التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

فائض المعروض في سوق الليثيوم العالمية قد يستمر حتى 2027.. ماذا يحدث؟

كربونات الليثيوم وصلت إلى 80 ألف دولار للطن أواخر عام 2022

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

شهدت سوق الليثيوم العالمية تقلبات حادة في معدلات العرض والطلب خلال السنوات الـ3 الأخيرة، وخاصة منذ الحرب الروسية الأوكرانية التي رفعت أسعاره إلى مستويات قياسية قبل أن تهدأ لاحقًا.

وكانت أسعار كربونات الليثيوم قد قفزت إلى 80 ألف دولار للطن في أواخر عام 2022، لكنها ما لبثت كثيرًا حتى هبطت بحدة لتستقر حول 10 آلاف دولار للطن بعد أقل من 3 سنوات من مستوياته القياسية.

وبحسب تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن- انخفضت الأسعار في سوق الليثيوم العالمية لمدة وجيزة إلى أقل من 9 آلاف دولار للطن خلال شهر يونيو/حزيران 2025.

والليثيوم عنصر أساسي في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة والحواسيب الإلكترونية، إلى جانب استعماله في صناعة السيراميك والزجاج، لكن صناعة البطاريات تستحوذ على أغلب الطلب عالميًا.

تقلبات سوق الليثيوم العالمية منذ 2020

تشير التقلبات السعرية الحادة خلال السنوات الماضية إلى اختلال معدلات العرض والطلب في سوق الليثيوم العالمية منذ عام 2020، إذ أدى انخفاض أسعار كربونات الليثيوم إلى أقل من 10 آلاف دولار للطن خلال ربعين متتاليين عام 2020، إلى تثبيط الاستثمار في الإنتاج الجديد.

ونتيجة لذلك، تجاوز النمو في الطلب الزيادة في المعروض لمدة من الوقت، ما أدى بدوره إلى نقص معروض الليثيوم في السوق تزامن مع بدايات الحرب الروسية الأوكرانية لترتفع أسعاره إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

ودفعت الأسعار القياسية، المنتجين إلى بناء مخزونات إستراتيجية أدت إلى تفاقم نقص المعروض في السوق، لكن ذلك لم يدُم طويلًا، حيث اتجهت الأسعار للهبوط مجددًا خلال عام 2024 حتى النصف الأول من عام 2025؛ ما جعل معظم الإنتاج غير مجدٍ اقتصاديًا، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.

حالة الطلب على الليثيوم والمعروض

لا يزال نمو الطلب العالمي على الليثيوم قويًا خاصة في صناعة البطاريات، لكن معدل النمو أقل بكثير من فائض المعروض المتاح في السوق -حاليًا-.

يرجع السبب في ذلك إلى أن أي استجابة للمنتجين لزيادة إنتاجهم عادة لا تظهر آثارها في السوق إلا بعد 3 سنوات، ما يفسر الوضع الحالي نتيجة للاستجابة السابقة بين عامي 2021 و2022.

ومع إحجام المنتجين حتى الآن عن تقليص الإنتاج في سوق كيميائيات الليثيوم، فمن المتوقع أن يستمر فائض المعروض العالمي في النمو حتى عام 2027 على الأقل، بحسب تقديرات وود ماكنزي.

إحدى مناجم الليثيوم في الولايات المتحدة
أحد مناجم الليثيوم في الولايات المتحدة - الصورة من Newsweek

ورغم أن إنتاج كيميائيات الليثيوم قد شهد نموًا عالميًا ملحوظًا منذ عام 2022، فإن نمو إنتاج الصين كان أسرع بكثير من بقية دول ومناطق العالم، لتشكل أغلب النمو في المعروض العالمي.

وجاءت زيادة المعروض في الصين من مجموعة متنوعة من المواد الخام، أبرزها الليبيدوليت (Lepidolite)، والمحلول الملحي، لكن السبودومين (Spodumene) ما زال مسيطرًا على مصادر الإنتاج الصينية.

كيف تتوازن سوق الليثيوم العالمية؟

لا تتوقع وود ماكنزي انخفاض الطلب على كربونات الليثيوم المفضلة في إنتاج الكاثودات المستعملة في بطاريات المركبات الكهربائية، وبطاريات تخزين الكهرباء.

في الوقت نفسه، تشير بيانات مشروعات إنتاج الليثيوم الجديدة حول العالم إلى أن نمو المعروض مستمر ولن يتباطأ قبل عام 2030، وإذا لم يتخذ المنتجون إجراءات، فسيكون جزء من الإنتاج خاسرًا بمعايير اقتصاديات القطاع.

ولا يمكن معالجة هذا الخلل في سوق الليثيوم العالمية، سوى بطريقتين الأولى عبر السماح بزيادة المخزونات وبيعها في وقت لاحق عند ارتفاع الأسعار، والثانية عبر تقليص الإنتاج في مواقعه.

إنتاج الليثيوم من المحاليل الملحية
إنتاج الليثيوم من المحاليل الملحية - الصورة من General Kinematics

ورغم ذلك، فإن الاحتفاظ بمخزونات كبيرة من الليثيوم لمدة طويلة، يحمل مخاطر تأخر تحصيل العائدات، واحتمالات تدهور المنتج بمرور الوقت.

أما خيار تقليص الإنتاج، فرغم أنه يوفر تكاليف التخزين وإعادة المعالجة، فإنه ينطوى على خسارة دائمة في الإيرادات المحتملة، ما يجعل المنتجين في خيارات صعبة فى كل الأحوال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق