أكبر مشروع تخزين طاقة حرارية في أستراليا يتجاوز مرحلة مهمة
محمد عبد السند

- أكبر مشروع تخزين طاقة حرارية في أستراليا يقترب من البناء
- يُتوقع دخول المشروع حيز التشغيل في عام 2027
- يعتمد المشروع على ما يُطلَق عليه سبيكة "إم جي إيه"
- المشروع يتسم بتنافسية اقتصادية مع مصادر الوقود الأحفوري
- سعة المشروع تصل إلى 180 ميغاواط/ساعة
أحرزت شركتا إم جي إيه ثيرمال (MGA Thermal) الأسترالية ومواطنتها نود (Knode) تقدمًا كبيرًا نحو تطوير أكبر مشروع تخزين طاقة حرارية في أستراليا، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأنجزت الشركتان مرحلة دراسة الجدوى الأولية للمشروع بنجاح بالتعاون مع شركة تعدين عالمية مقرّها ولاية أستراليا الغربية، وشركة الطاقة ترونوكس (Tronox)، وشركة الخدمات المهنية العالمية جي إتش دي (GHD).
ويُعد المشروع واحدًا من أكبر مبادرات إزالة الكربون تطورًا في القطاع التصنيعي في عموم أستراليا، ويستهدف إتاحة الطاقة الحرارية المتجددة إلى العمليات الصناعية.
ولطالما واجهت الصناعات المعتمدة على الحرارة المستمرة عالية الجودة -مثل معالجة المعادن، وإنتاج المواد الكيميائية- صعوبات في استعمال الطاقة المتجددة بسبب طبيعتها المتقطعة.
ويستعد المشروع حاليًا لبدء مرحلة التصميمات الهندسية الأمامية، على أن تبدأ أعمال البناء في عام 2026؛ تمهيدًا لدخول المنشأة حيز التشغيل في أواخر عام 2027.
تنافسية اقتصادية
يتسم أكبر مشروع تخزين طاقة حرارية في أستراليا بتنافسية اقتصادية على النطاق التصنيعي، مع مصادر الوقود الأحفوري التقليدية، حسب نتائج دراسة الجدوى الأولية المنجَزة مؤخرًا.
وهذا الأسبوع أعلنت "إم جي إيه ثيرمال" و"نود" المتخصصة في الطاقة النظيفة، أنهما قد حققتا تقدمًا كبيرًا بشأن مشروع تخزين الطاقة الحرارية المقترح إنشاؤه في ولاية أستراليا الغربية، وفق موقع "رينيو إيكونومي".
ومن المتوقع أن يصبح المشروع الأكبر من نوعه في أستراليا بسعة 180 ميغاواط/ساعة؛ ويُعوّل عليه كثيرًا في إزالة الانبعاثات الكربونية من القطاع التصنيعي كثيف الانبعاثات.

آلية تقنية التخزين الحراري
سيستعمِل المشروع المقترح تقنية تخزين الطاقة الحرارية المطورة بوساطة "إم جي إيه ثيرمال"، والقائمة على مادة حاصلة على براءة اختراع يُطلَق عليها "سبيكة فجوة الامتزاج" واختصارها إم جي إيه (MGA).
وتُصمم كتل "إم جي إيه" بجزيئات سبائك معدنية صغيرة موزعة عبر مادة مصفوفة؛ وتُمتَص الطاقة عبر انصهار جزيئات السبيكة المعدنية الصغيرة، حتى مع بقاء مادة المصفوفة صلبة؛ ما يُبقي الجزيئات المنصهرة في مكانها.
وتُخزن الطاقة في أثناء مرحلة التسخين من الحالة الصلبة إلى الحالة السائلة، قبل إطلاقها مع تبريد الكتل، وعودة الجزيئات إلى الحالة الصلبة مرة أخرى.
وبناءً عليه؛ تكون لدى كتل "إم جي إيه" القدرة الكاملة على أن تصبح مصادر إمداد للحرارة والطاقة، أو البخار لتوليد الكهرباء.

توليد الكهرباء من الحرارة
تعتقد شركة "إم جي إيه ثيرمال" أن تقنيتها تُقدم إلى شركات التصنيع وسائل مطورة لتوليد الكهرباء من الحرارة المرتفعة؛ ما يساعد في خفض تكاليف الطاقة والانبعاثات والاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة.
ولدى تقنية تخزين طاقة حرارية كتلك القدرة على تخزين الكهرباء المتجددة ذات الطبيعة المتقطعة، وإتاحة كهرباء مستقرة ومتواصلة على مدار الساعة.
وتتمتع تقنية تخزين الطاقة الحرارية المطورة بوساطة "إم جي إيه ثيرمال" بتنافسية اقتصادية مع نظيرتها القائمة على الوقود الأحفوري؛ إذ تقدِر الأولى على إتاحة 20 طنًا من البخار في الساعة إلى منشأة صناعية.
توصيل المشروع
فور إنجازه، سيوصل مشروع تخزين الطاقة الحرارية المقترح بنظام الربط البيني في ولاية أستراليا الغربية، وستكون قادرة -كذلك- على تقديم فوائد كبيرة إلى الشبكة مثل تحويل الأحمال.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إم جي إيه ثيرمال"، مارك كروداس: "تقود شركتا نود و(إم جي إيه ثيرمال) أكبر مشروع تخزين طاقة حرارية في أستراليا، الذي يمثّل طفرة حقيقية في مبادرات إزالة الكربون من القطاع التصنيعي".
وأضاف كروداس: "هذا المشروع لا يثبت الجدوى التجارية لتقنية تخزين الطاقة الحرارية من شركة (إم جي إيه ثيرمال) على نطاق واسع فحسب، وإنما يبرهن كذلك على قابليتها للتطبيق على عمليات الحرارة العالية في القطاع التصنيعي؛ وهو احتياج مهم لا تستطيع سوى تقنيات متجددة قليلة أخرى أن تتعامل معه بكفاءة".
مشروع تجريبي ملهم
يستلهم أكبر مشروع تخزين طاقة حرارية في أستراليا مشروعًا تجريبيًا مماثلًا سابقًا كانت قد أطلقته "إم جي إيه ثيرمال" في أوائل العام الحالي، بسعة 5 ميغاواط/ساعة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "نود"، كريس نيلسون: "دون حلول بخارية نظيفة فاعلة تنهي الاعتماد على الغاز الطبيعي، ستواجه الصناعات الكثيفة الانبعاثات الكربونية مستقبلًا غامضًا في ضوء تزايد الطلب على المنتجات منخفضة الكربون في الأسواق العالمية"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف نيلسون: "تسويق تقنيات جديدة وتطويرها ليست مسألة سهلة على الإطلاق؛ ونحن نتبنى إستراتيجية مبتكرة تضم العديد من أصحاب المصلحة في الصناعة، تتضافر جهودهم من أجل تطوير تلك التقنية المهمة".
وتابع: "عبر إزالة المخاطر المقترنة بتلك التقنية ونشر استعمالها على نطاق واسع، سيكون للمشروع القدرة على تسريع طرحها عالميًا للمنشأة المملوكة لأصحاب المصلحة أنفسهم".
موضوعات متعلقة..
- استثمارات الطاقة الحرارية الأرضية في أميركا الشمالية تلامس ملياري دولار
- أكبر 10 دول في قدرة الطاقة الحرارية الأرضية قيد التشغيل
- 5 أسئلة حول تقنيات الطاقة الحرارية الأرضية الجديدة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- صفقة استحواذ في قطاع الطاقة تقترب من 14 مليار دولار.. وسهم الشركة يقفز 16%
- مصافي نفط 3 دول عربية تستفيد من حزمة العقوبات الأوروبية الـ18
- واردات مصر من الغاز المسال قد تستمر حتى 2030.. كيف تتأثر الأسواق عالميًا؟
المصادر:
1.تطورات أكبر مشروع تخزين طاقة حرارية في أستراليا، من موقع "رينيو إيكونومي".
2.موعد بناء وتشغيل المشروع، من "أستراليان مانيوفاكشرينغ".