التقاريرتقارير الطاقة النوويةتقارير دوريةرئيسيةطاقة نوويةوحدة أبحاث الطاقة

الطاقة النووية في أفريقيا تنتظر طفرة.. وهذه حصة القارة من إنتاج اليورانيوم

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • 22 دولة أفريقية أبدت اهتمامها بتبنّي الطاقة النووية لتوليد الكهرباء
  • أفريقيا تشكّل قرابة نصف عدد الدول الساعية لتطوير الطاقة النووية
  • سعة الطاقة النووية في أفريقيا قد تتضاعف 10 مرات بحلول 2050
  • الرهان على المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة لانخفاض تكاليفها
  • ناميبيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا تتوسّع في استكشاف مناجم اليورانيوم

تحولت الطاقة النووية في أفريقيا إلى توجُّه إستراتيجي تتسابق عليه الحكومات في محاولة لسدّ فجوة كهرباء حادة، حيث يعيش أكثر من 500 مليون شخص في القارة السمراء دون كهرباء.

في هذا الإطار، أبدت 22 دولة أفريقية اهتمامها بإدخال الطاقة النووية ضمن مزيج الكهرباء، بوصفها مصدرًا موثوقًا يدفع عجلة التنمية ويعزز أمن الطاقة، فضلًا عن خفض الانبعاثات والحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وتوقَّع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- تضاعُف قدرة الطاقة النووية في أفريقيا 3 مرات بحلول عام 2030، و10 مرات بحلول 2050 في السيناريو المتفائل، مقارنة بمستويات 2022، ما يتطلب ضخ استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار.

أمّا في السيناريو الأكثر تحفّظًا، فقد تتضاعف قدرة الطاقة النووية مرة واحدة بحلول 2030، و5 مرات بحلول منتصف القرن، مع الوضع في الحسبان أنها لا تتجاوز حاليًا 1.9 غيغاواط تتمثل في محطة واحدة بجنوب أفريقيا.

وتبدو أفريقيا أمام فرصة استثنائية للاستفادة من الزخم العالمي حول الطاقة النووية، خاصة بعدما تلقّت دعمًا في مؤتمر المناخ "كوب 28" عام 2023، حيث أجمعت 198 دولة على ضرورة إدراج الطاقة النووية ضمن مصادر الطاقة اللازمة لتنفيذ تعهدات اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.

ومنذ ذلك الحين، أعلنت عشرات الدول التزامها بمضاعفة القدرة النووية العالمية 3 مرات بحلول عام 2050.

وحاليًا، تنتج المحطات النووية العاملة في 31 دولة قرابة 9% من إجمالي الكهرباء المنتجة عالميًا، وما يعادل ربع إجمالي الكهرباء منخفضة الكربون.

آفاق الطاقة النووية في أفريقيا

يمثّل التوجه نحو الطاقة النووية في أفريقيا جزءًا من تحول عالمي، حيث يعمل -حاليًا- 417 مفاعلًا نوويًا حول العالم بإجمالي قدرة تصل إلى 377 غيغاواط، بحسب التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، بتكليف من جنوب أفريقيا في إطار رئاستها لمجموعة الـ20 لعام 2025.

وكشف التقرير أن أكثر من 22 دولة أفريقية -أي ما يقارب نصف عدد الدول الجديدة الساعية لتطوير الطاقة النووية، البالغ عددها 55- تستعد لدخول نادي الطاقة النووية، سواء عبر مفاعلات تقليدية أو تقنيات المفاعلات المعيارية الصغيرة.

وتظل جنوب أفريقيا اللاعب النووي الوحيد حتى اللحظة بمحطة واحدة عاملة (محطة كوبيرغ)، كما حددت البلاد هدفًا طموحًا يتمثل في إضافة 2.5 غيغاواط من القدرة النووية الجديدة، تشمل بناء مفاعلات معيارية صغيرة جديدة بعد عام 2030.

أمّا مصر، فتشيّد محطة الضبعة المكونة من 4 وحدات، بقدرة إجمالية تصل إلى 4.8 غيغاواط، ويُتوقع تشغيل أول وحدة منها في عام 2028.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول في قدرة الطاقة النووية قيد الإنشاء عالميًا:

الطاقة النووية في أفريقيا

وتشهد القارة السمراء موجة من الاهتمام غير المسبوق بالطاقة النووية، حيث عبّرت عدّة دول، من بينها الجزائر والمغرب ونيجيريا وكينيا وغانا والسنغال وأوغندا وتنزانيا، عن نيّتها إدراج الطاقة النووية في مزيج الكهرباء، سواء لأغراض التوليد أو تحلية المياه.

