توقف صادرات النفط الروسي إلى المجر بعد هجوم أوكراني.. المرة الثانية خلال أسبوع
محمد عبد السند

توقفت صادرات النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا بعد القصف الأوكراني الذي استهدف محطة أونيتشا لضخ النفط في منطقة بريانسك غرب روسيا، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وكثّفت أوكرانيا هجماتها على البنية التحتية للطاقة في روسيا، التي تُعد رافدًا رئيسًا لتمويل آلة الحرب التي يشنها الكرملين ضد كييف؛ إذ تمثل مبيعات النفط والغاز رُبع إجمالي عائدات الموازنة الحكومية في روسيا.
وعَكْس معظم البلدان الأخرى في الاتحاد الأوروبي، تواصل المجر اعتمادها على الطاقة الروسية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط (2022).
وتستورد المجر معظم احتياجاتها من الخام عبر خط أنابيب دروجبا الذي يمر عبر بيلاروسيا وأوكرانيا إلى المجر وسلوفاكيا أيضًا.
ووفق بيانات روسية رسمية رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، ورّدت موسكو 4.78 مليون طن متري، أو ما يعادل نحو 95 ألف برميل يوميًا من النفط إلى المجر عبر خط أنابيب دروجبا في العام الماضي.
وقف الصادرات 5 أيام
قد يتسبب القصف الأوكراني لمحطة "أونيتشا" في وقف صادرات النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا لمدة 5 أيام على الأقل، وفق ما أعلنته الحكومتان الروسية والمجرية اليوم الجمعة 22 أغسطس/آب.
وتلامس سعة محطة "أونيتشا"، وهي جزء من شبكة خط أنابيب دروجبا النفطي، 60 مليون طن سنويًا (426 مليون برميل) من النفط.
وخفض الاتحاد الأوروبي إمدادات الطاقة الآتية من روسيا بعد غزوها أوكرانيا قبل 4 أعوام، بل يسعى حثيثًا إلى التخلص من النفط والغاز الروسيين بحلول نهاية عام 2027.
غير أن سلوفاكيا والمجر تعارضان بشدة مسألة التخلص من إمدادات الطاقة الروسية، مؤكدتين أنهما تعتمدان بقوة على تلك الإمدادات اقتصاديًا.
ويعارض البلدان العقوبات الغربية المفروضة على موسكو والتي تؤكد أوكرانيا أنها لازمة لدفع روسيا إلى القبول باتفاقية سلام حقيقية.
واليوم الجمعة 22 أغسطس/آب، كتبت الحكومتان المجرية والسلوفاكية إلى المفوضية الأوروبية –الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- قائلتين إن الهجوم الأوكراني الأخير من الممكن أن يحرمهما من صادرات النفط الروسي لمدة 5 أيام على الأقل، مطالبتين إياها بضمان أمن تلك الإمدادات.
وقال وزيرا الخارجية في المجر وسلوفاكيا بيتر سيارتو، ويوري بلانار، على الترتيب: "الواقع الفيزيائي والجغرافي يقول إنه دون صادرات النفط الروسي، لن تكون هناك إمدادات آمنة للخام في بلدينا"، وفق ما جاء في خطاب البلدين إلى المفوضية الأوروبية.

الهجوم الثاني في أسبوع
يعد الهجوم الأوكراني الذي استهدف محطة "أونيتشا"، مساء أمس الخميس 21 أغسطس/آب، الثاني الذي يقطع صادرات النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا هذا الأسبوع، بعد توقفها يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الخميس 21 أغسطس/آب، أعلن الجيش الأوكراني أنه قصف مجددًا محطة أونيتشا لضخ النفط التي تُعد جزءًا حيويًا من خط أنابيب دروجبا النفطي الروسي المتجه إلى أوروبا.
وكثيرًا ما استهدفت موسكو البنية التحتية للغاز في أوكرانيا عبر قصف البنية التحتية الخاصة بالتدفئة الشتوية، وتوفير الوقود للصناعات الرئيسة، في هجماتٍ تقول إنها تستهدف تقويض جيشها.
في المقابل ألحقت أوكرانيا أضرارًا بالغة بالعديد من مصافي التكرير الروسية، بهدف شل صادراتها من الطاقة التي تُموّل حربها ضد كييف؛ ما رفع أسعار البنزين بالجملة في روسيا إلى مستويات قياسية.
خط أنابيب دروجبا
ينقل خط أنابيب دروجبا، الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية، والذي يمر عبر بيلاروسيا وأوكرانيا، النفط من قازاخستان إلى ألمانيا، وكذلك من روسيا إلى المجر وسلوفاكيا.
وأكدت ألمانيا أن إمداداتها من النفط القازاخستاني لم تتأثر مطلقًا بالهجوم الأوكراني الأخير على روسيا.
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، في منشور كتبه على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "هذا هجوم آخر على أمن الطاقة في بلادنا".
وسبق أن خرج خط أنابيب دروجبا من الخدمة جراء هجمات أوكرانية تعرض لها في 13 و18 أغسطس/آب الجاري، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وحظر الاتحاد الأوروبي معظم واردات النفط الروسية بعد غزو أوكرانيا في عام 2022، لكنه استثنى خط أنابيب دروجبا.
موضوعات متعلقة..
- إيرادات صادرات النفط الروسي تنخفض 19 مليار دولار في 7 أشهر
- سقف سعر النفط الروسي يشهد تطورات جديدة
- توقف النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا.. أنس الحجي يكشف حقيقة ادعاءات أوكرانيا
اقرأ أيضًا..
- أكبر مشروع طاقة شمس ورياح في العالم يواجه معارضة بيئية
- عقوبات أميركية تستهدف النفط الإيراني.. شركة مقرها الإمارات ضمن القائمة
- صفقة شيفرون في العراق.. هل تصبح بوابة لعودة الشركات الكبرى؟ (مقال)
المصادر:
- توقف صادرات النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا بعد هجوم أوكراني من رويترز.
- صادرات الخام الروسي إلى المجر في عام 2024 من رويترز.