثوقة؛ تحقيقًا لأهداف تلبية الطلب مع خفض الانبعاثات.
وقالت المديرة العامة لرابطة الطاقة النووية (WNA) ساما بيلباو واي ليون -في مقال اطّلعت على تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)-، إن كل العوامل متوافرة لتحويل الهدف إلى حقيقة ملموسة، وأبرزها التقنيات والقوى العاملة والزخم السياسي والتمويلي.
لكن الطموح وحده لا يكفي، فالنشر السريع للمفاعلات النووية يتطلب تضافر جهود الجميع مع تعزيز الابتكار من أجل تحويل الخطط إلى بُنى أساسية وأُطر عمل تنظيمية وتمويلية مواتية للاستثمارات الجديدة.
وبحسب الرابطة، أسهمت الطاقة النووية بـ9% من الكهرباء العالمية خلال العام الماضي (2024)، عبر إضافة 2667 تيراواط/ساعة بوساطة 440 مفاعلًا حول العالم.
صناعة الطاقة النووية خلال 50 عامًا
احتفلت المديرة العامة لرابطة الطاقة النووية ساما بيلباو واي ليون بذكرى مرور 50 عامًا على انعقاد أولى الندوات العالمية للصناعة.
وبتلك المناسبة، قارنت بين وضع القطاع العالمي في ذلك الوقت والآن، مؤكدةً أن الطاقة النووية قد "أصبحت جزءً أساسيًا من الحل" لتحقيق هدف خفض الانبعاثات وزيادة الوصول للكهرباء.

وبحسب مديرة الرابطة المتحدثة بلسان صناعة الطاقة النووية، كان عدد المفاعلات النوية (وهي تقنية ناشئة في ذلك الحين) في منتصف سبعينيات القرن الماضي 123 فقط، وقادرة على إنتاج 42 غيغاواط من الكهرباء، وهي عُشر القدرات الحالية.
والآن، "نحن في لحظة مهمة للطاقة النووية" بحسب ليون، التي أشارت إلى الحقائق التالية:
- أكثر من 30 دولة وقّعت إعلان هدف مضاعفة قدرات الطاقة النووية العالمية بحلول عام 2050.
- تعترف الحكومات بالطاقة النووية بوصفها مكونًا حاسمًا لأنظمة الكهرباء المرنة والموثوقة وتعزيز الأمن الوطني والتنافسية الاقتصادية وتقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري وحماية المواطنين من التقلبات العالمية.
- اتفاق الحكومات ومؤسسات التمويل وكبار مستهلكي الكهرباء على ضرورة زيادة قدرات الطاقة النووية.
- كثّفت المؤسسات المالية انخراطها في استثمارات الطاقة النووية لفهم جوانب الاستدامة والمكاسب الاقتصادية طويلة الأمد.
- المستهلكون النهائيون للكهرباء يرون الطاقة النووية أساسية لتقديم إمدادات وفيرة دون انقطاع.
- شركات التقنية -على نحو خاص- تستكشف سبل دمج الطاقة النووية مع البنى الأساسية الرقمية وتسريع تطوير المفاعلات لتشغيل مراكز البيانات كثيفة الاستهلاك.
وبحسب ليون: "لم يعد السؤال المطروح حاليًا هل يمكن للطاقة النووية تأدية دور أكبر في مستقبل قطاع الطاقة، بل: هل نمتلك الشجاعة والرؤية والتصميم لتحقيق ذلك؟ في تلك اللحظة المحورية الفرصة سانحة لنغتنمها".
ويوضح الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- سعة الطاقة النووية قيد الإنشاء عالميًا بنهاية عام 2024:
فرصة نمو مواتية، ولكن..
في ضوء الحقائق المذكورة، قالت المديرة العامة لرابطة الطاقة النووية ساما بيلباو واي ليون، إن الطموح وحده لا يكفي، خاصة في ظل الحاجة حاليًا لإحراز تقدُّم أكبر وبوتيرة أسرع.
وقدّمت التوصيات التالية:
- على الحكومات تحويل التزاماتها السياسية إلى بُنى أساسية ملموسة من خال إصلاح أُطر العمل التنظيمية لتسريع الحصول على الموافقات دون الإخلال بقواعد السلامة وضمان الدمج الكامل للطاقة النووية في إستراتيجيات الطاقة النظيفة الأوسع نطاقًا.
- على الدول وضع آليات واضحة لترخيص وتمويل وبناء محطات جديدة والاستثمار في القوى العاملة للتشغيل والصيانة.
- التعاون مع المواطنين والتواصل الشفّاف سيكون أساسيًا لبناء القبول المجتمع للتوسع المرتقب.
وبحسب ليون: "الصناعة النووية جاهزة، فالتقنية مؤكدة والقوة العاملة تنمو والزخم السياسي حقيقي"، مؤكدةً بدء عصر جديد على المستوى الوطني والدولي ومع الحكومات والبنك الدولي والمستثمرين من القطاع الخاص.
"لكن الزخم وحده لا يكفي لبناء المفاعلات"، فالأمر يتطلب عملًا جريئًا واستثمارات إستراتيجية والابتكار وروح القيادة على المدى الطويل.
وحول سبل تحويل تلك الرؤية الطموحة إلى عمل ملموس، سيتباحث المشاركون في الندوة العالمية رقم 50 المقرر عقدها في لندن، التي تضمّ صنّاع سياسات ومستثمرين وقادة بمجال الأعمال والصناعة من مختلف دول العالم.
وستركّز المناقشات على استكشاف الإنجازات التقنية ومعالجة التحديات وتصميم المفاعلات وآليات تمويل المشروعات وتنمية مهارات القوى العاملة وإستراتيجيات نشر مفاعلات جديدة على النطاق والسرعة المطلوبين عالميًا.
موضوعات متعلقة..
- نهضة الطاقة النووية قد تتحول إلى كابوس بسبب اليورانيوم (تقرير)
- خبراء: الطاقة النووية رهان مصر والدول العربية لحل أزمة الكهرباء
- الطاقة النووية في أوروبا تترنح أمام زحف الشمس والرياح (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- حصص إنتاج النفط لـ8 دول في أوبك+.. وسابقة للسعودية منذ 2023
- السعودية و7 دول في أوبك+ تضيف 137 ألف برميل نفط يوميًا في أكتوبر
- البرازيل.. ماذا تعرف عن أكبر منتج للنفط في أميركا اللاتينية؟
- منتدى بغداد الدولي للطاقة.. العراق يجدد التزامه داخل أوبك
المصدر: