رئيسيةتقارير الغازتقارير النفطغازنفط

تحويل الفحم إلى غاز في الصين.. صناعة تحقق أمن الطاقة وتنسف أهداف المناخ

اقرأ في هذا المقال

  • تحويل الفحم إلى غاز صناعة مزدهرة
  • رخص أسعار الفحم يدعم تحويل الفحم إلى غاز في الصين
  • تتزايد الانبعاثات الكربونية من عملية تحويل الفحم إلى غاز
  • حولت الصين 276 مليون طن من الفحم إلى غاز في 2024
  • توقعات بتضاعف قيمة تلك الصناعة خلال الأعوام الـ5 المقبلة

تمضي خطط التوسع في صناعة تحويل الفحم إلى غاز ومواد كيميائية على قدمٍ وساق في الصين؛ ما يسهم في تعزيز أمن الطاقة في ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم.

وتأتي الطفرة في تحويل الفحم إلى الغاز في الصين مدعومةً بأسعار الفحم الرخيصة، وأهداف بكين بشأن تقليص الاعتماد على واردات الطاقة.

ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع أن تتضاعف سعة تحويل الفحم إلى غاز في الصين في غضون 5 أعوام.

وفي عام 2024، لامست سعة تحويل الفحم إلى غاز وسوائل ومواد كيميائية 38 مليون طن من النفط المكافئ، وفقًا لاتحاد صناعة النفط والمواد الكيميائية في الصين.

لكن تبقى الانبعاثات الكثيفة المنطلقة عن تلك الصناعة وانخفاض أسعار النفط من بين التحديات الرئيسة التي تعرقل ازدهارها.

صناعة متنامية

يحول مصنع نينغشيا بوفينغ إنرجي (Ningxia Baofeng Energy) -الواقع في شمال غرب الصين الذي افتُتِح في شهر مارس/آذار الماضي- ملايين الأطنان من الفحم إلى غاز مواد كيميائية لتصنيع البلاستيك سنويًا، في إطار صناعة متنامية لم تظهر في مكان آخر تقريبًا، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز.

ويُعدّ مصنع "نينغشيا بوفينغ إنرجي" البالغة قيمته 48 مليار يوان (6.7 مليار دولار أميركي) الأحدث في قطاع يؤدي مهمة قيمة لبكين، وهي تحويل الفحم إلى نفط وغاز ومواد كيميائية؛ ما يقلل الحاجة إلى الاعتماد على واردات الطاقة التي من الممكن قطعها حال نشوب صراع بين الصين وأيّ قوى خارجية.

وتتنامى سعة تحويل الفحم إلى غاز بوتيرة هي الأسرع في سنوات، بدعمٍ من الفحم رخيص التكلفة والدعم الحكومي.

وفي العام الماضي نجحت الصين في تحويل 276 مليون طن من الفحم -ما يعادل استهلاك فحم لنحو عام في أوروبا- إلى مواد كيميائية ونفط وغاز طبيعي، وفق أرقام صادرة عن كلٍ من شركة النفط الوطنية الصينية ومعهد التخطيط الكيميائي.

وإذا نُفِّذت كل المشروعات المخططة في ذلك المجال، ستتضاعف قيمة تلك الصناعة على مدى السنوات الـ5 المقبلة.

محطة كهرباء عاملة بالفحم في الصين

هدفان رئيسان

قال المؤسس المشارك لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (Centre for Research on Energy and Clean Air) -مقرّه هلسنكي- لوري ميليفيرتا، إن هذا التوسع يحقق هدفين رئيسين لبكين.

وأضاف: "فهو يخفف مخاطر الحصار البحري لواردات الطاقة بالنسبة لأكبر مستورد نفط وغاز طبيعي مسال، كما يجذب الاستثمارات إلى المناطق الأقل تقدمًا مثل شينغيانغ".

وزاد: "شيء واحد يحدث في الصين حينما يكون لك أفضلية سياسية، أو حينما يكون هناك مشروع حكومي ذو مهمة محددة وواضحة سياسيًا، فحينئذٍ لا تمثّل تكاليف رأس المال أيّ مشكلة"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار الفحم تعزز الاقتصاد

يعكس وجود صناعة تحويل الفحم إلى غاز ونفط ومواد كيميائية أهمية أمن الطاقة بالنسبة لبكين، إضافةً إلى كونها مربحة ومزدهرة.

وسبق أن انتشرت الصناعة المذكورة على نطاق واسع في البلدان الغنية بالفحم التي كانت تعاني عزلة دولية مثل ألمانيا خلال الحُكم النازي وجنوب أفريقيا في أثناء نظام التمييز العنصري.

وقال العضو المنتدب في شركة أغورا إنرجي تشاينا (Agora Energy China) الاستشارية جيانجون تو، إن هناك دولًا أخرى مستوردة للنفط لديها معروض كافٍ من الفحم المحلي، بما في ذلك الهند وإندونيسيا، قد أبدت اهتمامًا كبيرًا بتقنية تحويل الفحم إلى غاز، غير أنها كافحت من أجل إنعاش اقتصاداتها.

وأوضح المؤسس المشارك لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف لوري ميليفيرتا: "حتى في الصين، كان نمو تلك الصناعة متذبذبًا، نظرًا إلى أن الربحية هنا تعتمد جزئيًا على ارتفاع أسعار النفط".

وواصل: "لقد تعطَّل أول توسُّع كبير في تلك الصناعة في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بسبب انهيار أسعار النفط بعد عام 2014".

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 70 دولارًا للبرميل في السنوات الأخيرة، إلى جانب هبوط أسعار الفحم، قد أسهما بتحسن الوضع الاقتصادي؛ في الوقت ذاته، زادت حدّة الصراعات مع الولايات المتحدة قلق بكين إزاء الاعتماد على واردات الطاقة.

محطة كهرباء عاملة بالفحم
محطة كهرباء عاملة بالفحم - الصورة من إيكو ووتش

تحويل الفحم إلى غاز

من المتوقع أن يكون تحويل الفحم إلى غاز هو القطاع الأسرع نموًا في تلك الصناعة، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتزيد سعة تحويل الفحم إلى غاز، التي ما تزال قيد البناء بنحو 4 مرات على نظيرتها المبنية خلال العقد الماضي، حسب أرقام صادرة عن "أغورا إنرجي تشاينا" والجمعية الوطنية الصينية للفحم (the China National Coal Association)، وشركة غوسن سيكيوريتيز (Guosen Securities).

وتزيد تلك على السعة السنوية بمعدل الضعف، لتصل إلى 19.5 مليار متر مكعب؛ ما يعادل خُمْس واردات الصين من الغاز المسال في العام الماضي.

ومن المقرر بناء معظم المصانع الجديدة في شمال غرب الصين الغني بالفحم، حيث تُبنى هناك حاليًا سعة 12 مليار متر مكعب سنويًا من تحويل الفحم إلى غاز، معظمها مخصص لتوليد الكهرباء، مع التخطيط لبناء سعة إضافية بواقع 10 مليارات متر مكعب، وفقًا لبيانات "غوسن سيكيوريتيز".

وبحسب شركة أويل كيم (Oilchem)، أصبح الغاز المُنتَج من الفحم حاليًا أرخص بنحو الثُلث من الغاز الطبيعي المسال المستورد، أي أقل من 2 يوان (0.28 دولارًا أميركيًا) لكل متر مكعب مقابل 2.87 يوان (0.40 دولارًا أميركيًا) باستبعاد تكاليف إعادة التحويل إلى غاز والنقل، على الرغم من أن الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب يظل أرخص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
1.ازدهار صناعة تحويل الفحم إلى غاز في الصين، من رويترز

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق