معدل انخفاض إنتاج الغاز عالميًا يفوق النفط.. وحقول أفريقيا الأكثر تراجعًا
بعد بلوغ الحقول ذروتها
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

- معدل انخفاض إنتاج الغاز بعد بلوغ الحقول الذروة يفوق النفط بنسبة 1.5%
- متوسط الانخفاض السنوي بعد الذروة للغاز الطبيعي التقليدي يبلغ 6.8%
- معدل انخفاض إنتاج الغاز بعد الذروة في أفريقيا الأسرع عالميًا
- معدل انخفاض إنتاج الغاز المصاحب الأسرع بمتوسط 8.3%
تكشف البيانات أن معدل انخفاض إنتاج الغاز التقليدي عالميًا بعد بلوغ الحقول ذروتها يفوق معدل التراجع في حقول النفط بمقدار 1.5 نقطة مئوية؛ ما يستدعي استمرار الاستثمار العالمي لمواجهة الطلب المتزايد.
ومعدل الانخفاض بعد الذروة يأخذ في الحسبان معدل الانخفاض السنوي المركب منذ بلوغ الإنتاج ذروته، إلى جانب تأثير اتجاهات الاستثمار المستمرة من جانب المُشغّلين لإبطاء الانخفاضات أو زيادتها، ما يجعله أقل تأثرًا بالتقلبات، مقارنة بمعدلات الانخفاض البسيطة على أساس سنوي.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن متوسط معدل الانخفاض السنوي بعد بلوغ الذروة يبلغ 6.8% للغاز الطبيعي التقليدي.
ويعود ذلك إلى تغير طبيعة الحقول المنتجة بعد الذروة؛ ففي حين كانت التسعينيات تشهد ارتفاعًا من الحقول البرية الكبيرة، تأتي اليوم حصة أكبر من الحقول البحرية الصغيرة.
كما ساعدت التطورات التقنية في تطبيق إستراتيجيات استخلاص ثانوية مبكرًا، مع تركيز الشركات على زيادة الإنتاج القصير الأجل وتعظيم القيمة الصافية للتدفقات النقدية المستقبلية، ما قد يؤدي إلى تطوير مفرط للحقل وتسارع انخفاضه.
وبحسب البيانات، تسجل الحقول البرية والعملاقة أدنى معدلات التراجع، ما يجعل الشرق الأوسط وروسيا الأكثر استقرارًا نسبيًا.
وإقليميًا، تشهد معدلات انخفاض إنتاج الغاز تفاوتًا كبيرًا بين المناطق، وكانت أفريقيا الأكثر تراجعًا.
معدل انخفاض إنتاج الغاز حسب المناطق
يشير التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، إلى أن ارتفاع معدل انخفاض إنتاج الغاز مقارنة بالنفط يُعزى إلى:
- القدرة على ضغط الغاز وتدفقه بسهولة، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإنتاج الأولية تتبعها انخفاضات أسرع بعد الذروة.
- يُطبق النفط تقنيات استخلاص إضافية ومحسّنة تساعد على استدامة الإنتاج لمدة أطول.
- يأتي نحو 45% من إنتاج الغاز التقليدي من الحقول البحرية، مقابل 25% للنفط، والمشروعات البحرية عادة ما تشهد معدلات انخفاض أعلى.
وأظهر التقرير -استنادًا إلى بيانات إنتاج نحو 15 ألف حقل- أن معدل انخفاض إنتاج الغاز التقليدي بعد الذروة يكشف عن تفاوت كبير بين المناطق الجغرافية.
وتتصدّر أفريقيا القائمة بمتوسط انخفاض بعد الذروة بنسبة 12.9%، ما يعكس وتيرة تراجع سريعة نسبيًا مقارنة ببقية المناطق.
وخلال العام الماضي، بلغت استثمارات قطاع المنبع في أفريقيا نحو 8% من الإجمالي العالمي، حيث تواصل دول القارة تطوير مواردها لتعزيز الإنتاج وأمن الطاقة. تليها أميركا الشمالية بمتوسط انخفاض بعد الذروة يبلغ 12%، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقد يواجه قطاع الغاز الصخري الأميركي تحديات كبيرة، وفي حال التوقف عن حفر آبار جديدة بعد نهاية 2025، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج بنحو 350 مليار متر مكعب خلال 12 شهرًا، مع معدل انخفاض سنوي مركب يبلغ نحو 13% حتى عام 2035.
في المرتبة التالية، تأتي أميركا الوسطى والجنوبية بمتوسط 10.6%، فيما تسجل أوروبا متوسط 7.5%، وآسيا والمحيط الهادئ 6.1%.
أما الشرق الأوسط فيظل الأكثر ثباتًا بمعدل يبلغ 5.2%، في حين أوراسيا تسجل أبطأ معدل انخفاض عالمي عند 4.4%.

الحقول الصغيرة تتصدّر تراجع إنتاج الغاز
تشير أحدث البيانات إلى تفاوت كبير في معدلات انخفاض إنتاج الغاز التقليدي بعد الذروة، مع متوسطات سنوية تعكس الطبيعة الحقيقية لكل حقل.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تتصدّر الحقول الصغيرة أسرع معدل انخفاض في إنتاج الغاز بعد الذروة، بمتوسط سنوي 15.9%، تليها الحقول الكبيرة بمعدل 11.1%، ثم الحقول العملاقة بمعدل 6.5%، وأخيرًا الحقول العملاقة جدًا التي تحتفظ بأبطأ تراجع عند 4.4%.
أما معدل انخفاض إنتاج الغاز في الحقول البحرية العميقة وشديدة العمق (Deep-ultradeep offshore) فيسجل 9.5%، ثم الحقول البحرية الضحلة (Shallow offshore) بمتوسط 9%، في حين تسجّل الحقول البرية أبطأ معدل انخفاض بمتوسط 5.3% سنويًا، وفق ما ذكرته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما يتراجع إنتاج الغاز المصاحب أسرع من الغاز غير المصاحب، مع ملاحظة أن معدل انخفاض الغاز غير المصاحب ينخفض بوتيرة أبطأ من النفط.
ويسجل الغاز المصاحب معدل انخفاض أعلى بعد الذروة 8.3%، مقارنة بالغاز غير المصاحب الذي يبلغ متوسطه 6.7%.

استثمارات النفط والغاز
بدأت وكالة الطاقة الدولية تحذّر من تسارع تراجع إنتاج النفط والغاز عالميًا، مشيرة إلى أن توقف الاستثمارات في الحقول المنتجة قد يؤدي إلى فقدان أكثر من 5.5 مليون برميل يوميًا من النفط، و270 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.
وللحفاظ على الإنتاج عند مستوياته الحالية حتى عام 2050، يحتاج العالم إلى إضافة 45 مليون برميل يوميًا من النفط وتريليوني متر مكعب من الغاز عبر مشروعات جديدة، مع إنفاق سنوي يتجاوز 540 مليار دولار على الاستكشاف والإنتاج.
وتشير التقديرات إلى وجود 230 مليار برميل من النفط، و40 تريليون متر مكعب من الغاز لم تُطوَّر بعد، معظمها في الشرق الأوسط وأوراسيا وأفريقيا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقبل 4 سنوات، أكدت الوكالة أن وقف الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز شرط لتحقيق أهداف المناخ.
كما تواجه الوكالة انتقادات من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسبب تركيزها على سياسات الطاقة النظيفة في السنوات الأخيرة.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الغاز في الشرق الأوسط يترقب انتعاشة.. 5 دول عربية قد تغير المشهد
- خريطة توقعات إنتاج الغاز في 2026.. كم تبلغ حصة الشرق الأوسط وأفريقيا؟
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تقر بالحاجة إلى 540 مليار دولار سنويًا لضمان إمدادات النفط والغاز
- توقعات الطلب على النفط في 2026.. هل تغيّرت نظرة المؤسسات الكبرى؟ (تقرير)
- الطاقة المتجددة في أفريقيا.. 5 مشروعات ناجحة تتصدرها دولة عربية
المصدر: