استهداف مصفاة الخرطوم في السودان بطائرات مسيرة

تشكّل مصفاة الخرطوم في السودان حجز الزاوية لتأمين إمدادات الوقود في البلاد، ما جعلها محورًا رئيسًا في الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتعرضت المصفاة للقصف مجددًا، أمس الثلاثاء 9 سبتمبر/أيلول (2025)، بطائرات مسيرة من قبل عناصر قوات الدعم السريع، ما تسبَّب في أضرار بالغة تضاف إلى حصيلة الخسائر التي تعرضت لها منذ بدء الصراع في السودان خلال 2023.
وأدانت وزارة الطاقة -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- العمليات التي نفّذتها قوّات الدعم السريع، مستهدفةً المنشآت الخاصة بوزارة الطاقة؛ إذ استهدفت صباح أمس كلًا من محطة كهرباء المرخيات ومصفاة الخرطوم بعدد من المسيرات.
تركّزت عمليات استهداف مصفاة الخرطوم على مركز التحكم والعدادات وخزانات غاز النفط المسال (LPG) وخطوط الوقود الرابطة مع محطة كهرباء قري3.
تعطيل خدمات الكهرباء والوقود
وصفت وزارة الطاقة العمليات بالإرهابية التي تستهدف في المقام الأول المواطن السوداني، من خلال تعطيل أهم الخدمات التي تتمثل في الكهرباء والوقود.
وكانت وزارة الطاقة قد شرعت في عمليات صيانة هذه المواقع تحديدًا التي استُهدِفَت لتوفير الخدمات الضرورية لمواطني ولاية الخرطوم.

وكان وزير الطاقة السوداني السابق الدكتور محي الدين نعيم محمد سعيد قد أكد -في حوار سابق مع منصة الطاقة المتخصصة- أن الحرب التي تشهدها البلاد أدّت إلى تخريب مستودعات الخام في المصفاة، ما أدى إلى فقدان 210 آلاف برميل، وتدمير مستودعات البنزين والديزل التي كانت جميعها مليئة بالمشتقات النفطية.
وأضاف أن آثار الحرب لم تتوقف عند مستودعات مصفاة الخرطوم فقط، بل طالت مستودعات شركات التوزيع الموجودة في محيط المصفاة، ما أدى إلى فقدان كميات مقدّرة من المشتقات النفطية.
حقل هجليج
استهدفت قوات الدعم السريع خلال الأسبوع الماضي أيضًا مطار وحقل هجليج بالطريقة ذاتها، مما أدى الي مقتل 5 أشخاص.
ويشكّل "هجليج" أحد المحاور الرئيسة لقطاع النفط في السودان، إذ يعدّ مصدرًا رئيسًا لإمدادات الخام إلى مصفاة الخرطوم، ودعم الاقتصاد الوطني، من خلال التصدير عبر ميناء بورتسودان.
ويقع حقل النفط العملاق في منطقة هجليج قرب الحدود مع دولة جنوب السودان، ويبعد نحو 45 كيلومترًا إلى الغرب من منطقة أبيي بولاية جنوب كردفان السودانية.
ووفق بيانات الحقل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يحتضن حقل هجليج قرابة 75 بئرًا نفطية تغذّي الاقتصاد السوداني بإنتاج يصل إلى 20 ألف برميل يوميًا.
ويضخّ الحقل إنتاجه إلى محطة ضخ النفط الرئيسة في منطقة هجليج التي تجمع نفط جنوب السودان والسودان معًا، حيث يُعالَج الخام، ويحتَفَظ به في خزانات للوقود تزيد سعتها على 400 ألف برميل، أو يُضَخّ عبر خطوط الأنابيب إلى مواني التصدير أو مصفاة الخرطوم.
موضوعات متعلقة..
- صادرات نفط جنوب السودان تواصل التوقف.. والجيش يحاصر مصفاة الخرطوم (خاص)
- استمرار إغلاق مصفاة الخرطوم في السودان.. وخسائر كبيرة بسبب الحرب (خاص)
اقرأ أيضًا..
- مصر تبحث عن الغاز في شرق المتوسط بمشروع ضخم
- 4 دول عربية تكسر الرقم القياسي لاستهلاك الكهرباء في صيف 2025
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات الطلب على النفط في 2026.. ماذا عن المعروض؟