وما زالت خطط الطاقة النووية في 10 دول أفريقية تتداول في مرحلة صنع القرار، في حين تجاوزت 4 دول تلك المرحلة، وشرعت في التنفيذ أو الإعداد.

ورغم ذلك، توقَّع التقرير أن تظل مساهمة الطاقة النووية في مزيج الكهرباء الأفريقي محدودة، وتتراوح من 1.4% إلى 3.3%، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 9.2%، وتقديرات مستقبلية تتراوح من 2% إلى 4.1% بحلول عام 2050.

حصة أفريقيا في إنتاج اليورانيوم

مع تزايد الاهتمام بالطاقة النووية في أفريقيا، يُتوقع أن يشهد الطلب على اليورانيوم -المادة الخام الأساسية لتشغيل المحطات النووية- ارتفاعًا ملحوظًا خلال العقد المقبل.

وأصبحت القارة السمراء، التي طالما ظلت ثرواتها الجيولوجية غير مستغلة، تحت مجهر المستثمرين الدوليين، إذ شكّلت وحدها قرابة 9% من الإنفاق العالمي على استكشاف مناجم اليورانيوم وتطويرها خلال عام 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبين عامي 2020 و2023، نفّذت ناميبيا أنشطة لاستكشاف وتطوير مواقع مناجم قائمة وجديدة، كما أعادت فتح منجم لانغر هينريش (Langer Heinrich)، في حين ستبدأ الإنتاج من مشروع جديد في 2028.

بينما تستعد تنزانيا للدخول إلى السوق بكميات تتجاوز 58.5 ألف طن من اليورانيوم، خاصة مع قرب اكتمال بناء مجمع معالجة تجريبي بانتظار الموافقة التنظيمية النهائية.

أمّا جنوب أفريقيا، فتستخرج اليورانيوم من منجم موآب خوتسونغ الواقع شمالًا، الذي يُعدّ من أكبر المناجم في احتياطيات الذهب واليورانيوم بالبلاد، بإجمالي موارد تصل إلى 8.360 ألف طن.

وحاليًا، تسهم أفريقيا بـ14% من إنتاج اليورانيوم العالمي، واحتلّت ناميبيا المرتبة الثالثة عالميًا في إنتاج اليورانيوم لعام 2022، في حين جاءت النيجر وجنوب أفريقيا بالمرتبتين السابعة والعاشرة على التوالي.

محطة كوبيرغ محطة الطاقة النووية في أفريقيا الوحيدة
محطة كوبيرغ -الصورة من إسكوم

الرهان على المفاعلات المعيارية الصغيرة

أكد التقرير أهمية المفاعلات المعيارية الصغيرة لتطوير قطاع الطاقة النووية في أفريقيا.

وتتميز هذه المفاعلات، التي تصل قدرتها إلى 300 ميغاواط للوحدة، بإمكان تطويرها في المصانع ونقلها إلى مواقع التشغيل بسهولة، ما يحدّ من تكاليف الإنشاء والمخاطر المرتبطة بعمليات بناء المحطات التقليدية.

ويسجّل دليل المفاعلات المعيارية الصغيرة الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2024 وجود 68 تصميمًا قيد التطوير حول العالم، لكن التصميمات التي دخلت حيز التشغيل ما تزال محدودة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة انتشار هذه المفاعلات بعد منتصف ثلاثينيات هذا القرن، مع تدشين أولى الوحدات التشغيلية وبناء سلاسل إمداد عالمية.

على الجانب الآخر، يؤكد تقرير الوكالة أن نجاح الطاقة النووية في أفريقيا يعتمد على عدّة عوامل، أبرزها:

  • تحقيق تقدُّم سريع في البنية التحتية المرتبطة.
  • تسريع إيجاد حلول تمويلية مبتكرة.
  • التوسع في الاستفادة من الموارد المحلية.
  • توسيع نطاق التعاون الإقليمي والدولي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إمكانات الطاقة النووية في أفريقيا، من الوكالة الدولية للطاقة الذرية

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق