التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

النفط والغاز في أذربيجان.. دور ريادي للطاقة التقليدية والمتجددة بمنطقة أوراسيا (تقرير)

نوار صبح

تُبرز مشروعات النفط والغاز والطاقة المتجددة في أذربيجان دور البلاد الريادي بمنطقة أوراسيا، التي تتميز بوفرة ثرواتها الطبيعية.

وبحسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) للمحرر العام لدى منصة "أربيان غلف بيزنس إنسايت"، المستشار لدى وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية، فرانك كين، تقع باكو على مفترق طرق إحدى أهم مناطق الطاقة الإستراتيجية في العالم.

وبصفتها أبرز مُصدّر للنفط والغاز في حوض بحر قزوين، وعضوًا في تحالف أوبك+، تؤدي أذربيجان دورًا محوريًا في تشكيل سياسات الإمداد الإقليمية والتأثير في تدفقات الطاقة من آسيا الوسطى إلى الأسواق العالمية.

وما تزال ثروات البلاد الاقتصادية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالهيدروكربونات.

النفط والغاز في أذربيجان

وفقًا للبيانات الرسمية، شكّل النفط والغاز في أذربيجان أكثر من 90% من إجمالي الصادرات في عام 2024، بمتوسط إنتاج خام يقلّ قليلًا عن 700 ألف برميل يوميًا.

وقال المحرر العام لدى منصة "أربيان غلف بيزنس إنسايت"، المستشار لدى وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية، فرانك كين: "على الرغم من أن هذا الإنتاج متواضع عالميًا، فإن أهمية أذربيجان تكمن في موقعها بصفته ممر عبور رئيس بين آسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا".

المحرر العام لدى منصة (أربيان غلف بيزنس إنسايت) فرانك كين
المحرر العام لدى منصة (أربيان غلف بيزنس إنسايت) فرانك كين – الصورة من الموقع الرسمي للمنصة

ويظل مشروع أذربيجان الرائد هو حقل نفط أذري-جيراق-غونشلي في بحر قزوين، الذي يديره تحالف شركات بقيادة شركة بي بي (BP البريطانية) بموجب اتفاقية تقاسم إنتاج طويلة الأجل وُقّعت لأول مرة في عام 1994.

وقال فرانك كين: "يواصل مشروع تطوير غاز شاه دنيز دفع عجلة النمو في قطاع الغاز الطبيعي في أذربيجان".

وأشار كين إلى أن المرحلة الثانية من مشروع شاه دنيز، على وجه الخصوص، تشكّل أساس ممر الغاز الجنوبي، وهو نظام أنابيب بطول 3500 كيلومتر ينقل غاز بحر قزوين إلى أوروبا الوسطى عبر جورجيا وتركيا واليونان وألبانيا وإيطاليا.

شبكة البنية التحتية

يرى المحرر العام لدى منصة "أربيان غلف بيزنس إنسايت"، المستشار لدى وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية، فرانك كين، أن هذه الشبكة من البنية التحتية -بما في ذلك خط أنابيب النفط باكو-تبليسي-جيهان وخط أنابيب عبر البحر الأدرياتيكي- تمنح أذربيجان موقع بوابة فريدًا.

الجدير بالذكر أنها توفّر لمنتجي آسيا الوسطى غير الساحلية مثل قازاخستان وتركمانستان طريقًا إلى الأسواق العالمية يتجاوز البنية التحتية الروسية.

وما يزال خط أنابيب عبر بحر قزوين المخطط له منذ مدة طويلة مشروعًا نظريًا، ويواجه معارضة كبيرة من روسيا وإيران، اللتين تشتركان في بحر قزوين.

في مايو/أيار 2024، وقّعت سوكار (شركة الطاقة الحكومية الأذربيجانية) اتفاقيات نقل جديدة تهدف إلى زيادة كميات تبادل الغاز التركماني عبر إيران وأذربيجان إلى تركيا وأوروبا، وهي علامة على دور باكو المتنامي المتكامل إقليميًا في مجال الطاقة.

في الوقت نفسه، واءمت أذربيجان سياستها النفطية مع الأسواق العالمية من خلال المشاركة في تحالف أوبك+، ومنذ انضمامها إلى المجموعة الموسعة في عام 2016، كانت أذربيجان من بين الأعضاء الذين التزموا باستمرار بمستويات الإنتاج المتفق عليها، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم من أنها ليست لاعبًا رئيسًا من حيث حجم الإنتاج مقارنةً بالسعودية أو روسيا، فإن انضباط باكو وانسجامها مع سياسة أوبك+ يُعززان إدارة التحالف للسوق على نطاق أوسع.

التركيز على الطاقة المتجددة

في السنوات الأخيرة، بدأت أذربيجان في صياغة مستقبل أكثر تنوعًا في مجال الطاقة، يُركّز على الطاقة المتجددة، وقد حددت الحكومة هدفًا يتمثل في توليد 30% من كهربائها المحلية من مصادر متجددة بحلول عام 2030.

ويُنَفَّذ حاليًا عدد من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح واسعة النطاق، بدعم من شركاء دوليين ومؤسسات تمويل. وتُطوّر شركة "مصدر" الإماراتية (Masdar) محطة طاقة شمسية بقدرة 230 ميغاواط في منطقة قاراداغ.

محطة قاراداغ للطاقة الشمسية الكهروضوئية
محطة قاراداغ للطاقة الشمسية الكهروضوئية – الصورة من وكالة الطاقة المتجددة الأذربيجانية

ويُعدّ التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة مسارًا محليًا وتصديريًا على حدٍ سواء، فشبكة الكهرباء في أذربيجان متكاملةٌ حاليًا مع شبكتي جورجيا وتركيا، وتهدف إلى أن تصبح مُصدّرًا صافيًا للكهرباء الخضراء بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الـ21.

وتتقدم الخطط لبناء "ممر الطاقة الخضراء"، وهو مشروع كابل بحري عالي الجهد عبر البحر الأسود لتوصيل الكهرباء النظيفة من أذربيجان وجورجيا إلى رومانيا والاتحاد الأوروبي.

وقد اكتسب هذا التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة زخمًا مع استضافة أذربيجان قمة المناخ كوب 29 العام الماضي، ما عزّز سياسة تحول الطاقة في البلاد.

ورغم أن الهيدروكربونات ستظل الركيزة الأساسية للاقتصاد في المستقبل المنظور، يوجد حاليًا تحولٌ واضحٌ نحو مصادر طاقة أنظف وتحديث للبنية التحتية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق