سوريا تتفاوض على 4 مشروعات شمس ورياح.. وبناء 11 محطة كهرباء قريبًا
ومسؤول يقول إن خط الربط الكهربائي مع العراق مدمَّر بالكامل
داليا الهمشري

تعمل الحكومة -حاليًا- على إعادة تأهيل شبكة الكهرباء في سوريا وتطوير شبكات النقل والتوزيع، محاولةً لجذب الاستثمارات بمشروعات الطاقة المتجددة، وتحقيق التوازن بين مصادر التوليد التقليدية والحديثة.
وفي هذا السياق، تتفاوض حاليًا وزارة الطاقة بشأن 4 عروض لمشروعات طاقة شمسية ورياح، مؤكدةً في الوقت نفسه بناء 11 محطة كهرباء بحلول العام المقبل (2026).
فبعد أن كان إنتاج الكهرباء في البلاد يقترب من 8 آلاف ميغاواط قبل عام 2011، تراجع اليوم إلى نحو 2000 ميغاواط فقط، مع فاقد يصل إلى نحو 45% نتيجة تهالك البنية التحتية؛ وهو ما جعل جذب الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة في سوريا أمرًا صعب المنال.
وشهد قطاع الكهرباء تراجعًا حادًا خلال أعوام الحرب، فبعد أن كانت شبكة الكهرباء السورية تغطي مختلف المناطق بطاقة إنتاجية عالية، تضررت معظم محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع نتيجة الاستهداف المباشر أو الإهمال؛ ما أدى إلى تراجع الإنتاج لأقلّ من ربع مستوياته السابقة.
وتعتمد البلاد -حاليًا- على الغاز في تشغيل محطات التوليد، وسط صعوبات في تأمين كميات الوقود الكافية؛ ما انعكس في حرمان مدن من الكهرباء وانقطاعات يومية.
وأمام هذه التحديات، بدأت الحكومة بوضع خطط لدمج المصادر المتجددة، خصوصًا من طاقتَي الشمس والرياح، لتخفيف العجز وتعزيز استقرار شبكة الكهرباء في سوريا.
شبكة الكهرباء في سوريا
استعرض المدير العام لمؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء، المهندس خالد أبو دي، تطورات شبكة الكهرباء في سوريا، والتحديات التي تتعرض لها.
جاء ذلك في ندوة افتراضية بعنوان "جاهزية الشبكة الكهربائية لمشروعات الطاقة المتجددة" -تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إذ تحدث "أبو دي" عن واقع المنظومة، محاولًا تقديم بيانات فنية وتمويلية موثوقة لتمكين المستثمرين من تكوين صورة دقيقة عن قطاع الكهرباء في البلاد.
وأوضح أن منظومة التوليد الحالية تنتج نحو 2000 ميغاواط فقط، أي ما يعادل نصف القدرة قبل عام 2011، مشيرًا إلى أن مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء تتبنّى خططًا كبرى للتوسع في طاقتي الشمس والرياح، مع تعزيز أنظمة التخزين، خاصة في أوقات الذروة، لضمان استقرار الشبكة.
وأشار إلى انخفاض طول شبكة نقل الكهرباء من 15 ألف كيلومتر عام 2011 إلى 7 آلاف كيلومتر فقط، بسبب التعديات التي تعرضت لها خلال الحرب، موضحًا أن مؤسسته تعمل على إعادة تأهيل الشبكات الرئيسة الداخلية، إلى جانب الخطوط الإقليمية مع دول الجوار، لزيادة الموثوقية.
الربط الكهربائي بين سوريا ودول الجوار
أوضح المهندس خالد أبو دي أن بلاده ترتبط بمشروعات ربط كهربائي مع 4 دول، هي تركيا والأردن والعراق ولبنان، لافتًا إلى أن الخط الذي يربط بلاده بتركيا -بقدرة 400 كيلوفولت لاستجرار 500 ميغاواط- سيكون جاهزًا للتشغيل بحلول مارس/آذار 2026.
ولفت إلى أن هناك مباحثات حالية لزيادة سعة الخط الحالي مع الأردن بتمويل من الصندوق العربي، بينما لا يمكن لبلاده التصدير إلى لبنان؛ نظرًا لما تعانيه شبكة الكهرباء في سوريا -حاليًا- من نقص داخلي.
وأشار إلى أن الخط الذي يربط بلاده بالعراق مدمَّر بالكامل وما يزال في حاجة إلى إعادة تأهيل طويلة الأمد.
كما أوضح أنه يجري العمل على إعادة تأهيل محطات التحويل الأساسية بمنحة من البنك الدولي، إضافة إلى بناء 11 محطة جديدة بحلول 2026، ما سيمكّن شبكة الكهرباء في سوريا من توزيع نحو 9 آلاف ميغاواط مستقبلًا.
فاقد كهربائي ضخم
كشف أبو دي أن الفاقد الفني والتجاري في شبكات النقل يصل -حاليًا- إلى 45%، بسبب تهالك الشبكة وغياب العدّادات مسبقة الدفع والتعديات على الشبكة، إضافة إلى نقص المواد الأساسية مثل المحولات.
وأكد أن جميع المناطق السورية متاحة للاستثمار في مشروعات الطاقة الشمسية بفضل ترابط المحافظات، مشيرًا إلى توقيع اتفاقيات لشراء الكهرباء من مشروعات شمسية، إضافة إلى 3 عروض جديدة للطاقة الشمسية وعرض واحد لطاقة الرياح قيد الدراسة.

بينما شدد خبير الطاقة الشمسية ومدير قسم الهندسة في شركة آي بي فوغد (IB Vogt) الألمانية، المهندس محمد المحمود، على ضرورة إجراء دراسات دقيقة للأراضي قبل تنفيذ المشروعات، لاحتمال وجود متفجرات في بعض المناطق.
كما دعا إلى فحص وصيانة الطرق المتضررة من مرور الشاحنات الثقيلة الخاصة بالمعدّات لضمان سلامة البنية التحتية.
موضوعات متعلقة..
- أهم 5 مشروعات طاقة شمسية في سوريا.. رهان حكومي لإنهاء أزمة الكهرباء (إنفوغرافيك)
- زيادة أسعار الكهرباء في سوريا قريبًا.. والبداية بالمنازل
- الكهرباء في سوريا تتلقى منحة بـ146 مليون دولار من البنك الدولي
اقرأ أيضًا..
- ناقلات مجهولة وشبكات لتهريب النفط الأسود.. أول رد من العراق
- إيرادات صادرات النفط السعودي تنخفض 14 مليار دولار (إنفوغرافيك)
- أهم 10 مشروعات طاقة شمسية قيد التشغيل في الوطن العربي (إنفوغرافيك)
- مصر تشهد أكبر اكتشاف نفط وغاز مُعلن عالميًا في يونيو 2025