مشروع غولدن باس الأميركي.. كيف يعزز صادرات قطر للطاقة من الغاز المسال؟
هبة مصطفى

يقترب مشروع غولدن باس للغاز المسال في أميركا من التشغيل؛ ما يشكّل دعمًا جديدًا لصادرات شركتي التطوير قطر للطاقة وإكسون موبيل.
ويُخطط المطورون إلى إدخال المحطة حيز التشغيل خلال العام الجاري 2025، بعد تأخير إثر نزاع مع مقاول المشروع عطّلت إطلاقه في الموعد المحدد سلفًا له.
ويأتي التشغيل في موعد حيوي للغاية للسوق العالمية، في ظل نمو الطلب وتوقيع اتفاقيات توريد طويلة الأجل، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وتمنح إمدادات المحطة المشغّلين المرونة الكافية للتوسع في أحجام ووجهات التصدير، خاصة أن الشركتين تمثّلان داعمًا رئيسًا لأكبر مصدّري الغاز المسال عالميًا.
إضافات مشروع غولدن باس
يضيف مشروع غولدن باس الأميركي نحو 18.1 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، ما يعادل 2.6 مليار قدم مكعبة يوميًا.
وتسيطر قطر للطاقة على حصة الأغلبية في مشروع المحطة الأميركية بنسبة 70%، مقابل 30% لصالح شركة إكسون موبيل.

وبموجب هذه الحصص، تستحوذ الشركة الخليجية على 12.7 مليون طن غاز مسال، في حين تملك الشركة الأميركية 5.4 مليون طن، مع تشغيل المحطة.
وتُتيح وفرة الإمدادات تعزيز وزيادة الصادرات خاصة للسوق الأوروبية، ودعم محفظة الغاز المسال الأميركية مقابل إنتاج المشروعات الآسيوية، شريطة انطلاق المشروع في الموعد المخطط له.
وتؤول حرية التصرف في إنتاج مشروع غولدن باس الأميركي للغاز المسال بالكامل إلى الشركتين القطرية والأميركية، خاصة أن تكلفة تمويل المشروع -البالغة 10 مليارات دولار- تتحملها شركتا الطاقة الرائدتان بالكامل، دون شركاء أو دعم خارجي.
خطة التشغيل
واجهت خطة تشغيل المحطة الأميركية تحديات بعد إعلان المقاول المسؤول "زاكري هولدينغز" إفلاسه.
ونجحت تسوية أُبرمت في يوليو/تموز العام الماضي 2024 في إنقاذ المشروع، ومهّدت الطريق لمقاولين آخرين لمواصلة عملية البناء، وتُشير المستجدات الأخيرة إلى قرب تشغيل المحطة.
وفي وقت سابق، تقدمت الشركة المشتركة المشغّلة للمشروع بطلب "إعادة تصدير الغاز المسال" إلى وزارة الطاقة الأميركية، مع بدء الاستعدادات التمهيدية لذلك في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأكد كبير خبراء الغاز المسال لدى "كاليبسو كوموديتيس"، مهدي طويل، أن المشروع يمضي قدمًا باتجاه إنتاج أول شحنة غاز مسال بحلول أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين.
وتتضمن خطة تشغيل المحطة:
- تشغيل خطَّي إنتاج العام المقبل 2026.
- إضافة خط ثالث للوصول للتشغيل الكامل نهاية 2027.
ورغم تحفُّظ الشركتين على إعلان خطة التشغيل الزمنية للمشروع، فإن محللين يرجّحون تشغيلًا وشيكًا.
ومع ذلك يبدو أن تعزيز إنتاج المحطة للصادرات الأميركية بأحجام كبيرة قبل العام المقبل غير وارد، وفق توقعات وحدة أبحاث إنرجي إنتليجنس.

إستراتيجية قطر للطاقة وإكسون موبيل
يخدم مشروع غولدن باس محفظة وإستراتيجية كل من: قطر للطاقة وإكسون موبيل، مع ضمان المزيد من الإمدادات لسوق الغاز المسال العالمية، في ظل توقعات ارتفاع الطلب مستقبلًا.
قطر للطاقة
يُتيح المشروع لشركة قطر للطاقة تنويع وجهة صادراتها، وطرق الشحن، في ظل توقيت حرج تمرّ به منطقة الشرق الأوسط جراء الصراعات الجيوسياسية.
وقد تُركّز الشركة على التوسع في السوق الأوروبية والمشترين من قطاع المرافق.
وتصل سعة الغاز المسال قيد التشغيل التابعة لقطر للطاقة في الدولة الخليجية إلى 56.3 مليون طن، وتضيف حصتها من مشروع غولدن باس الأميركي ما يعادل 10.5% من محفظتها (12.7 مليون طن).
وتطور الشركة بالتوازي مع ذلك 51.6 مليون طن إضافية، اعتمادًا على توسعة حقل الشمال بمراحله المختلفة.
واحتلّت قطر المركز الثاني في قائمة أكبر الدول المصدرة للغاز المسال عالميًا، خلال النصف الأول من العام الجاري.
وبلغت صادراتها 41.26 مليون طن، وفق بيانات تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في النصف الأول من 2025" الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
إكسون موبيل
تبلغ السعة الإجمالية قيد التشغيل لشركة إكسون موبيل الأميركية 22.1 مليون طن من الغاز المسال.
ووفق سعة حصة إكسون موبيل البالغة 5.4 مليون طن من إنتاج محطة غولدن باس، يضيف المشروع ما يعادل 18% من محفظة الشركة.
وبالإضافة إلى المحطة المشتركة مع قطر للطاقة، تشارك إكسون موبيل في تطوير مشروعات غاز مسال أخرى، من بينها:
- مشروع جورجون الأسترالي.
- مشروع بابوا غينيا الجديدة.
- مشروع سخالين2 الروسي.
ويمثّل مشروع محطة "غولدن باس" إضافة جغرافية لمحفظة الشركة في السوق الأميركية.
وجذبت السوق الأوروبية 72% من صادرات الغاز المسال الأميركي خلال النصف الأول من العام الجاري، ومن المرجّح أن يعزز المشروع المشترك مع الشركة القطرية هذه الأحجام مستقبلًا.
ويواكب ذلك تطلّعات مطوري مراكز البيانات وغيرها من مصادر الطلب على الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- هل تتأثر إمدادات الغاز المسال العالمية بتأجيل مشروع غولدن باس؟ (تقرير)
- بعد اقترابها من التصدير.. 5 معلومات عن محطة غاز مسال مملوكة لقطر في أميركا
- تسوية تحل أزمة توقُّف مشروع غاز عملاق تنفّذه قطر للطاقة في أميركا
اقرأ أيضًا..
- العراق يوقع مشروع طاقة ضخمًا خلال أيام.. وهذه تطورات الصفقة السعودية (خاص)
- حقل فاجور النفطي.. قصة اكتشافات متتالية تدعم اقتصاد مصر (تقرير)
- أزمة الكهرباء في إيران.. كيف تتخطى طهران مشكلاتها الهيكلية طويلة الأمد؟ (مقال)
المصادر:
- تحليل عوائد محطة غولدن باس على إستراتيجية قطر للطاقة وإكسون موبيل والسوق الأميركية، من إنرجي إنتليجنس
- بيانات أكبر مصدري الغاز المسال في العالم وموقع قطر، من التقرير النصف سنوي لوحدة أبحاث الطاقة