تقارير الغازالتقاريرتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 قد ينطلق قريبًا.. وهذه خريطة الخطوط الأخرى إلى الصين

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • روسيا تُصدّر الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب يعمل منذ عام 2019
  • واردات الصين من الغاز عبر الأنابيب تجاوزت 74 مليار متر مكعب في 2024
  • واردات بكين من الغاز الروسي عبر الأنابيب ستصل إلى 38 مليار متر مكعب في 2025
  • الصين تستورد الغاز من تركمانستان وميانمار عبر 4 خطوط أنابيب أخرى عاملة
  • فكرة خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 مطروحة منذ 5 سنوات والحرب الأوكرانية أحيتها
  • توقيع مذكرة تفاهم إلزامية بشأن الخط مطلع سبتمبر 2025، لكن التسعير لم يُحسَم بعد
  • سعة الخط المقترحة تصل إلى 50 مليار متر مكعب، ويمرّ عبر منغوليا إلى شرق الصين

كثر الحديث حول بناء خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 بين روسيا والصين منذ 5 سنوات، لكن الطرفين لم يتّخذا خطوات جادّة على طريق التنفيذ إلّا مؤخرًا.

فقد وقّعت شركة غازبروم الروسية مطلع سبتمبر/أيلول 2025 مذكرة تفاهم ملزمة مع الصين بشأن خط أنابيب باور أوف سيبيريا الثاني الذي طال انتظاره منذ سنوات.

وجاءت هذه المذكرة في إطار 4 اتفاقيات أُبرمت بين شركة الطاقة الحكومية الروسية الكبرى (غازبروم)، وشركة النفط الوطنية الصينية بحضور رئيسي البلدين، على هامش احتفالات عيد النصر في بكين.

وكان أول حديث حول بناء خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 بعد تشغيل الخط الأول (باور سيبريا) أواخر عام 2019، حيث اتفق الطرفان على توسعة تجارة الغاز الطبيعي بينهما عبر الأنابيب.

وبدأت شركة غازبروم دراسة جدوى بناء الخط الثاني في عام 2020، في إطار خطة تستهدف بدء التصدير عبره بحلول عام 2030، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.

ورغم ذلك، فقد ظل الحديث حول الخطط التنفيذية خافتًا بين البلدين إلى أن وقع غزو أوكرانيا مجددًا في فبراير/شباط 2022، ثم انقطعت إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم الرئيس الذي تعرَّض لتفجير مجهول المصدر آنذاك.

وأدى نجاح أوروبا السريع في توفير البدائل إلى تسريع وتيرة المفاوضات مع الصين لبناء هذا الخط لتحلّ بكين محلّ أوروبا عميلًا رئيسًا للغاز الروسي.

تطورات خط أنابيب باور أوف سيبيريا 1

بدأت مفاوضات إنشاء خط أنابيب باور أوف سيبريا 1 في عام 2014، واستغرق بناؤه 5 سنوات، حيث بدأ ضخ الغاز الروسي عبره أواخر 2019.

ويمتد الخط لمسافة 3 آلاف كيلو متر (1865 ميلًا)، ويمرّ عبر سيبيريا، وصولًا إلى مقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرق الصين.

وكانت أول كميات ضُخَّت عبر هذا الخط في حدود 5 مليارات متر مكعب، ثم زادت تدريجيًا إلى 16 مليار متر مكعب عام 2022، قبل أن تقفز إلى 31 مليار متر مكعب في عام 2024، بحسب بيانات شركة غازبروم.

ومن المتوقع زيادة إمدادات الخط إلى 38 مليار متر مكعب خلال عام 2025، ليصل إلى السعة التصميمية الكاملة، بحسب الجدول الزمني المتفق عليه بين البلدين.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء افتتاحه إنشاءات خط أنابيب باور أوف سييبريا الأول عام 2014
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أثناء افتتاحه إنشاءات خط أنابيب باور أوف سييبريا الأول عام 2014 - الصورة من رويترز

ورغم ذلك، وافقت شركة غازبروم في مطلع سبتمبر/أيلول 2025 على توسيع قدرة هذا الخط من 38 مليار متر مكعب إلى 44 مليار متر مكعب، لكنها لم تحدد جدولًا زمنيًا لذلك، بحسب تقرير منشور في موقع ذا موسكو تايمز المحلي.

معلومات عن خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2

يبلغ طول خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 المقترح قرابة 2600 كيلومتر، ومن المقرر أن يمتد مساره عبر شرق منغوليا إلى شمال الصين، وهو الخط الذي وقّعت بشأنه مذكرة تفاهم ملزمة مطلع سبتمبر/أيلول 2025.

وتبلغ السعة التصميمية المقترحة لهذا الخط قرابة 50 مليار متر مكعب سنويًا، ما قد يجعله أكبر خط في العالم وأعلاها تكلفة، بحسب الرئيس التنفيذي لغازبروم أليكسي ميلر.

وتقلّ هذه السعة قليلًا عن خط أنابيب نورد ستريم 1 المتوقف عن العمل، والذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق، بحسب بيانات مقارنة رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وحال تنفيذ هذا المشروع، يمكن لصادرات روسيا من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب إلى الصين أن تصل إلى 106 مليارات متر مكعب سنويًا.

وكانت روسيا قبل غزو أوكرانيا تُصدِّر أكثر من 150 مليار متر من الغاز الطبيعي سنويًا إلى أوروبا.

وتبلغ تكلفة خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 -الذي عرضه الرئيس بوتين على نظيره الصيني عام 2022- قرابة 13.6 مليار دولار، وكان من المقرر تسريع خطوات بنائه منذ ذلك التاريخ، لكن المفاوضات تعثرت وسط خلاف حول الأسعار الكميات.

فقد ذكرت تقارير سابقة أن الصين عرضت الالتزام بجزء فقط من سعة خط الأنابيب، وبأسعار محلية أقل من الأسعار المحلية التي يباع بها الغاز الطبيعي في روسيا.

وما زال التفاوض حول تاريخ الإطلاق وشروط التسعير قائمًا ولم يُحسَم حتى الآن، بحسب الرئيس التنفيذي أليسكي ميلر، الذي أشار إلى أن الخط الأول اكتمل بعد 5 سنوات فقط من توقيعه وقبل الموعد المحدد.

إضافة إلى ذلك، هناك مشروع آخر مقترح بين البلدين منذ فبراير/شباط 2022، لإنشاء خط أنابيب يمر عبر بحر اليابان لنقل الغاز من جزيرة سخالين في الشرق الأقصى الروسي إلى شمال شرق الصين.

وتبلغ سعة هذا الخط -الذي وافقت عليه الصين في فبراير/شباط 2022- قرابة 10 مليارات متر مكعب سنويًا، ومن المقرر تشغيله بحلول عام 2026، بحسب تقرير منشور في وكالة رويترز.

مفارقات الغزو الأول والثاني لأوكرانيا

تشير المفارقات التاريخية إلى أن الصين استفادت من غزو روسيا أوكرانيا مرّتين، الأولى بعد وقت قصير من الغزو الأول عام 2014، عندما وقّعت شركة غازبروم اتفاقية الخط الأول مع شركة النفط الوطنية الصينية (CNPC).

وكانت هذه أكبر صفقة في تاريخ الشركة الروسية الكبرى، إذ بلغت قيمتها آنذاك قرابة 400 مليار دولار على مدار 30 سنة، على أن تصل الكميات إلى 38 مليار متر مكعب سنويًا بحلول عام 2025.

أمّا الاستفادة الثانية، فجاءت بعد الغزو الثاني لأوكرانيا عام 2022 بأكثر من 3 سنوات، عبر توقيع اتفاقية بناء خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2.

وكان العامل المشترك بين الاتفاقيتين هو ضغوط العقوبات الغربية على روسيا ومحاولة حصار صادراتها، ما دفعها للبحث عن أسواق جديدة طويلة الأجل وقادرة على الدفع.

ولم يكن من قبيل المصادفة -أيضًا- أن الخلاف حول التسعير ظل عالقًا في مفاوضات طويلة بين البلدين استمرت سنوات قبل التوقيع على العقدين، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

خطوط أنابيب الصين مع تركمانستان وميانمار

تستورد الصين الغاز الطبيعي من تركمانستان وميانمار عبر 4 خطوط أنابيب عاملة منذ سنوات، بينما توجد مخططات لمشروعات خطوط أخرى ما زالت محل تفاوض مع تركمانستان تحديدًا.

وأنشأت الصين -منذ عام 2008- ثلاثة خطوط رئيسة للغاز، بتكلفة إجمالية تجاوزت 14 مليار دولار، تربط حقول الغاز في تركمانستان بالحدود مع منطقة شينجيانغ غرب الصين.

خطوط أنابيب الغاز في روسيا
خطوط أنابيب الغاز في روسيا - الصورة من The Moscow Times

ويبدأ الخطّان (أ) و(ب) من حدود تركمانستان وأوزبكستان، ويمرّان عبر قازاخستان قبل دخول الصين عند مدينة خورغوس الحدودية، ويبلغ طول كل منهما قرابة 1833 كيلومترًا، بينما تبلغ سعة نقلهما معًا قرابة 30 مليار متر مكعب سنويًا.

أمّا الخط الثالث (ج) فهو موازٍ للخطّين السابقين، وتبلغ سعته التصميمية قرابة 25 مليار متر مكعب، وقد بدأ تشغيله منذ عام 2014، لكنه ظل يعمل بأقل من طاقته الاستيعابية بسبب تأخُّر البنية التحتية لخطوط الأنابيب المحلية.

وهناك خط رابع يجري التفاوض عليه مع تركمانستان منذ 2013، ويمتد من حقل غالكينيش، أحد أكبر حقول الغاز في العالم باحتياطيات تتجاوز 21 تريليون متر مكعب، وهو أول خط يمر عبر أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان بطول 966 كيلومترًا.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا الخط قرابة 30 مليار متر مكعب، وقد وقّعت الدول الأربع اتفاقياته الأولية مع الصين في عامي 2013، و2014.

ومع ذلك فقد تأخَّر تنفيذ المشروع إلى الآن بسبب مفاوضات الأسعار المعقدة بين الصين وتركمانستان، والتحديات الفنية التي واجهت تطوير حقل جالكينيش، وصعوبات مدّ خطوط الأنابيب عبر التضاريس الجبلية.

على الجانب الآخر، هناك خط أنابيب ينقل الغاز من ميانمار إلى الصين بطول 793 كيلومترًا، ويربط جزيرة رامري على الساحل الغربي للأولى بمدينة رويلي الحدودية جنوب غرب مقاطعة يونان في الصين.

وصُمِّم هذا الخط بطاقة استيعابية تصل إلى 12 مليار متر مكعب سنويًا، وقد بدأ التشغيل منذ عام 2013، لكنه ظل يعمل بأقل من طاقته الاستيعابية بكثير منذ سنوات، بسبب انخفاض إنتاج الحقول البحرية في ميانمار، إذ لم تتجاوز الكميات المنقولة عبره 3.8 مليارات متر مكعب في عام 2022.

وبصورة عامة، بلغت واردات الصين من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب قرابة 76.6 مليار متر مكعب في عام 2024، بينما بلغت وارداتها من الغاز المسال قرابة 105.6 مليار متر مكعب، بحسب بيانات مركز شنغهاي لتجارة النفط والغاز (Shanghai Petroleum and Gas Trading Center).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. بيانات خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2، من رويترز
  2. بيانات خطوط الأنابيب الأخرى إلى الصين، من رويترز
  3. مفاوضات خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2، من ذا موسكو تايمز
  4. بيانات صادرات الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى الصين، من غاز بروم
  5. بيانات إجمالي واردات الصين من الغاز عبر الأنابيب في 2024، من موقع (NEWS.AZ)
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق