خلايا الوقود الهيدروجينية.. انسحاب ستيلانتس يثير أزمة وسط مطالب بالتعويض
دينا قدري

تسبّبت خلايا الوقود الهيدروجينية في اندلاع أزمة بين شركة ستيلانتس (Stellantis) وإحدى الشركات التابعة لها التي تضرّرت جراء قرار الانسحاب المفاجئ من برامج المركبات التجارية الخفيفة التي تعمل بالهيدروجين.
ويمثّل هذا القرار تهديدًا خطيرًا لشركة سيمبيو (Symbio)، وهو مشروع مشترك فرنسي لخلايا الوقود، وتمتلك ستيلانتس 33.3% من أسهمه، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ووصفت إدارة شركة سيمبيو قرار انسحاب ستيلانتس من برنامج خلايا الوقود الهيدروجينية بأنه "مفاجئ وأحادي الجانب"، ويمثّل ضربة قوية للشركة الفرنسية المُصنّعة لخلايا الوقود؛ ما دفعها إلى المطالبة بتعويضات من ستيلانتس.
وحذّرت الشركة من أن "قرار ستيلانتس الجذري سيؤدي إلى الإنهاء الفوري والدائم لبرامجها المتعلقة بالهيدروجين في قطاع المركبات التجارية الخفيفة، مع تأثير محتمل كبير في التوظيف".
أزمة الانسحاب من خلايا الوقود الهيدروجينية
صرّح الرئيس التنفيذي لشركة سيمبيو الفرنسية المعين حديثًا، جان باتيست لوكا، بأن الانسحاب المفاجئ لشركة ستيلانتس من تطوير خلايا الوقود الهيدروجينية كان بمثابة "صدمة" لموظفي سيمبيو البالغ عددهم 640 موظفًا.
وتمتلك ستيلانتس ثلث أسهم سيمبيو إلى جانب ميشلان (Michelin) وفورفيا (Forvia)؛ بهدف دعم طرح المركبات التجارية الخفيفة التي تعمل بالهيدروجين في جميع أنحاء أوروبا، وهي الإستراتيجية التي انهارت الآن.
وتعهد لوكا، الذي تولى مهام منصبه في 10 يوليو/تموز 2025، ببذل كل ما في وسعه لحماية الشركة، وتعزيز صناعة الهيدروجين في فرنسا.
ومع ذلك، أقرّ لوكا بأن الإلغاء المفاجئ لطلبيات ستيلانتس -التي شكّلت أكثر من 80% من سجل طلبات سيمبيو- يُلقي بظلال من الشك على استمرارية الأعمال، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

فقد وسّعت الشركة نطاق أعمالها بسرعة لتلبية الطلب المتوقع، بما في ذلك افتتاح مصنع ضخم لإنتاج 50 ألف وحدة سنويًا في ليون بفرنسا.
وقال لوكا: "على الجميع القيام بدورهم، والوفاء بالتزاماتهم، وتحمل مسؤولياتهم.. لقد أظهرت فرقنا التزامًا استثنائيًا بتحقيق طموحات ستيلانتس.. لم يسبق لأي شركة أن طبقت تقنيات مماثلة بهذا الحجم وبهذا النضج الصناعي في مثل هذا الإطار الزمني القصير.. من غير المعقول أن يُلغى كل هذا".
يُذكر أن ستيلانتس شركة عالمية رائدة في صناعة السيارات، وتضم محفظتها الفريدة من العلامات التجارية الرائدة والمبتكرة: أبارث، وألفا روميو، وكرايسلر، وسيتروين، ودودج، ودي إس أوتوموبيلز، وفيات، وجيب، ولانسيا، ومازيراتي، وأوبل، وبيجو، ورام، وفوكسهول، وفري تو موف، وليسيس.
تداعيات قرار ستيلانتس في قطاع الهيدروجين
حذّرت شركة سيمبيو الفرنسية من أن "قرار ستيلانتس الجذري سيؤدي إلى الإنهاء الفوري والدائم لبرامجها المتعلقة بالهيدروجين في قطاع المركبات التجارية الخفيفة، مع تأثير محتمل كبير في التوظيف".
وتدرس قيادة الشركة الآن بصورة عاجلة "عدة سيناريوهات مالية وصناعية" لحماية الوظائف والحفاظ على العمليات، بحسب ما نقلته منصة "إتش 2 فيو" (H2 View).
وتستمر المناقشات مع ستيلانتس، إذ تحثّ سيمبيو شركة صناعة السيارات على "الوفاء بالتزاماتها، والتمسك بمسؤولياتها التعاقدية، والإسهام في تأمين مستقبل الشركة، بما في ذلك من خلال التعويضات".
وكانت شركة ستيلانتس قد صرّحت -عند إعلان خروجها من قطاع الهيدروجين- بأنها تتواصل مع المساهمين في شركة سيمبيو، لتقييم تأثير هذه الخطوة في شركة خلايا الوقود.
من جانبها، أكدت سيمبيو أن طموحها في تزويد أوروبا بتقنية خلايا الوقود الهيدروجينية "القادرة على منافسة الصين"، ما يزال قائمًا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة سيمبيو، جان باتيست لوكا: "حان الوقت لنا جميعًا لتحديد توجه طويل الأجل وإعادة التواصل مع قيادتنا.. إنها مسألة تتعلق بالسيادة الصناعية الأوروبية".

خطة طموحة لخلايا الوقود الهيدروجينية
تمتلك شركة سيمبيو الفرنسية خطة طموحة لخلايا الوقود الهيدروجينية؛ إذ بذلت "قصارى جهدها" لتلبية معايير الأداء والتكلفة التي حدّدتها ستيلانتس لمركباتها التجارية الخفيفة التي تعمل بالهيدروجين، والتي مثّلت "حصة كبيرة" من سجل طلبات سيمبيو لعام 2025.
وأكملت سيمبيو عملية التحقق الصناعي النهائية في أبريل/نيسان 2025، وبدأت توسيع نطاق الإنتاج في منشأة سيمفون هاي التابعة لها في ليون.
فقد استثمرت سيمبيو بكثافة في برنامج ستيلانتس (Step2)، إذ سلّمت أنظمة خلايا وقود بقدرة 40 كيلوواط (تقنية T5) معتمدة تقنيًا وصناعيًا من قِبل ستيلانتس في 30 أبريل/نيسان 2025، مع بدء زيادة الإنتاج في مصنع سيمبيو العملاق في سان فون بالقرب من ليون.
وتدرس سيمبيو -أيضًا- تسريع إنتاج أنظمة خلايا وقود بقدرة 75 كيلوواط لأسواق أوسع، بما في ذلك الحافلات والمركبات السياحية والتطبيقات الثابتة مثل مراكز البيانات.
وبحلول عام 2028، تخطط سيمبيو لتصنيع أنظمة خلايا وقود أكبر بقدرة 150 كيلوواط و300 كيلوواط تستهدف المركبات الثقيلة، وفق ما نقلته منصة "فيول سلز ووركس" (Fuel Cells Works).
موضوعات متعلقة..
- ستيلانتس توقف برنامج تطوير تقنية خلايا الوقود الهيدروجينية في أوروبا
- خسائر شاحنات خلايا الوقود الهيدروجينية تتواصل.. شركة بريطانية على حافة الانهيار
- شاحنات خلايا الوقود الهيدروجينية ليست تنافسية.. ما السبب؟
اقرأ أيضًا..
- توقعات مزيج الطاقة العالمي في 2050.. النفط والغاز لن يتركا الصدارة
- حقل غاز عملاق يحرز إنجازًا مهمًا.. احتياطياته 2 تريليون قدم مكعبة
- جدل حول انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة.. لماذا تُطالب الحكومات بدعم مصادر رخيصة؟
- الطلب على الكهرباء عالميًا يواصل النمو المتسارع حتى 2026.. وهذه توقعات المناطق
المصادر:
- مطالبة شركة ستيلانتس بتعويضات بعد الانسحاب من مشروع خلايا الوقود الهيدروجينية، من منصة "فيول سلز ووركس".
- معلومات إضافية عن الأزمة بين شركتي سيمبيو وستيلانتس، من منصة "إتش 2 فيو".