التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

خبير يكشف أوهام بريطانيا: تظن أنها ستقود العالم للتخلي عن النفط والغاز (تقرير)

نوار صبح

تعتقد بريطانيا أنها قادرة على "قيادة العالم" نحو التخلي عن النفط والغاز، ويعود ذلك إلى توجهات طبقة السياسيين بهذا الشأن.

ويرى الخبير الاقتصادي محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة "ذا ديلي سكيبت"، الدكتور تيلاك دوشي، أنه من عجائب الغطرسة السياسية الدائمة أن تعتقد دولة جزرية صغيرة، متراجعة عن التصنيع، وتسهم بأقل من 0.8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، أنه يمكنها القيام بذلك.

وأدى هذا الاعتقاد -الذي تؤمن به النخب السياسية في البرلمان، سواءً في حزبي المحافظين والعمال- إلى ولادة سياسة طاقة تجمع بين التفاخر الأخلاقي والإضرار الاقتصادي بالنفس، حسب مقال للدكتور تيلاك دوشي طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

والنتيجة هي دراسة حالة نموذجية حول كيف يمكن للتظاهر بالفضيلة، متخفيًا تحت ستار "ريادة المناخ"، أو الحياد الكربوني في بريطانيا، أن يعوق الاقتصاد.

الحياد الكربوني في بريطانيا

يأتي أحدث تجلٍّ لوهم ريادة المناخ تحت زعم سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا، بفضل "رئيس لجنة التحكم في الطاقة النظيفة بحلول عام 2030"، التابعة لوزارة الطاقة، كريس ستارك.

في مقالٍ له نشرته صحيفة "ذا تيليغراف"، حثّ ستارك بريطانيا على محاكاة الصين في أن تصبح "دولة كهربائية" -دولة تعتمد كليًا على الكهرباء الوفيرة منخفضة الكربون- مدّعيًا أنّ "تجاهُل هذه التغييرات يُعرّضنا للخطر".

وأشار الخبير الاقتصادي محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة "ذا ديلي سكيبت"، الدكتور تيلاك دوشي، إلى أن فرضية ستارك تُعدّ مُذهلة في سذاجتها بقدر ما هي انتقائية.

بدوره، يرى ستارك أن الصين "تمدّ شبكات ضخمة من خطوط النقل، وتُشغّل أكبر أسطول من السيارات الكهربائية في العالم، وتُوظّف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاقٍ يُقزِّم بقية العالم".

وزير الطاقة والحياد الكربوني إيد ميليباند
وزير الطاقة والحياد الكربوني إيد ميليباند- الصورة من صحيفة الغارديان

استهلاك الفحم والحياد الكربوني في الصين

ما تزال الصين تعتمد على الفحم بنسبة 60%، وتسمح بإنشاء محطتي كهرباء جديدتين تعملان بالفحم أسبوعيًا، وتضيف قدرة فحم سنوية تعادل شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة بأكملها.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، سجّل استهلاك الفحم رقمًا قياسيًا جديدًا العام الماضي -8.77 مليار طن متري- بسبب الارتفاع الهائل في استعمال الفحم من قِبل الصين والهند.

وأكدت الوكالة أن استهلاك الصين من الفحم قد تضخَّم من 1.3 مليون طن في عام 2000 إلى ما يُقدَّر بـ 4.5 مليار طن اليوم.

وبالنسبة للمهتمين بقضايا المناخ، يُعدّ وعد الصين بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 "محاولة جريئة لقيادة العالم".

أمّا بالنسبة لمراقبي الصين المخضرمين، فهو مجرد مناورة دبلوماسية.

مصنع للألواح الشمسية في مدينة شيآن بمقاطعة شنشي في الصين
مصنع للألواح الشمسية في مدينة شيآن بمقاطعة شنشي في الصين – الصورة من بلومبرغ

أولويات الصين

ترى الخبيرة المخضرمة في شؤون الصين، الكاتبة لدى مؤسسة سياسة الاحتباس الحراري، باتريشيا آدامز، أن الأولوية القصوى للحزب الشيوعي الصيني ليست خطة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وإنما بقاؤه السياسي.

ويعتمد هذا البقاء على النمو الاقتصادي المستدام، الذي بدوره يتطلب زيادةً مستمرةً في استعمال الوقود الأحفوري.

وقال الخبير الاقتصادي محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة "ذا ديلي سكيبت"، الدكتور تيلاك دوشي: "تجب معالجة قضايا التلوث الحرجة، مثل الضباب الدخاني في المناطق الحضرية وجودة الهواء المحيط، للحدّ من الاستياء المحلي في المدن الصينية الشاسعة".

وأضاف: "لا تُدرَج "ريادة" تغير المناخ العالمي ضمن قائمة الأولويات السياسية للصين، مع أن هذا ليس واضحًا للمؤيدين السُّذَّج للصين مثل إد ميليباند وكريس ستارك".

وأكد أنه "منذ توقيع اتفاق باريس للمناخ، ازدادت انبعاثات الصين من غازات الاحتباس الحراري، ولم تنخفض".

فبين عامَي 2018 و2023، وافقت الصين على قدرة فحم جديدة أكبر من بقية دول العالم مجتمعة.

وتُنتج منشآت طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الصين -على الرغم من أنها تتصدر عناوين الصحف- حصة متواضعة من كهربائها، وتعاني من معدلات تقليص تُعدّ "الأسوأ في العالم".

قيود الطاقة التي فرضتها بريطانيا على نفسها

عام 2008، في عهد رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون من حزب العمال، أقرّ البرلمان البريطاني التزامًا ملزمًا قانونًا بخفض الانبعاثات بنسبة 80% بحلول عام 2050، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي عام 2019، وبعد نقاش بمجلس العموم استمر 88 دقيقة، أصبح هذا الهدف 100% -الحياد الكربوني- بناءً على نصيحة لجنة تغير المناخ، التي استندت في توقعاتها لتكاليف طاقة الرياح البحرية على عام واحد من الرياح النشطة.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون، بحماسة شديدة، أن بريطانيا "سعودية الرياح".

وما يجعل خطاب ستارك-ميليباند "دعونا نحاكي الصين" مُدهشًا للغاية هو أنه يُسيء فهم استثمارات الصين في مصادر الطاقة المتجددة على أنها دليل على التزام أيديولوجي، بينما يُعدّ شكلًا من أشكال رأسمالية الدولة في العمل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق