التقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

أمين عام أوابك: الطاقة النووية العربية واعدة.. ويتحدث عن 3 دول

الطاقة

أكد أمين عام أوابك المهندس جمال اللوغاني أن الطاقة النووية العربية واعدة، بعدما أصبحت خيارًا إستراتيجيًا لتحقيق الاستدامة وأمن الطاقة في العالم، في ظل تصاعُد الضغوط لخفض الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغيرات المناخية المتسارعة.

وأوضح في افتتاحية النشرة الشهرية للمنظمة، التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن الطاقة النووية -رغم تحديات استعمالها وإدارة نفاياتها المشعّة- أثبتت أنها قادرة على تحفيز النمو الاقتصادي وتوليد الكهرباء النظيفة بصورة مستقرة ومنتظمة، بعيدًا عن تقلبات الأسواق العالمية أو التغيرات المناخية المفاجئة.

وأشار إلى أن العالم يشهد عودة تدريجية للطاقة النووية، لاسيما مع توجُّه الولايات المتحدة لإعادة إحياء صناعتها النووية عبر أوامر تنفيذية تهدف لإعادة هيكلة القطاع وتعزيز قدرته التنافسية، بما يعزز دورها في مزيج الطاقة العالمي.

وأضاف أمين عام أوابك أن أكثر من 440 مفاعلًا نوويًا يعمل حاليًا في 31 دولة بطاقة 400 غيغاواط، يغطي 9% من الكهرباء عالميًا، في حين يُبنى 70 مفاعلًا جديدًا في 15 دولة، مع خطط لإضافة 100 مفاعل في 30 دولة أخرى.

الطاقة النووية عربيًا

يقول المهندس جمال اللوغاني، إن الإمارات كانت أول دولة عربية تمتلك محطة نووية عاملة عبر محطات "براكة" التي تضم 4 وحدات بقدرة 5.6 غيغاواط، تسهم بتوفير نحو 25% من احتياجات الكهرباء، وهو إنجاز يعكس رؤية إستراتيجية واضحة.

وتعمل مصر على إنشاء محطة الضبعة النووية بقدرة إجمالية 4.8 غيغاواط، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل أول مفاعل في عام 2028، وهو مشروع يعدّ من بين أهم استثمارات الطاقة في المنطقة العربية خلال العقد المقبل.

محطة براكة النووية
محطة براكة - الصورة من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية

وأوضح أمين عام أوابك أن السعودية تخطط بدورها للاستفادة من مواردها من اليورانيوم التي تُقدَّر بنحو 90 ألف طن، بما يعادل 6% من الاحتياطيات العالمية، بهدف إنتاج الكهرباء النووية وإضافة نحو 17 غيغاواط بحلول 2040.

وأشار إلى أن الطلب المتزايد على الطاقة جعل الاندماج النووي محط اهتمام عالمي، إذ تعمل أكثر من 50 دولة على تطوير بحوث في فيزياء البلازما والاندماج النووي، سعيًا لتحقيق مستقبل طاقة نظيف ومستدام.

وأوضح أن هناك أكثر من 130 جهازًا تجريبيًا للاندماج النووي قيد التشييد أو التخطيط في القطاعين العام والخاص، بما يعكس التسارع في وتيرة التطورات التقنية اللازمة لجعل الاندماج حقيقة واقعة خلال العقود المقبلة.

وأكد اللوغاني أن الاندماج النووي يمكن أن يلبي احتياجات البشرية من الطاقة لملايين السنين، إذ يولّد كل كيلوغرام من وقوده طاقة أكبر بـ4 أضعاف من الانشطار، وبأضعاف مضاعفة مقارنة بحرق النفط والفحم.

الطاقة النووية في العالم

تُعدّ الطاقة النووية ثاني أكبر مصدر لإنتاج الكهرباء منخفضة الكربون بعد الطاقة الكهرومائية، إذ توفر نحو 26% من الكهرباء النظيفة عالميًا، وهو ما يجعلها ركيزة أساسية في مواجهة التغير المناخي وضمان أمن الإمدادات.

يقول أمين عام أوابك، إن التحديات المرتبطة بالطاقة النووية لا يمكن إغفالها، خاصة قضية النفايات المشعّة التي تتطلب أنظمة تخزين صارمة لعقود طويلة، مشيرًا إلى أن الحلول التقنية المتاحة حتى الآن ما تزال بحاجة إلى تطوير لضمان استدامة الاستعمال.

المفاعلات النووية

وأوضح المهندس جمال اللوغاني أن الولايات المتحدة بدأت في إحياء صناعتها النووية بعد عقود من التراجع، عبر أوامر تنفيذية تهدف إلى ضمان استقلال القطاع وتعزيز مكانة البلاد في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، وهو تحول إستراتيجي يعكس أهمية المصدر.

وبيّن أن الانتشار العالمي للطاقة النووية يتسارع، إذ تُبنى عشرات المفاعلات الجديدة، معظمها في آسيا التي تشهد نموًا اقتصاديًا سريعًا وطلبًا متزايدًا على الكهرباء، ما يعكس دور هذه المنطقة في قيادة التحول النووي العالمي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأكد أن الدول العربية أيضًا بدأت في التوجّه نحو هذا المسار، حيث تعمل بعض الدول الأعضاء في أوابك على تطوير قدراتها في الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما يعزز تنويع مصادر الطاقة ويدعم إستراتيجيات النمو الاقتصادي المستدام.

وأشار إلى أن هذا التوجّه العالمي يبرز رغم التحديات المتعلقة بمتطلبات البنية التحتية والتدريب والتمويل، لافتًا إلى أن نجاح الدول في تبنّي الطاقة النووية يتطلب تشريعات صارمة وضمانات سلامة عالية لإدارة المفاعلات والنفايات المشعّة.

وشدّد أمين عام أوابك على أن التوسع في الطاقة النووية لا ينفي أهمية مزيج الطاقة المتنوع، إذ ستظل مصادر مثل النفط والغاز تحتلّ حصة كبيرة في العقود المقبلة، بينما تسهم الاستثمارات في التقنيات النظيفة بجعل الصناعة أكثر استدامة.

واختتم اللوغاني تصريحاته بتأكيد أن تنويع مزيج الطاقة يظل خيارًا إستراتيجيًا، إذ ستستمر هيمنة النفط والغاز لمدة طويلة، في حين تسهم التقنيات الحديثة مثل احتجاز الكربون وتخزينه في تعزيز استدامة الصناعة النفطية والغازية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق