خط أنابيب نيتسانا.. بوابة جديدة للغاز الإسرائيلي إلى مصر
حلقة جديدة في مسار تحول القاهرة إلى مركز إقليمي للطاقة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

- 2023 بمثابة نقطة تحول حاسمة في مشروع خط أنابيب نيتسانا
- الخط الجديد عبارة عن أنبوب بري يمتد لمسافة 65 كيلومترًا
- إنشاء الخط يدعم خطط مصر للتحول لمركز إقليمي لتداول الغاز
- مصر الدولة الوحيدة في شرق المتوسط التي تمتلك قدرة كبيرة على إسالة الغاز
يمثّل خط أنابيب نيتسانا للغاز -قيد التطوير- حلقة مهمة في حصول مصر على كميات إضافية من الغاز الإسرائيلي، ضمن مستهدف البلاد للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
وتأتي أهمية الخط الجديد ضمن اتفاقية بقيمة 35 مليار دولار وقّعتها القاهرة في أغسطس/آب الماضي، تهدف إلى استيراد 130 مليار متر مكعب من حقل ليفياثان الإسرائيلي حتى عام 2040.
ويتضمن الاتفاق الذي يعدّ امتدادًا لما وُقِّع في 2019، حصول مصر بداية من العام المقبل (2026) على 20 مليار متر مكعب من الغاز، ومن ثم كميات إضافية تصل إلى 110 مليارات متر مكعب، بمجرد اكتمال الخط الجديد "نيتسانا" والانتهاء من مشروع توسعة حقل ليفياثان.
وبعد إعلان شركة شيفرون الأميركية الاتفاق على بدء بناء خط أنابيب نيتسانا، ترصد وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أبرز المعلومات عن الخط المقترح.
نشأة خط أنابيب نيتسانا للغاز
رغم أن 2023 كان بمثابة نقطة تحول حاسمة في مشروع خط أنابيب نيتسانا للغاز مع موافقة الحكومة الإسرائيلية على إنشائه، فإنه واجه بعض العراقيل التي أخّرت بدء تنفيذه بسبب خلافات حول التكلفة بين مطوري حقلي ليفياثان وتمار بقيادة شركة شيفرون الأميركية، وشركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية.
وبعد تجاوز الخلافات، توصلت شيفرون في 16 سبتمبر/أيلول 2025 لاتفاق مع شركة تشغيل خطوط الغاز الإسرائيلية يتضمن بدء أعمال بناء خط "نيتسانا" لنقل الغاز من حقل ليفياثان إلى مصر.
وخط أنابيب نيتسانا هو عبارة عن أنبوب بري يمتد لمسافة 65 كيلومترًا من منطقة "رامات حوفاف" في صحراء النقب إلى "نيتسانا" المنطقة الحدودية مع مصر، إذ لا يبدأ مباشرة من حقل "ليفياثان" البحري، بل من محطات المعالجة التي تستقبل غاز الحقل عبر خطوط بحرية.
ومن المتوقع أن ينقل الخط الجديد نحو 600 مليون قدم مكعبة يوميًا (6 مليارات قدم مكعبة سنويًا) من الغاز الطبيعي بعد اكتمال تنفيذه خلال 3 سنوات.
وبذلك، يسهم خط أنابيب نيتسانا في رفع قدرة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر عبر الأنابيب لأكثر من 2.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويعتمد نقل الغاز من إسرائيل إلى مصر -حاليًا- على خط أنابيب "العريش-عسقلان"، ويُسمى -أيضًا- خط أنابيب غاز شرق المتوسط، وهو خط بحري فرعي تابع لخطّ أنابيب الغاز العربي.
وكان يُستعمل الخط في السابق، وتحديدًا منذ عام 2008، لنقل الغاز المصري إلى إسرائيل، لكن في عام 2019، اتفق البلدان على عكس اتجاه تدفق الغاز، وذلك في ظل انخفاض إنتاج القاهرة من الغاز، وتزامنًا مع اكتشافات تل أبيب لحقول الغاز البحرية.
وفي الوقت نفسه، تخطط شركة إنرجيان اليونانية لاستعمال خط أنابيب نيتسانا عند تشغيله في تصدير نحو مليارَي متر مكعب من الغاز سنويًا (193 مليون قدم مكعبة يوميًا) من حقلها "كاتلان" البحري الواقع في منطقة شرق المتوسط قُبالة إسرائيل، والمقرر أن يبدأ الإنتاج في 2027.
المستفيدون من خط أنابيب نيتسانا
يأتي إنشاء خط الأنابيب الجديد ضمن خطط مصرية إستراتيجية لتنويع مصادرها من الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد، بالإضافة إلى هدفها في التحول لمركز إقليمي لتداول الغاز.
وتتمتع مصر بميزة مهمة؛ فهي الدولة الوحيدة في منطقة شرق المتوسط التي تمتلك قدرة كبيرة على إسالة الغاز، تتجاوز 12 مليون طن سنويًا، عبر محطتي دمياط وإدكو.
وفي المقابل، يمثّل خط أنابيب نيتسانا فرصة لإسرائيل لنقل الغاز المكتشف في حقولها إلى الدول الأوروبية عبر مصر، خصوصًا أنها لا تمتلك منشآت لإسالة الغاز.
علاوة على ذلك، ما تزال خطط إسرائيل لتصدير الغاز عبر خط أنابيب يربطها بقبرص واليونان إلى أوروبا في مرحلة الدراسة، مع أنباء عن توقُّف تلك الخطط بسبب تحديات فنية ومالية ونزاعات إقليمية بين تركيا وقبرص.
وعلى جانب آخر، تخطط قبرص لاستعمال البنية التحتية للغاز المسال في مصر لتصدير الغاز مع بدء الإنتاج من حقولها، حيث تمتلك احتياطيات مكتشفة تصل إلى 15 تريليون قدم مكعبة، وهو ما يدعم إستراتيجية القاهرة لتكون مركزًا إقليميًا.
وبحسب تصريحات وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، تخطط البلاد لتوجيه إنتاج حقلي أفروديت وكرونس، إلى مصر.
واردات مصر من الغاز الإسرائيلي
في النصف الأول من العام الجاري، استوردت مصر نحو 4.69 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي (915 مليون قدم مكعبة يوميًا)، مقابل 5.12 مليار متر مكعب (993 مليون قدم مكعبة يوميًا) في النصف المقارن من عام 2024.
ومن المتوقع ارتفاع واردات مصر من الغاز الإسرائيلي مع الاتفاق الجديد، بعد تراجعها في يونيو/حزيران الماضي إلى 477 مليون متر مكعب (561.3 مليون قدم مكعبة يوميًا)، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقًا للرسم البياني التالي:
وبحسب أرقام جمعتها وحدة أبحاث الطاقة، ارتفعت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي في 2024، بنسبة 18.54%، لتصل إلى 10.16 مليار متر مكعب (980 مليون قدم مكعبة يوميًا)، مقابل 8.57 مليار متر مكعب (829 مليون قدم مكعبة يوميًا) في عام 2023.
موضوعات متعلقة..
- تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر.. صفقة جديدة تقودها شركة يونانية
- صفقة الغاز الإسرائيلي إلى مصر.. "أوراق ضغط" من القاهرة لمواجهة مناورة نتنياهو
- بعد صفقة الغاز الإسرائيلي.. هل تعود مصر للتصدير قريبًا؟.. 4 خبراء يتحدثون
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة الأردني: تسريع الحفر بحقل الريشة.. ومشروعات رياح وتخزين كهرباء قريبًا (حوار)
- بعد تغيّر موقف وكالة الطاقة.. أوبك تؤكد: استثمارات النفط والغاز ضرورة حتمية
- 5 خبراء: إلغاء مشروعات الهيدروجين الأخضر "تصحيح طبيعي".. وهذه أفضل تكلفة
- الهيدروجين الأخضر في مصر.. تحوُّل "جريء" لضمان إمدادات الكهرباء (مقال)
المصادر:
- توقيع اتفاق بدء إنشاء خط أنابيب نيتسانا، من رويترز
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي، من مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي)
- معلومات الخط والرسوم البيانية، من وحدة أبحاث الطاقة