نفطأخبار النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلوحدة أبحاث الطاقة

3 شحنات نفط روسية تسلك بديل قناة السويس.. القصة كاملة بالخرائط

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • 3 ناقلات نفط عبرت طريق بحر الشمال إلى الصين خلال يوليو وأغسطس
  • الناقلات الـ3 أُدرجت ضمن قوائم العقوبات الغربية خلال عام 2025
  • المسافة عبر طريق بحر الشمال إلى الصين أقل من قناة السويس بـ40%
  • 3 ناقلات غاز مسال روسية عبرت طريق بحر الشمال في يوليو إلى الصين
  • استعمال الطريق ما زال موسميًا ويقتصر على 5 أشهر فقط خلال العام.

تتوالى الأخبار حول شحنات النفط والغاز الروسية المارّة عبر بديل قناة السويس، المعروف باسم "طريق بحر الشمال"، وسط مساعٍ حثيثة من روسيا لتذليل العقبات الطبيعية واللوجيستية التي تعترض عمليات الشحن والمرور عبر هذا الطريق.

وأظهرت بيانات تتبع حديثة للسفن مرور 3 ناقلات محمّلة بالنفط الروسي عبر طريق بحر الشمال إلى الصين حتى الآن خلال شهرَي يوليو/تموز وأغسطس/آب.

وبحسب البيانات لدى وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، فقد أبحرت سفينة تحمل اسم "إل آر 1 كيريل لافروف" (LR1 Kirill Lavrov) من ميناء فاراندي عبر بديل قناة السويس في 15 يوليو/تموز الماضي.

ومن المقرر أن تُفرّغ حمولة هذه الناقلة، البالغة 475 ألف برميل من خام "نوفي بورت" الحلو الخفيف، في ميناء دونغ ينغ الصيني اليوم الأربعاء 13 أغسطس/آب 2025.

شحنات النفط عبر بديل قناة السويس

أبحرت سفينة أخرى تحمل اسم "نيفسكي بروسبكت" (Nevskiy Prospect) من ميناء مورمانسك الروسي بالقطب الشمالي في وقت سابق من هذا الشهر، وتبلغ حمولتها 745 ألف برميل من خام نوفي بورت.

أما الناقلة الثالثة فتحمل اسم "لاتور" (Latur)، وقد انطلقت من ميناء مورمانسك مُحمّلة بنحو 968 ألف برميل في وقت سابق من أغسطس/آب، بحسب ما نقلته منصة غلوبال إس آند بي غلوبال المتخصصة (S&P Global).

ومن المتوقع وصول هاتَيْن الناقلتَيْن إلى المواني الصينية في الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول المقبل، بحسب تقديرات وحدة أبحاث الطاقة للمسافة من طريق بحر الشمال (بديل قناة السويس) إلى الصين.

ويشهد مسار طريق بحر الشمال بداية من بحر بارنتس في القطب الشمالي وحتى مضيق بيرنغ الرابط بين ألاسكا وآسيا نشاطًا مكثفًا بحركة ناقلات النفط والغاز المسال الذاهبة والعائدة عبره في الوقت الحالي.

وتوثّق الخريطة أدناه من شركة كبلر، المتخصصة في تتبع حركة السفن، مشهد الحركة على الطريق اليوم الأربعاء 13 أغسطس/آب 2025، حيث تعبّر الأسهم الخضراء في الخريطة عن السفن المحملة على طول الطريق، فيما تعبّر الأسهم البرتقالية عن السفن الفارغة في مسار العودة:

نشاط ملحوظ لناقلات النفط الروسي عبر طريق بحر الشمال 13 أغسطس 2025

وفرضت الدول الغربية هذا العام عقوبات على الناقلات الـ3 المشاركة في نقل النفط الروسي عبر بحر الشمال، وهي سفن تتراوح أعمارها من 12 إلى 22 عامًا.

وتعاني الناقلات الخاضعة للعقوبات عادة من ضعف التأمين والصيانة اللازمَيْن لتلبية المتطلبات التنظيمية الدولية للنقل البحري، ما يثير مخاوف من تعرّض بيئة القطب الشمالي الهشة لمخاطر إضافية.

وبحسب بيانات منصة ماريتيم إنتيلغنس، فإن الناقلة نيفسكي بروسبكت هي الوحيدة التي لديها تغطية تأمينية وتعويضية من شركة سوغاز الروسية الخاضعة للعقوبات أيضًا، في حين لا تتمتع الناقلتان الأخريان بتغطية تأمينية معروفة.

معلومات عن بديل قناة السويس

تستغرق ناقلات النفط المحمّلة من المواني الروسية في القطب الشمالي 6 أسابيع حتى تصل إلى مواني شاندونغ في الصين عبر قناة السويس، في حين تستغرق الرحلة عبر طريق بحر الشمال من 3 إلى 4 أسابيع، أي أقل بنسبة 40% إلى 50%.

ويبلغ طول مسار طريق بحر الشمال أو بديل قناة السويس المحتمل قرابة 5 آلاف و600 كيلومتر، ويمر عبر 4 بحار متفرعة من المحيط المتجمد الشمالي، ويُطلق عليه أحيانًا الممر الشمالي الشرقي (NEP).

ويبدأ مسار الطريق عند الحدود الروسية النرويجية بين بحر بارنتس وبحر كارا (مضيق كارا)، وينتهي عند مضيق بيرنغ، وهو ممر مائي يصل ولاية ألاسكا الأميركية بقارة آسيا، ويربط المحيط المتجمد الشمالي بالمحيط الهادئ.

وتوضح الخريطة الآتية من "كبلر" مسار شحن النفط والغاز المسال الروسي عبر طريق بحر الشمال إلى الصين بداية من بحر بارنتس على الحدود النرويجية كما هو موضح بالسهم الأخضر، وحتى مضيق بيرنغ الذي يربط ألاسكا بآسيا كما هو موضح من مسار السهم الأحمر:

خريطة توضح مسار الشحن عبر بحر الشمال إلى آسيا و الصين

ورغم أن روسيا تستعمل هذا الطريق نسبيًا منذ 6 سنوات، فإن الشحن عبره ما زال موسميًا؛ إذ لا يمكن استعماله إلا خلال 5 أشهر من العام فقط يذوب فيها الجليد جزئيًا من يوليو/تموز إلى نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.

لهذا السبب، عادة ما تزيد روسيا صادراتها من النفط الخام إلى الصين عبر هذا الطريق خلال هذه الأشهر التي يطلق عليها "موسم الملاحة" عبر بحر الشمال، ما يحقق منفعة متبادلة للبلدَيْن من اختصار مدة الشحن وخفض تكاليفه.

صادرات بحر الشمال ما زالت محدودة

أرسلت روسيا 11 شحنة نفط خام من موانئها الغربية عبر هذا الطريق إلى الصين خلال العام الماضي، وكان حجمها الإجمالي 7.86 مليون برميل، مقارنة مع 9.49 مليون برميل عبر 13 شحنة في عام 2023.

وبحسب أحدث البيانات لدى وحدة أبحاث الطاقة، فقد تجاوز إجمالي صادرات روسيا من النفط الخام المنقول بحرًا -عبر الطرق البحرية المختلفة- 5 ملايين برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز 2025، في حين بلغ متوسط صادراتها قرابة 4.95 مليون برميل يوميًا خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام.

وتشير هذه البيانات إلى أن صادرات النفط الروسي إلى الصين عبر بديل قناة السويس ما زالت محدودة.

ولا تقتصر صادرات روسيا عبر هذا الطريق على النفط الخام، فقد بدأت استعماله منذ أغسطس/آب 2023، لنقل الغاز المسال إلى الصين، بحسب متابعات وحدة أبحاث الطاقة.

وفي يوليو/تموز 2025، نجحت 3 ناقلات غاز مسال روسية مُحمّلة بـ220 ألف طن من محطة يامال في عبور بديل قناة السويس إلى الصين.

وتدّعي روسيا قدرتها على حل معضلة كثافة الجليد التي تحاصر القطب الشمالي على مدار العام، عبر أسطول كاسحات جليد هو الأكبر في العالم ويعمل بالطاقة النووية تحت إشراف شركة روساتوم (Rosatom) الحكومية.

وتخطّط الحكومة منذ 3 سنوات لبناء 50 كاسحة جليد متطورة، ومراكز طوارئ وإنقاذ متخصصة، إلى جانب بناء مجموعة مدارية من الأقمار الاصطناعية لمراقبة حركة الشحن عبر طريق بحر الشمال في المستقبل، كما تعهدت موسكو بضخ 24 مليار دولار في أعمال تطويره حتى عام 2035.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق