شركة ألمانية تصنع وحدات تخزين كهرباء بحجم ثلاجة
من بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة
حياة حسين
بدأت شركة ألمانية إنتاج وحدات تخزين كهرباء للمنازل بحجم ثلاجة، عبر إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة، لكنها قد تواجه تحديًا بسبب عدم القدرة على جمع كميات كافية من تلك البطاريات.
وتشهد السيارات الكهربائية طلبًا متناميًا، وبلغ عددها على الطرق نحو 17 مليون مركبة كهربائية وهجينة في أنحاء العالم، تمثّل نحو 20% من إجمالي السيارات على الطرق.
ومن المتوقع أن تتجاوز سعة إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية 1500 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2030، 70% منها في الصين، و10% في كل من أوروبا والولايات المتحدة، بحسب تقرير سابق صادر عن وكالة الطاقة الدولية.
وقالت الشركة الناشئة "فولتفانغ" (Voltfang)، إنها افتتحت مصنعها الأكبر في أوروبا بهذا المجال لإنتاج وحدات تخزين كهرباء مُولدة من مصادر متجددة مثل الشمس والرياح، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتوقعت الشركة الألمانية أن تبلغ قدرة مصنع وحدات تخزين الطاقة، الذي يقع في أتشن، 250 ميغاواط/ساعة بحلول العام المقبل (2026).
وحدات تخزين كهرباء للمنازل والمصانع
تصنع شركة ألمانية وحدات تخزين كهرباء من بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة، تصلح للأغراض التجارية والصناعية والتطبيقات الكبيرة نسبيًا.
وتخطط "فولتفانغ" لزيادة إنتاجها السنوي إلى 1 غيغاواط/ساعة بحلول 2030، من 250 ميغاواط/ساعة في 2026.
ويصل مقاس وحدة تخزين الكهرباء الجديدة إلى حجم ثلاجة، ما يمكّن المنازل والشركات من استعمالها لتخزين الكهرباء الفائضة من محطات الطاقة الشمسية أو مزارع الرياح.
وكثير من الدول -مثل أستراليا- تشجع نشر ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح، ما يعني أن هناك أوقاتًا قد تكون الكهرباء زائدة عن حاجة المنازل أو المنشآت التي تعتليها.
وقال الرئيس المشارك للشركة الناشئة المالكة لمصنع إنتاج وحدات تخزين كهرباء في ألمانيا، والمدير العام، دافيد أودساندجي: "إن فولتانغ تستهدف صناعة بطاريات تخزين ذات أداء مرتفع تناسب احتياجات السوقين الألمانية والأوروبية".
وتقود أوروبا العالم في إجراءات تحول الطاقة، لذلك تجد الطاقة المتجددة والصناعات النظيفة أذانًا مُصغية من معظم الأطراف.
وتتصاعد الدعوات في أوروبا للتوسع في استعمال بطاريات السيارات الكهربائية بدعم الشبكات بتخزين الكهرباء عبر تقنية تُدعى "من المركبة إلى الشبكة" (V2G)، ما يسهم في مرونتها وقت نقص وزيادة التوليد من الطاقة المتجددة، ويؤدي إلى شحن مجاني لأصحاب هذه السيارات.
ويرى مؤيّدو هذا الاتجاه أن بطاريات السيارات الكهربائية تشهد نموًا متزايدًا، ويرتفع الوعي بأهميتها في استقرار شبكات الطاقة المتجددة، حيث تستطيع تلك البطاريات امتصاص الكهرباء الزائدة عند الحاجة في أوقات الذروة، وضخّها مرة أخرى في الشبكة عند ضعف التوليد.
تحدٍّ يواجه الشركة الألمانية
يرى الرئيس المشارك للشركة الناشئة المالكة لمصنع إنتاج وحدات تخزين كهرباء في ألمانيا من بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة، والمدير العام، دافيد أودساندجي، أن هناك تحديًا قد تواجهه شركته جراء انخفاض حجم إمدادات تلك البطاريات، خاصة أنها حديثة، ولم يكن لها وجود قبل عدد محدود من السنوات.
وتحتوي بطاريات السيارات الكهربائية على معادن أساسية مثل النيكل والكوبالت والليثيوم والمنغنيز، التي يمكن إعادة تدويرها بنسبة تصل إلى 95%.
إلّا أن بعضهم يرى صعوبة في ذلك؛ بسبب طريقة تصنيع تلك البطاريات نفسها، التي تركّز على الأداء والسلامة، وغالبًا ما تكون عبوات البطاريات مُغلقة بإحكام لأسباب السلامة، مما يُصعِّب تفكيك آلاف الخلايا الفردية.
ويتطلب تفكيك هذا النوع من بطاريات السيارات الكهربائية جهدًا كبيرًا، ويستغرق وقتًا طويلًا، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما يرى مدير الشركة الألمانية أن هناك عقبة أخرى قد تواجههم في هذا المجال، وهو أن معظم الإنتاج الجديد يأتي من الصين، وقد أصبح أعلى كفاءة وتكلفة، ما يعني أن تجديد البطاريات القديمة أصبح أكثر تعقيدًا.
ومع ذلك عدَّ إنتاج وحدات تخزين كهرباء من بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة أكثر استدامة، ويعزز بناء اقتصاد دائري.
موضوعات متعلقة..
- بطاريات سيارات كهربائية متعددة الأغراض قد تحدث ثورة في التحول الأخضر
-
شبكة الكهرباء في أميركا تواجه شبح الانهيار بسبب الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية
-
إطالة عمر بطاريات السيارات الكهربائية.. تقنية صينية تخوض المنافسة
اقرأ أيضًا..
- مصر تشهد أكبر اكتشاف نفط وغاز مُعلن عالميًا في يونيو 2025
-
أبرز الدول العربية المعتمدة على الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء
-
أنس الحجي: الجفاف يكشف هشاشة الوقود الحيوي.. وهذا سر أزمة العراق
المصادر:
