لبنان يقرر تفريغ ناقلة الوقود المثيرة للجدل لتجنب "العتمة"

قرر لبنان تفريغ ناقلة الوقود التي أثارت الجدل خلال الأيام الأخيرة، بعد أن جاء تحليل عيّنات الوقود مطابقًا للمواصفات المطلوبة، ولتجنب دخول البلاد في "عتمة شاملة".
وأعطت وزارة الطاقة والمياه، اليوم الجمعة 5 سبتمبر/أيلول (2025)، الإذن بتفريغ الباخرة هواك 3 (hawk III) المحمّلة بـ"الفيول أويل B" (زيت الوقود) لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان.
جاء قرار تفريغ ناقلة الوقود التي أثارت الجدل خلال الأيام الماضية وسط تلميحات بشبهات فساد، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، بعدما تبين أن الفحوصات الـ3 على عينات من الوقود الذي تحمله الباخرة أتت مطابقة للمواصفات المطلوبة من قِبل مؤسسة كهرباء لبنان.
وأُجريت الفحوصات في مختبرات متخصصة خارج لبنان، في كل من دبي بالإمارات، واليونان، وإيطاليا.
تأتي الخطوة بالتزامن مع الحاجة الملحّة لمؤسسة كهرباء لبنان لحمولة الباخرة التي كانت مبرمجة خلال وقت سابق قبل 8 سبتمبر/أيلول الحالي لتجنب دول لبنان في "العتمة".
أزمة الناقلة hawk III
في الأسبوع الأخيرة من أغسطس/آب، سيطرت أزمة الناقلة hawk III على الأحداث في لبنان، بعد ظهور مستندات تشير إلى وجود تلاعب في بلد المنشأ.
الاتهامات دفعت النائب العام التمييزي إلى إصدار قرار بعدم تفريغ الحمولة، بعد إخطار وزارة الطاقة للنيابة في 25 أغسطس/آب، مطالبةً باتخاذ ما تراه النيابة مناسبًا تجاه ما وصفته بـ"الادّعاءات" حول وجود مستندات مزورة في شحنة وقود لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان.

وعلى الرغم من أن التحقيقات لا تزال جارية؛ فإن الوزارة الطاقة قررت تفريغ الحمولة، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد نتائج الفحص الثالث الذي نُفِّذ بمختبر في إيطاليا، والذي جاءت نتائجه إيجابية ومطابقة للفحصين السابقين.
وشددت الوزارة على أن قرار تفريغ ناقلة الوقود يأتي من أجل الحفاظ على حقوق الدولة بعدما كانت الشركة الموردة قد استلمت كميات النفط الخام من شركة تسويق النفط العراقية "سومو" بناء على عقد التبادل الموقّع بين العراق ووزارة الطاقة اللبنانية.
وأكدت وزارة الطاقة اللبنانية احتفاظها بجميع الضمانات في حال الادعاء على الشركة المورّدة بعد انتهاء التحقيقات بأي جرم جزائي يثبت إخلال الشركة بواجباتها التعاقدية.
أزمة بلد المنشأ للوقود
لجأت الشركة المستوردة إلى تمرير الباخرة عبر مرفأ مرسين التركي، وتقديم أوراق مزوّرة تدّعي أن زيت الوقود مستورد من السوق الدولية، في محاولة للالتفاف على السقف السعري المفروض على النفط الروسي.
وسمحت الآلية للموردين ببيع الوقود الروسي مقابل أسعار أعلى بكثير من قيمته الفعلية، محقّقين أرباحًا طائلة على حساب الخزينة العامة.
وأظهرت بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، مسار الناقلة هوك 3، المتورطة في نقل شحنة الوقود إلى لبنان؛ إذ تشير إلى أن الناقلة موجودة حاليًا بأحد المواني اللبنانية محمّلة بزيت الوقود الروسي، إلا أن شهادة المنشأ تقول إنها من تركيا، ومسار السفينة يوضّح أنها جاءت من روسيا.
الخريطة التالية حصلت عليها منصة الطاقة من كبلر، تظهر مسار الناقلة هوك 3:
وحمَّلت الناقلة، التي يبلغ عمرها 22 عامًا وتُبحر تحت علم بنما، نحو 38.2 ألف طن من زيت الوقود من أحد المواني الروسية، بتاريخ 5 أغسطس/آب الجاري؛ إذ ارتفع غاطسها من 7.2 مترًا إلى 11 مترًا؛ ما يؤكد عملية التحميل.
وبعد توقُّفها بتاريخ 18 أغسطس/آب في مرفأ مرسين التركي لمدة 36 ساعة، تابعت مسارها نحو لبنان من دون أن يتغير مستوى الغاطس؛ ما يعني أن أيّ تفريغ أو إعادة تحميل لم يحصل.
ووصلت الناقلة إلى لبنان محمّلة بـ38.2 ألف طن من زيت الوقود B؛ ما يؤكد أن المصدر روسي، وأن التوقف في "مرسين" لم يكن سوى لتزوير المستندات.
وكان خبير مطّلع على الأوضاع السياسية في لبنان -طلب عدم نشر اسمه- قد أكد أنّ حظر تفريغ الحمولة يعود إلى خلافات سياسية بين فئات مختلفة؛ إذ إن منشأ النفط لا يهمّ أحدًا في لبنان، مؤكدًا أن البلاد بحاجة ماسّة إلى زيت الوقود، والخزانات فارغة.
موضوعات متعلقة..
- حصري- شحنة وقود مشبوهة في لبنان.. وتلاعب لإخفاء مصدرها الأصلي
- تطورات قضية الجزائر وكيف يسدد لبنان قيمة شحنات الوقود الجديدة (خاص)
اقرأ أيضًا..
- صفقة الغاز الإسرائيلي إلى مصر.. "أوراق ضغط" من القاهرة لمواجهة مناورة نتنياهو
- تحويل الفحم إلى غاز في الصين.. صناعة تحقق أمن الطاقة وتنسف أهداف المناخ
- إنتاج النفط والغاز في المملكة المتحدة يثير سجالًا غاضبًا بين المسؤولين