إنتاج الغاز في بوليفيا يتراجع 41% خلال عقد.. والانتخابات قد تُغيّر المسار (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

- مرشح الحركة الاشتراكية يحصل على 3% فقط من أصوات الجولة الأولى
- اتفاق بين المرشحين على ضرورة تغيير السياسات لإنعاش إنتاج الغاز
- إنتاج الغاز الطبيعي في بوليفيا هبط بنسبة 41% منذ عام 2014
- خفض الدعم على بيع الغاز محليًا والتوسع في الطاقة المتجددة أبرز المقترحات
- بوليفيا تعتمد على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء بنسبة تتجاوز 60%
يترقب إنتاج الغاز في بوليفيا نتائج الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المقررة في 19 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد خسارة المرشح اليساري للسباق من الجولة الأولى.
وجاء سقوط مرشح الحركة الاشتراكية (MAS) (إدواورد ديل كاستيلو) مدويًا في الجولة الأولى للانتخابات المنعقدة 17 أغسطس/آب الحالي، إذ لم يحصل سوى على 3% من الأصوات.
وتنحصر المنافسة الآن بين مرشحين أحدهما يميني (خورخي كيروغا) حصل على 27% من الأصوات في الجولة الأولى، والآخر ذو ميول وسطية (رودريغو باز) حصل على 32%.
وظل اليسار مسيطرًا على مقاليد السلطة في بوليفيا منذ عقدين، ما يشير إلى أن البلاد على وشك تحولات تاريخية مرتقبة على مستوى السياسات الاقتصادية والاجتماعية وسياسات الطاقة خاصة، بحسب تقرير تحليلي متصل، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرّها واشنطن.
تحولات إنتاج الغاز في بوليفيا
يتوقع المراقبون أن يشهد إنتاج الغاز في بوليفيا تحولات كبيرة خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل اتفاق المرشحين على ضرورة إنعاش قطاع المنبع -الاستكشاف والإنتاج- وزيادة الصادرات إلى الأسواق الإقليمية المجاورة، لا سيما الأرجنتين والبرازيل.
وكان قطاع المنبع في البلد اللاتيني ذي الـ13 مليون نسمة مفتوحًا أمام الاستثمار الخاص في تسعينيات القرن الماضي، ما أدى إلى جذب شركات النفط والغاز الأجنبية الكبرى للبلاد.
وقد أدت الإجراءات التي اتخذتها الدولة لاحقًا -مع صعود الحركة اليسارية- إلى تأميم الموارد في عام 2006، حيث تولّت شركة واي بي إف بي الحكومية (YPFB) مسؤولية الاستكشاف والإنتاج والتوزيع .

ويشهد إنتاج الغاز في بوليفيا تراجعًا مستمرًا منذ عام 2014، ما يهدّد بتحويل البلاد إلى مستورد صافٍ خلال العقد المقبل، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
وبلغ إجمالي إنتاج الغاز في بوليفيا في عام 2014 قرابة 20.4 مليار متر مكعب، قبل أن يتراجع إلى 11.9 مليار متر مكعب عام 2024، ما يشير إلى انخفاض كبير يتجاوز 41%، بحسب بيانات معهد الطاقة البريطاني.
ورغم استبشار البلاد بعدد من الاكتشافات الحديثة مثل حقل مايايا (Mayaya field)، فإن التوقعات على المدى الطويل ما زالت أقل تفاؤلًا، بسبب البيانات الأخيرة حول الإنتاج والصادرات.
ففي عام 2014، بلغت قيمة صادرات الغاز نحو 6 مليارات دولار، ما شكّل قرابة 46.5% من إجمالي صادرات بوليفيا البالغة آنذاك 13 مليار دولار.
بينما في عام 2024، انخفضت حصة صادرات الغاز إلى 18.1% فقط من إجمالي صادرات الدولة اللاتينية (1.61 مليار دولار من أصل 8.92 مليار دولار)، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
رؤية المرشح الأول
يقرّ كلا من المرشحَين المتبقيَين في السباق الرئاسي بأن انخفاض إنتاج الغاز في بوليفيا يستلزم خطط جادة لإنعاشه حتى تتمكن البلاد من تعزيز صادراتها إلى الأسواق الإقليمية المجاورة.
ورغم أن المرشحَين يتفقان على هدف زيادة الإنتاج والتصدير، فإن لكل واحد منهما نهج خاص لتحقيق هذا الهدف، إذ يقترح المرشح اليميني خورخي كيروغا تقديم دعم للمنتجين لتشجيعهم على زيادة الإنتاج.
كما يقترح كيروغا توسع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة لخفض استهلاك قطاع الكهرباء المعتمد بشدة على الغاز الطبيعي بنسبة تتجاوز 60%.

ولم تتجاوز حصة الطاقة الشمسية والرياح 6.5% من مزيج الكهرباء البوليفي في عام 2024، في حين بلغت حصة الطاقة الكهرومائية قرابة 28.3%، وبلغت حصة الطاقة الحيوية 3.32%، بحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة إمبر لعام 2024.
ويعتقد كيروغا أن خفض الطلب المحلي على الغاز من خلال مصادر الطاقة البديلة سيوفر مزيدًا من الغاز القابل للتصدير، ما سيزيد الإيرادات ويعزز اقتصاد البلاد.
ويشكّل قطاع الكهرباء ما يتراوح من 40% إلى 50% من إجمالي الاستهلاك المحلي للغاز في بوليفيا، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
رؤية المرشح الثاني
يقترح مرشح الوسط رودريغو باز مزيجًا من الحلول القانونية والمالية لإنعاش إنتاج الغاز في بوليفيا، تشمل خفض الدعم على بيعه في السوق المحلية.
ويباع الغاز في السوف البوليفية -حاليًا- بأسعار أقل بكثير من تصديره لدول الجوار اللاتيني، إذ تشتريه شركة بتروبراس البرازيلية بسعر يتراوح من 6 إلى 7 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
بينما يباع محليًا بسعر يتراوح من دولار واحد إلى 1.4 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بحسب بيانات شركة أبحاث ريستاد إنرجي.

ويهدف كلا المرشحَين إلى تعزيز صادرات البلاد من الغاز إلى البرازيل والأرجنتين، كما يتفقان على ضرورة إجراء تعديلات قانونية لجذب الاستثمار وشركات النفط والغاز الأجنبية للتوسع في تطوير الاحتياطيات خلال السنوات المقبلة.
ورغم ذلك، فإن الاستثمارات الجديدة في قطاع المنبع عادةً ما تستغرق سنوات حتى تؤتي ثمارها على مستوى الإنتاج، خاصة إذا كانت مناطق الاستكشاف بعيدة عن البنية التحتية القائمة، مثلما هو الوضع في بوليفيا.
البرازيل السوق المرشحة للصادرات
قد تؤدي السياسات الجديدة إلى زيادة إنتاج الغاز في بوليفيا، ما قد يمثّل فرصة للأرجنتين والبرازيل لزيادة وارداتها من دولة الجوار اللاتيني عبر خطوط الأنابيب القائمة بينها.
وتستورد الأرجنتين الغاز البوليفي منذ سنوات طويلة، لكن طفرة إنتاجها من حقل فاكا مويرتا الصخري الضخم ساعدتها على خفض الواردات، وربما تفتح الطريق أمامها للتصدير خلال سنوات معدودة، ما قد يجعل البرازيل السوق المناسبة للتوسع بالنسبة لبوليفيا.
ورغم أن الأرجنتين ستحاول المنافسة على التصدير للسوق البرازيلية المجاورة -أيضًا-، فإن طول المسافة من حقل فاكا مويرتا إلى البرازيل ستعوق فرصتها لارتفاع تكلفة النقل عبر الأنابيب، بحسب تحليل ريستاد إنرجي.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الغاز في بوليفيا قد يهبط مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول 2030 (تقرير)
- حقل فاكا مويرتا قد يحوّل الأرجنتين لتصدير الغاز المسال بحلول 2028 (تقرير)
- المعادن الحيوية تجذب الأنظار.. واحتياطيات الليثيوم في بوليفيا قد تغير المشهد
اقرأ أيضًا..
- تعرفة ترمب الجمركية على واردات الهند.. أنس الحجي يكشف 4 إشكالات خفية
- الطلب العالمي على الكهرباء.. كيف ينجو البشر من سيناريو "أرض الظلام"؟ (مقال)
- لبنان يريد استيراد الوقود من الجزائر بنصف الثمن
- اكتشاف نفط وغاز في مصر بأعماق تاريخية لأول مرة
المصادر:
- توقعات تحولات قطاع المنبع في بوليفيا، من ريستاد إنرجي
- بيانات إنتاج الغاز في بوليفيا، من معهد الطاقة البريطاني
- بيانات مزيج الكهرباء في بوليفيا، من مركز إمبر