التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

مشروعات التخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء.. إيران تتصدر الشرق الأوسط

سامر أبووردة

باتت مشروعات التخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء عنصرًا محوريًا في مشهد الطاقة العالمي، إذ برزت بوصفها أداة إستراتيجية لتأمين الإمدادات وضمان مرونة الأسواق في ظل الأزمات المتكررة.

وقد أعادت أزمة الغاز التي فجّرها الصراع الروسي-الأوكراني هذا القطاع إلى دائرة الاهتمام الدولي، بعدما تسببت بقفزات تاريخية في الأسعار وزيادة غير مسبوقة في الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال لتعويض نقص الإمدادات الروسية.

ودفع هذا الواقع الحكومات والمستثمرين إلى ضخ استثمارات كبيرة في منشآت التخزين، تحسبًا لأيّ اضطرابات مستقبلية قد تهدد استقرار الأسواق.

ووفقًا لدراسة صادرة عن منظمة "أوابك"، أعدّها خبير الغاز المهندس وائل حامد عبدالمعطي، حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبلغ عدد مشروعات التخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء عالميًا نحو 76 مشروعًا جديدًا أو توسعيًا، موزعة على قرابة 20 دولة، تشمل 28 مشروعًا جديدًا بالكامل.

وتتركز غالبية هذه المشروعات في الصين بسعة عاملة تبلغ 0.989 تريليون قدم مكعبة، و48 مشروع توسعة في منشآت قائمة بأوروبا وروسيا ومناطق أخرى، بسعة 1.165 تريليون قدم مكعبة.

مشروعات التخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء

من المنتظر أن تضيف مشروعات التخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء عند اكتمالها نحو 2.154 تريليون قدم مكعبة من السعة التخزينية، لترتفع الطاقة العالمية إلى نحو 17.6 تريليون قدم مكعبة بحلول 2030، بنسبة نمو تصل إلى 14% مقارنة بالمستويات الحالية.

وسيصل إجمالي منشآت التخزين الجوفي حول العالم إلى 765 منشأة بحلول ذلك العام.

وتتصدر آسيا والمحيط الهادئ نشاط مشروعات التخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء، إذ تنفّذ المنطقة 37 مشروعًا، تمثّل نحو نصف الإجمالي العالمي، بطاقة 1.211 تريليون قدم مكعبة، أي ما يعادل 56% من السعة المضافة.

وتنفرد الصين بـ36 مشروعًا، ما سيمكّنها من مضاعفة قدراتها التخزينية من 1 إلى 2 تريليون قدم مكعبة بحلول 2030، وزيادة منشآتها من 35 إلى 71 منشأة.

التخزين الجوفي للغاز
منشأة لتخزين الغاز تحت الأرض - الصورة من "enersyscorp"

الشرق الأوسط وأوراسيا في دائرة النمو

في الشرق الأوسط، تُنفَّذ 7 مشروعات للتخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء جميعها في إيران، بسعة 0.328 تريليون قدم مكعبة، تُمثّل 15% من الإضافة العالمية، وتهدف لتحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب في ظل الفروقات الموسمية الحادّة.

وفي أوراسيا، تُنفَّذ 10 مشروعات بسعة 0.311 تريليون قدم مكعبة، تستأثر روسيا بـ7 منها، في حين تتوزع المشروعات الأخرى بين أرمينيا وروسيا البيضاء وأوزبكستان.

أمّا أوروبا، فتشهد 15 مشروعًا في 9 دول، بطاقة 0.247 تريليون قدم مكعبة، أي 11.5% من الإضافة العالمية، بينما تضم أميركا الشمالية 5 مشروعات بسعة 49 مليار قدم مكعبة، وأميركا الجنوبية مشروعين في الأرجنتين والبرازيل بسعة 11 مليار قدم مكعبة.

خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي

تفوق الحقول المستنفدة

تعتمد غالبية مشروعات التخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء على حقول الغاز المستنفدة (50 مشروعًا)، بسعة 1.776 تريليون قدم مكعبة تُمثّل 82% من الإضافة العالمية بحلول 2030، ما يجعلها الخيار الأكثر شيوعًا وفاعلية.

وتأتي كهوف الملح في المرتبة الثانية بـ23 مشروعًا، 11 منها في الصين، إلى جانب مشروعات في الولايات المتحدة وروسيا وإيران وغيرها، بطاقة 0.343 تريليون قدم مكعبة (16% من الإضافة العالمية).

أمّا التخزين في طبقات المياه الجوفية العميقة، فيقتصر على 3 مشروعات فقط، في روسيا ولاتفيا وإيران، بسعة 35.3 مليار قدم مكعبة، أي 2% فقط.

ومن المتوقع أن تحقق مشروعات تخزين الغاز في الحقول المستنفدة معدل سحب أقصى يبلغ 16.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقابل 8 مليارات لمشروعات كهوف الملح، و1.6 مليار لطبقات المياه الجوفية.

صهاريج مدفونة في الأرض لتخزين الغاز الطبيعي المسال في اليابان
صهاريج مدفونة في الأرض لتخزين الغاز الطبيعي المسال في اليابان - الصورة من دراسة أوابك

خطط توسع مستقبلية

بالإضافة إلى مشروعات التخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء، يجري التخطيط عالميًا لـ117 مشروعًا جديدًا في مراحل مختلفة، بسعة إجمالية 3.966 تريليون قدم مكعبة، أي ما يعادل 26% من السعات الحالية.

وتتصدر آسيا والمحيط الهادئ هذه المشروعات بـ23 مشروعًا، معظمها في الصين وأستراليا، تليها أوروبا بـ33 مشروعًا، ثم أميركا الشمالية بـ29 مشروعًا، وأوراسيا بـ16، والشرق الأوسط بـ9، وأميركا الجنوبية بـ7.

وعند اكتمال كل مشروعات التخزين الجوفي للغاز قيد الإنشاء والمقترحة، سترتفع السعة العالمية بمقدار 5.74 تريليون قدم مكعبة، لتصل إلى 21.14 تريليون قدم مكعبة بين عامي 2030 و2035، ما يمثّل نموًا نسبته 37%.

وتؤكد هذه الأرقام أن التخزين الجوفي سيبقى ركيزة أساسية في منظومة أمن الطاقة العالمي، في ظل استمرار تقلبات الأسواق لعقود قادمة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق