مخاوف من تضرر قطاع الطاقة في المحيط الهادئ عقب زلزال روسيا
سامر أبووردة

تأجّجت المخاوف على قطاع الطاقة في دول المحيط الهادئ عقب الزلزال العنيف الذي ضرب سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، وتبعه تحذير من موجات تسونامي عاتية وصلت بالفعل إلى شواطئ اليابان وهاواي وكندا ودول أميركا اللاتينية.
ووفقًا لبيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، سُجّلت الهزة الأرضية التي بلغت قوتها 8.8 درجة على مقياس ريختر، صباح اليوم الأربعاء 30 يوليو/تموز 2025، بوصفها أحد أقوى الزلازل في العالم خلال العقود الأخيرة.
ووُصف الزلزال بأنه الأخطر في المنطقة منذ زلزال عام 1952، وسط مخاوف متزايدة من امتداده إلى البنية التحتية الحيوية، وعلى رأسها المنشآت المرتبطة بالنفط والغاز والكهرباء.
وفي هذا السياق، فإن العاصفة الزلزالية التي هزّت "حلقة النار" في المحيط الهادئ تسببت في موجات تسونامي بلغ ارتفاع بعضها 5 أمتار، وغمرت مرافق ساحلية، في حين تُسابق السلطات الزمن لتقييم الأضرار.
تسونامي زلزال روسيا
سُجل مركز تسونامي زلزال روسيا على بُعد 136 كيلومترًا من مدينة بتروبافلوفسك كامتشاتسكي، في حين أكدت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال كان ضحلًا، على عمق 17 كيلومترًا فقط، ما يزيد من تأثيره السطحي.
الموجات التي تلت الزلزال غمرت ميناء سيفيرو كوريلسك في سخالين، وجرفت سفنًا، وألحقت أضرارًا بمصانع لتجهيز الأسماك، في حين صدرت تحذيرات من أمواج قد تصل إلى 3-5 أمتار على سواحل اليابان، وهاواي، وتشيلي، والإكوادور، وجزر سليمان.
وأظهرت صور جوية غمرًا كاملًا للمرافق الساحلية، وتوقفت الرحلات الجوية في ماوي وهاواي، في حين تلقى سكان المناطق المنخفضة أوامر بإخلاء فوري، وسط تشديدات في المواني وخطوط السكك الحديدية.

تضرر قطاع الطاقة في الشرق الأقصى الروسي
يمثّل الشرق الروسي مركزًا حساسًا في قطاع الطاقة العالمي؛ إذ يضم مشروعات "سخالين 1 و2 و3" العملاقة للنفط والغاز، ومنشأة أركتيك 2 (Arctic LNG 2) العائمة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب مواني كوزمينو وناكودخا الحيوية.
ورغم عدم تسجيل أضرار فورية، فإن تضرر قطاع الطاقة في حال تكرار الهزات أو تصاعد قوة التسونامي يبقى احتمالًا واردًا، خصوصًا أن المنطقة شهدت أكثر من 50 هزة ارتدادية خلال ساعات، مع توقعات بأن تستمر لشهر كامل.
وتُشير بيانات شركة فورتيكسا إلى أن صادرات مزيج "إسبو" النفطي من كوزمينو بلغت نحو 926 ألف برميل يوميًا خلال النصف الأول من 2025؛ ما يجعل أي توقف محتمل تهديدًا مباشرًا لتوازن السوق الإقليمية.
تفعيل خطط الطوارئ في منشآت الطاقة اليابانية
في اليابان، أثار تسونامي زلزال روسيا ذكريات زلزال وتسونامي عام 2011؛ ما دفع السلطات إلى إخلاء عشرات الآلاف من السكان، ووقف العمل في محطات حيوية.
وأخلت شركة طوكيو للكهرباء محطة فوكوشيما النووية، كما علّقت شركة نيسان عملياتها في بعض المصانع، وأوقفت خطوط السكك الحديدية، في حين أكّدت الحكومة عدم وقوع أضرار في محطات الكهرباء والغاز والمياه حتى الآن.
وعلّقت مصافي الوقود في هوكايدو عمليات التسليم، في حين خفّضت شركات كهرباء يابانية قدراتها التشغيلية، لكن دون انقطاع كامل، حفاظًا على استقرار الشبكة.

استمرار التهديدات من الزلازل والبراكين
شهدت كامتشاتكا أيضًا ثورانًا لبركان "كليوتشيفسكايا سوبكا" بعد الزلزال؛ ما زاد من مخاطر تضرر قطاع الطاقة بفعل الرماد البركاني، والهزات المصاحبة له.
وأفادت الخدمة الجيوفيزيائية الروسية بأن مركز الزلزال يقع في منطقة نشطة جيولوجيًا ضمن "حلقة النار"؛ ما يجعل حدوث موجات تسونامي إضافية أو زلازل لاحقة أمرًا مرجّحًا خلال الأسابيع المقبلة.
وأعلنت هاواي، وكاليفورنيا، والمكسيك، وتايوان، والبيرو، والصين، وكندا، حالة تأهب، وفعّلت خطط الدفاع المدني لحماية منشآت الطاقة والمرافق الساحلية من امتداد تأثير تسونامي زلزال روسيا.
وأصدرت البحرية التشيلية والإكوادورية تحذيرات من أمواج عالية، في حين طلبت الولايات المتحدة من السفن مغادرة المواني.
في المقابل، لم تُسجل إصابات بشرية خطيرة حتى الآن، وتواصل فرق الإنقاذ تقييم الخسائر، في حين يُنتظر إصدار تقرير شامل لتحديد حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، ومدى تأثر عمليات الشحن البحري.

الخلاصة..
ما تزال تداعيات تضرر قطاع الطاقة في المحيط الهادئ قيد الرصد، خصوصًا مع استمرار الزلازل الارتدادية، واحتمالات التسونامي المتكررة.
ورغم أن الإمدادات لم تتوقف بعد، تبقى هذه الحادثة مؤشرًا على هشاشة مواقع الطاقة في المناطق النشطة جيولوجيًا، وضرورة تعزيز صمودها أمام الكوارث الطبيعية.
موضوعات متعلقة..
- صدع زلزالي قد يعطل استئناف تشغيل مفاعل نووي في اليابان (فيديو)
- زلزال اليابان يضرب محطات الكهرباء ويترك الآلاف في الظلام
-
حقول النفط والغاز في روسيا.. أبرز الإمكانات والاحتياطيات (ملف خاص)
اقرأ أيضًا..
- الطلب على الكهرباء عالميًا يواصل النمو المتسارع حتى 2026.. وهذه توقعات المناطق
- نتائج أعمال أدنوك للحفر في الربع الثاني 2025.. الأرباح تصعد 19%
- العراق يعتمد 3 محاور لتأمين الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء
- اكتشاف نفط في تركيا باحتياطيات 57 مليون برميل
المصادر:
- تفاصيل زلزال كامتشاتكا، من وكالة "تاس" الروسية.
- ثوران بركان كليوتشيفسكايا سوبكا في كامتشاتكا بعد وقوع الزلزال، من "تاس".