أول محطة هيدروجين أخضر في اليمن تستعد للانطلاق.. باستثمارات 3 مليارات دولار
الطاقة

أعلنت الحكومة، المعترف بها دوليًا في صنعاء، موافقتها على إنشاء أول محطة هيدروجين أخضر في اليمن، بعد أن صادق المجلس الأعلى للطاقة على مقترح تقدّمت به شركة ألمانية متخصصة في هذا المجال، بالتعاون مع عدد من الشركاء العالميين وصناديق استثمارية.
وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المشروع يندرج ضمن خطة متكاملة لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة والغاز؛ إذ تعتزم الشركة المنفذة ضخ استثمارات تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار، مع إمكان التوسع عبر مشروعات إضافية لاحقًا.
وركزت الحكومة على أهمية مشروع أول محطة هيدروجين أخضر في اليمن، في إرساء دعائم تحول إستراتيجي بقطاع الطاقة، بصفته خطوة أساسية نحو تعزيز الاعتماد على مصادر محلية مستدامة تخفّف من التبعية للمصادر التقليدية، وتضع البلاد على خريطة التحول الطاقي العالمية.
ومن شأن تنفيذ هذه الخطوة، أن توفّر فرصًا استثمارية واسعة، وتؤسّس لمرحلة جديدة في قطاع الطاقة تفتح الباب أمام شراكات إستراتيجية مع شركات عالمية تمتلك خبرات متقدمة في مجالات التكنولوجيا النظيفة.
الهيدروجين الأخضر وقود المستقبل
قدّم المشروع الجديد رؤية شاملة تقوم على إنتاج الهيدروجين الأخضر باستعمال التحليل الكهربائي المعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما يُتيح إنتاج وقود نظيف دون انبعاثات كربونية؛ الأمر الذي يعزّز دور أول محطة هيدروجين أخضر في اليمن بصفتها مشروعًا رائدًا.
واستفادت الدول الصناعية الكبرى خلال العقود الماضية من الهيدروجين "الرمادي"، الذي جرى إنتاجه عبر الغاز الطبيعي والفحم، لكن ارتفاع الانبعاثات الناتجة عنه دفع العالم إلى البحث عن بدائل أقل ضررًا وأكثر استدامة.
وأطلق التوجه العالمي في العقدَيْن الأخيرَيْن استثمارات ضخمة في تطوير الهيدروجين الأخضر، مع تزايد الاهتمام الدولي بمكافحة تغير المناخ وخفض البصمة الكربونية في القطاعات الاقتصادية الثقيلة مثل الصناعات الكيميائية والنقل.

ومكّنت التقنيات الحديثة الخاصة بالطاقة المتجددة من إنتاج الهيدروجين بصورة اقتصادية، ما شجع على توسيع استعماله بصفته خيارًا إستراتيجيًا لتخزين الطاقة وتوفيرها عند الحاجة، وهو ما يمنح أول محطة هيدروجين أخضر في اليمن أهمية مضاعفة.
ووفّرت مشروعات الهيدروجين تطبيقات عملية متنوعة تشمل تشغيل القطارات الثقيلة مثل التجربة الألمانية، وتشغيل الشاحنات والحافلات، إلى جانب الصناعات التي تحتاج إلى طاقة عالية، ما يبرز أهميته بصفته مصدرًا بديلًا للوقود التقليدي.
ودفع هذا التوجه الحكومات إلى وضع إستراتيجيات وطنية للهيدروجين الأخضر، لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، وتعزيز الابتكار الصناعي، وتطوير البنية التحتية اللازمة لانتقال الطاقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويمنح المشروع الجديد اليمن فرصة ثمينة لبدء اعتماد تقنيات مشابهة تضع البلاد ضمن مسار التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، ما يعزّز مكانة أول محطة هيدروجين أخضر في اليمن ضمن مشروعات الشرق الأوسط المهمة.
التوجه الإقليمي والأفريقي
يتزايد التوجه الإقليمي والأفريقي، خلال العام الجاري 2025، إلى الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، مثل المغرب ومصر وناميبيا وكينيا وجنوب أفريقيا؛ الأمر الذي شجّع على تسريع خطوات تشغيل أول محطة هيدروجين أخضر في اليمن.
على سبيل المثال، أعلن المغرب اختيار شركات دولية من الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا والصين، لتطوير مشروعات تصل قيمتها إلى نحو 32 مليار دولار، ما يعكس حجم الرهان على هذا القطاع الحيوي، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
واستقطبت هذه المشروعات اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين العالميين، الذين رأوا في المنطقة بيئة مناسبة لاحتضان مشروعات إنتاج الهيدروجين وتصديره إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية الباحثة عن بدائل نظيفة.
ووفّرت أفريقيا مزايا تنافسية تتمثّل في وفرة مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما جعلها بيئة مثالية لتطوير مشروعات ضخمة للهيدروجين، وهو ما يوازي ما تُخطط له صنعاء، من خلال أول محطة هيدروجين أخضر في اليمن.
وعزّزت هذه الاستثمارات التوجه العالمي نحو إنشاء بنية تحتية متكاملة لإنتاج وتخزين الهيدروجين ونقله، بما يضمن استدامة المشروعات ويضاعف قدرة الدول النامية على المنافسة.
وتؤكد التحركات الأفريقية أن المنطقة لم تعد متلقية فقط للتكنولوجيا، بل أصبحت شريكًا فاعلًا في رسم مستقبل الطاقة، وهو ما يشكّل حافزًا إضافيًا أمام اليمن لمواصلة تنفيذ مشروعه.
وعكست هذه التطورات الإقليمية ضرورة أن يمضي اليمن قدمًا في تنفيذ مشروعه الجديد، لضمان موطئ قدم مبكر في سوق تتجه بقوة نحو اعتماد الهيدروجين الأخضر، وجعل أول محطة هيدروجين أخضر في اليمن نموذجًا للمنطقة.
موضوعات متعلقة..
- أهم 5 مشروعات طاقة شمسية في اليمن.. محطات تعزز إمدادات الكهرباء
- متى دخلت الكهرباء اليمن؟.. 6 مراحل في مسيرة تطور القطاع
- الغاز المسال في اليمن.. طاقة معطلة منذ سنوات تهدر مليارات الدولارات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تحول الطاقة العادل في أفريقيا.. ضرورة بيئية وعدالة اجتماعية (مقال)
- توقعات أسعار النفط في 2026 تشهد خفضًا حادًا
- التخزين الجوفي للغاز في الدول العربية فرصة للهيدروجين.. و5 شركات تمتلك الخبرة (تقرير)
المصدر..