
غيّرت ناقلة غاز مسال روسية دون حماية من الجليد مسارها، وما تزال متوقفة بالقرب من حافة الجليد البحري على طريق بحر الشمال.
ووفق بيانات تتبع السفن لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ما تزال "أركتيك ميتاغاز" متوقفة في بحر سيبيريا الشرقي بعد نحو 48 ساعة من تغيير مسارها.
وتُعد ناقلة "أركتيك ميتاغاز"، التي تبلغ حمولتها 138 ألفًا و28 مترًا مكعبًا، جزءًا من أسطول الظل الروسي المتوسع من ناقلات الغاز المسال، التي تخدم مشروع "أركتيك 2" الذي يخضع للعقوبات.
وتُبرز معاناة السفينة التحديات التي تواجهها السفن غير الجليدية في الشحن عبر القطب الشمالي، حتى خلال أشهر الصيف.
تغيير مسار ناقلة غاز مسال روسية
انطلقت ناقلة "أركتيك ميتاغاز" في الأصل من ميناء مورمانسك الروسي نحو 19 أغسطس/آب 2025، محملةً بالغاز المسال الخاضع للعقوبات، بحثًا عن مشترين في آسيا.
وكانت ناقلة الغاز المسال -التي كانت تُسمى سابقًا "بيرغ إيفرست"- تمر عبر بقع من الجليد البحري الصيفي المتبقي، متتبعةً كاسحة الجليد النووية "سيبير" في 29 أغسطس/آب 2025، عندما بدأت تغيير مسارها الأولي.
ووفق بيانات تتبع السفن لدى شركة كبلر (Kpler)، التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، توقفت الناقلة فارغة على طريق بحر الشمال، إذ من المحتمل أن تكون قد نقلت الغاز المسال إلى سفينة أخرى.
وتوضح الخريطة الآتية من شركة كبلر، حركة ناقلة الغاز المسال "أركتيك ميتاغاز" عبر طريق بحر الشمال حتى توقفها:
وليس من الواضح ما إذا كانت سفينة "أركتيك ميتاغاز" قد تعرّضت لأي ضرر في أثناء محاولتها عبور الجليد.
وتنشر إدارة طريق بحر الشمال سجلات حركة يومية لجميع السفن العاملة على هذا الطريق؛ ومع ذلك، حُذف موقع "أركتيك ميتاغاز" من السجلات المتاحة للجمهور، ما أثار المزيد من التساؤلات حول وضعها، بحسب ما نقلته منصة "جي كابتن" (gCaptain).
وهناك أيضًا الناقلة "لا بيروز" غير المحمية من الجليد، ما تزال في وضع انتظار غربًا على طول طريق بحر الشمال.
الجليد في طريق بحر الشمال
تُظهر خرائط الجليد الروسية تغطية جليدية كبيرة في المياه القريبة من بيفيك، تتراوح بين 10% و60%، بما في ذلك التلال القاحلة.
ويُعد موسم الصيف الحالي الثاني على التوالي، الذي يسد فيه الجليد البحري الامتدادات الشرقية للطريق.
ويقول المدير الإداري لشركة إيكلاند إنرجي (Eikland Energy)، كجيل إيكلاند: "حتى في هذه الفترة الصيفية، يمكن أن تكون ظروف الجليد غير متوقعة، وقد تعرضت العديد من السفن التي تتعامل مع مشروع أركتيك 2 للغاز المسال مؤخرًا لحوادث في بحر سيبيريا الشرقي".
وحتى ناقلات الغاز المسال عالية المستوى تعرّضت لأضرار في هياكلها في الماضي، ففي عام 2021، تعرّضت ناقلة غاز مسال من فئة كاسحات الجليد "آرك 7" لأضرار في إحدى وحدات الدفع الخاصة بها.
وفي العام نفسه، تطلّب ظهور الجليد البحري المبكر عملية إنقاذ واسعة النطاق بمشاركة عدة كاسحات جليد، لتحرير ما يقرب من 30 سفينة ومرافقتها إلى مياه خالية من الجليد.
مرور ناقلات غاز مسال روسية
رغم ذلك، واصلت ناقلات غاز مسال روسية مرورها عبر طريق بحر الشمال؛ سعيًا لتوفير الوقت والنفقات في عمليات الشحن، مستفيدة من ذوبان الجليد في أشهر الصيف؛ إذ أظهرت بيانات تتبع حديثة للسفن مرور 8 ناقلات غاز مسال روسية خلال الشهرَيْن الماضيَيْن، عبر بحر الشمال، متجهة إلى آسيا.
وبحسب البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تعاملت هذه الناقلات مع محطتَي أركتيك 2 للغاز المسال الخاضعة للعقوبات، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، ويامال للغاز المسال التي لا تخضع لأي عقوبات.

وفي الأسبوع الماضي، عثرت شركة نوفاتيك (Novatek)، المالكة لمحطة أركتيك 2، ولأول مرة على مشترٍ صيني بعد انتظار دام عامًا؛ وقد يصل أكثر من مليون طن من الغاز المسال المنتج في القطب الشمالي إلى الصين في الأسابيع المقبلة.
ولكن بعد ذلك، ما تزال التوقعات متوسطة الأجل لعمليات التسليم المنتظمة قاتمة؛ إذ ستبدأ نافذة الشحن الصيفية بالانحسار بسرعة بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول، ما يترك نوفاتيك تبحث عن سفن مناسبة لنقل الغاز المسال عبر الجليد.
ولا تملك الشركة حاليًا سوى ناقلة غاز مسال واحدة من فئة "آرك 7"، وهي كريستوف دو مارجوري، وعدد قليل من السفن من الفئة المتوسطة المنخفضة تحت تصرفها؛ وهي غير كافية للحفاظ على عمليات نقل منتظمة خلال فصل الشتاء.
موضوعات متعلقة..
- طريق بحر الشمال يشهد عبور 8 ناقلات غاز مسال روسية
- شحنة غاز مسال روسية تسلك بديل قناة السويس.. الثانية من "يامال" في صيف 2025
- أول ناقلة غاز مسال روسية الصنع تواجه تأخيرات في التشغيل.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- إنديان أويل: مشترياتنا من النفط الروسي لاعتبارات تجارية
- أوابك: صادرات الغاز الجزائرية والقطرية تواجه منافسة شديدة من "القادمين الجدد"
- لخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين والأمونيا.. تقنية تقلص استهلاك الكهرباء 30%
- تصدير الغاز المسال الأميركي سر مكافحة ترمب للطاقة النظيفة عالميًا
المصادر:
- بيانات تتبع ناقلة الغاز المسال الروسية، من شركة كبلر
- معلومات إضافية عن ناقلة الغاز المسال الروسية، من منصة "جي كابتن"