عدد محطات وقود الهيدروجين يرتفع عالميًا 15%.. وهذه خرائط الانتشار (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

- ارتفاع عدد المحطات التزود بوقود الهيدروجين عالميًا إلى 1300 محطة
- انتشار المحطات ما زال محصورًا في عدد قليل من الأسواق بقيادة الصين
- النمسا تصدم السوق الأوروبية بإغلاق جميع المحطات العاملة خلال 2025
- عدد المحطات في أميركا واليابان ينخفض بسبب الإغلاقات وتغير السياسات
- الشاحنات الثقيلة تقود الطلب على الهيدروجين في قطاع النقل البري عالميًا
تزايد الاهتمام بنشر محطات وقود الهيدروجين على الطرق في العالم منذ عام 2017، لكن خريطة التمركز ما زالت محدودة، وتكاد تكون محصورة في الصين وأوروبا والولايات المتحدة.
وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)-، ارتفع عدد محطات التزوّد بوقود الهيدروجين في العالم بنسبة 15%، ليصل إلى 1300 محطة بنهاية عام 2024.
وشهدت الصين أكبر زيادة عالمية في عدد محطات وقود الهيدروجين العاملة بنسبة 30%، لتصل إلى أكثر من 500 محطة بنهاية عام 2024، بينما تجاوز عدد المحطات في أوروبا 300 محطة، بزيادة 15% على أساس سنوي.
ورغم ذلك، ما زال عدد المحطات في أوروبا أقل بكثير من أهداف لائحة البنية التحتية للوقود البديل في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030، التي تستهدف نشر محطة تزوُّد واحدة لكل 200 كيلومتر على طول شبكة الطرق الرئيسة، إضافة إلى نشر محطة مماثلة في كل التجمعات الحضرية على مستوى الاتحاد، البالغ عددها 337 تجمعًا.
تطورات محطات وقود الهيدروجين بالمناطق
تتصدر الصين قائمة الدول المتسارعة في نشر محطات وقود الهيدروجين، بينما تواجه الولايات المتحدة مشكلات في زيادة عدد المحطات بسبب تحديات الموثوقية ونقص إمدادات الهيدروجين، حسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية -مؤخرًا-.
وتمتد هذه التحديات إلى بعض دول أوروبا الرائدة في نشر هذه المحطات، مثل النمسا، التي صدمت السوق الأوروبية في أبريل/نيسان الماضي بإعلان نيّتها إغلاق جميع المحطات التابعة لشركة أو إم في (OMV) المشغّل الوحيد لمحطات الهيدروجين في البلاد، بحلول سبتمبر/أيلول 2025.
وأرجعت السبب في هذا القرار إلى ضعف الإقبال على السوق وتفاقم الخسائر المالية التشغيلية للشركة، بحسب بيان اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وكانت الشركة قد نشرت 5 محطات في مواقع إستراتيجية بالنمسا خلال السنوات الماضية، لكنها اضطرت -مؤخرًا- إلى إغلاق محطة فيينا، وتخطط لإغلاق الـ4 الأخرى خلال أسابيع، ما لم تتدخل الحكومة وتعِد النظر في سياسات الدعم الموجّه للقطاع.

على الجانب الآخر، شهدت الولايات المتحدة واليابان تقلبات في عدد محطات وقود الهيدروجين على الطرق خلال العام الماضي، حيث أدت مشكلات نقص الإمدادات وضعف الموثوقية إلى إغلاقات مؤقتة أو دائمة لبعض المحطات في البلدين.
ورغم ارتفاع عدد محطات التزود بالوقود الهيدروجيني العاملة في الولايات المتحدة خلال عام 2024، فإنه ما يزال أقل من العدد المتاح بين عامي 2017 و2020، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ففي كاليفورنيا -الولاية الأكثر تبنيًا للتقنيات النظيفة- انخفض عدد محطات وقود الهيدروجين على أساس سنوي، بسبب قرارات صادرة من شركة شل وغيرها بإغلاق محطاتها بصورة دائمة؛ ما جعل هدف الولاية المتمثل في نشر 200 محطة بحلول نهاية 2025، صعب المنال إلى حدّ كبير.
وفي اليابان، انخفض عدد المحطات للعام الثاني على التوالي، ليصل إلى 160 محطة عاملة فقط، وهو أدنى عدد متاح أمام المستهلكين منذ عام 2020، ويرجع ذلك إلى إغلاق عدد من المحطات الصغيرة ومتوسطة الحجم، مع توسُّع البلاد في بناء المحطات الأكبر حجمًا.
الشاحنات الثقيلة تقود الطلب
قادت الشاحنات الثقيلة نمو الطلب على وقود الهيدروجين في قطاع النقل البري خلال عام 2024، حيث ارتفع طلب القطاع بنسبة 40% على أساس سنوي، ليصل إلى 100 ألف طن، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ورغم أن هذه الزيادة كبيرة، فإن قطاع النقل البري ما زال مسهِمًا ثانويًا وناشئًا في الطلب العالمي على الهيدروجين، ولا يمثّل استهلاكه سوى 0.1% من إجمالي الاستهلاك العالمي الذي يتركز معظمه في قطاعات التكرير والصناعة.
ويرجع السبب بارتفاع الطلب على وقود الهيدروجين في قطاع النقل البري إلى الشاحنات الثقيلة، بخاصة في الصين التي تمثّل وحدها 75% من الطلب العالمي.
بينما شكلت كوريا الجنوبية 15% من الطلب العالمي على الهيدروجين في قطاع النقل البري، تليها الولايات المتحدة بنسبة 5%، ثم أوروبا بنسبة تقارب 5%، ما يشير إلى تركُز الطلب في عدد محدود جدًا من الأسواق حول العالم.

ولا تشكّل الشاحنات سوى 15% من الأسطول العالمي للمركبات التي تعمل بالهيدروجين في عام 2024، أو ما يعادل 15 ألف و500 شاحنة تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية.
ورغم ذلك، فقد شكّلت الشاحنات ما يقرب من ثلثي استهلاك الهيدروجين في قطاع النقل البري خلال العام الماضي، بسبب سفرها لمسافات أطول، ما يجعلها تحتاج إلى التزود بالوقود أكثر من مرة وبكميات أكبر خلافًا لوسائل النقل البرية الأخرى.
على الجانب الآخر، لم تشكّل سيارات الركّاب العاملة بخلايا الوقود سوى 10% من استهلاك الهيدروجين في قطاع النقل البري، رغم أنها تمثّل 70% من أسطول مركبات الهيدروجين عالميًا، بسبب انخفاض كثافة الطاقة فيها مقارنة بنماذج الشاحنات التجارية الأثقل.
موضوعات متعلقة..
- محطات وقود الهيدروجين في كاليفورنيا خارج الخدمة.. وشل تصدم الجميع
- غلق محطات وقود الهيدروجين العاملة في النمسا قبل نهاية 2025
- توقيع عقد 6 محطات للتزود بوقود الهيدروجين في السعودية.. ومفاجأة بالإنتاج
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تقر بالحاجة إلى 540 مليار دولار سنويًا لضمان إمدادات النفط والغاز
- خبير أوابك: التخزين الجوفي للغاز فرصة إستراتيجية للدول العربية.. وهذه تكلفته بالأرقام (حوار)
- أمين عام أوابك يحذر من خطورة دعوات التخلي عن النفط والغاز
- 6 دول تتنافس على دعم قطاع الطاقة السوري
المصدر:
خرائط انتشار محطات وقود الهيدروجين في العالم، من وكالة الطاقة الدولية