
شهد ميناء صحار والمنطقة الحرة له توقيع مذكرة تفاهم مع شركة سويسرية لتطوير الهيدروجين الطبيعي في سلطنة عمان، في خطوة جديدة لدعم إستراتيجية الطاقة الوطنية وخطط التحول نحو مصادر منخفضة الكربون.
تسعى سلطنة عمان إلى ترسيخ مكانتها بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة، وسط اهتمام دولي متزايد بالهيدروجين الطبيعي، لما يتمتع به من جدوى اقتصادية وبيئية مقارنة بالبدائل الأخرى.
وتُركّز المذكرة الجديدة على تطوير سلسلة القيمة المتكاملة للهيدروجين الطبيعي في سلطنة عمان، بدءًا من الاستكشاف، ووصولًا إلى المعالجة، والتخزين، وتحديد مستويات الطلب المحلي والدولي.
وبحسب بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، جاء هذا التوقيع استكمالًا لتفاهم سابق بين شركة هاينات السويسرية ووزارة الطاقة والمعادن في فبراير/شباط 2025.
شراكة إستراتيجية في ميناء صحار
تسعى الشراكة الجديدة إلى تقييم مواقع إنتاج الهيدروجين الطبيعي في سلطنة عمان، وبناء مرافق متخصصة للتخزين والمعالجة، بالتوازي مع تحسين البنية التحتية اللوجستية بالميناء والمنطقة الحرة.
وتشمل المذكرة تنسيق مستويات الطلب في القطاعات الصناعية والنقل، إضافة إلى دراسة فرص التصدير إلى الأسواق العالمية ضمن خطة متكاملة تدعم الأولويات الوطنية.

وتتيح المذكرة لشركة هاينات تنفيذ دراسات الجدوى الفنية، وفق جدول زمني واضح، ما يُعزّز فرص تطوير الهيدروجين الطبيعي في سلطنة عمان بصفته مصدر طاقة مستدامًا.
وقال الرئيس التنفيذي لميناء صحار إيميل هوخستيدن، إن المذكرة تجسّد التزام الميناء والمنطقة الحرة بدعم طموحات سلطنة عمان في مجال الطاقة منخفضة الانبعاثات.
وأكد أن الشراكة مع هاينات تمهّد لبناء اقتصاد جديد قائم على الهيدروجين، وتعزز مكانة ميناء صحار بصفته مركزًا لصناعات الطاقة النظيفة والنمو الصناعي المستدام.
دعم دولي لتحوُّل الطاقة في سلطنة عمان
أوضح رئيس مجلس إدارة هاينات السويسرية ستيفان آفر أن الاتفاق يمثّل خطوة عملية نحو تسريع تطوير الهيدروجين الطبيعي بصفته مصدرًا متجددًا للطاقة ومنخفض الكربون.
وأشار إلى أن المشروع يُسهم بدعم أهداف التنمية المستدامة في سلطنة عمان، من خلال إيجاد حلول طاقية متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي والخبرة الجيولوجية.
ويُتيح هذا التعاون فرصة استكشاف الإمكانات الكامنة للهيدروجين الطبيعي في سلطنة عمان، ضمن رؤية تستهدف تنويع مصادر الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني على المدى الطويل.
ويؤدي ميناء صحار والمنطقة الحرة دورًا محوريًا في جذب الاستثمارات بمجالات الطاقة النظيفة، من خلال مشاريع تدعم مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن تصبح سلطنة عمان أحد أهم المنتجين والمصدّرين للهيدروجين الطبيعي في المنطقة، بفضل موقعها الجغرافي وقدراتها الفنية المتنامية.
ما هو الهيدروجين الطبيعي؟
تُعرِّف منصة الطاقة المتخصصة الهيدروجين الطبيعي على أنه غاز يتكوّن بصورة حرة في طبقات الأرض، ويُستخرج عبر التكسير المائي تحت ضغط مرتفع.
ويُطلَق عليه أيضًا اسم "الهيدروجين الأبيض"، تمييزًا له عن الأخضر المستخلص من الماء، والأزرق الناتج من الوقود الأحفوري مع احتجاز الكربون.
ويعتمد إنتاج أغلب الهيدروجين العالمي على الوقود الأحفوري، ما يرفع الانبعاثات، في حين إن التحليل الكهربائي للماء يبقى مكلفًا رغم انخفاض انبعاثاته.
لذا يحظى الهيدروجين الطبيعي باهتمام متزايد، نظرًا لرخص كلفته وإمكاناته بكونه حلًا منخفض الكربون، وهو ما تسعى سلطنة عمان لاستغلاله خلال المرحلة المقبلة.
ورغم الجدل العلمي حول تجدُّد هذا المورد، فإن التفاعلات التي تؤدي إلى تكوينه أسرع من تلك الخاصة بالنفط، ما يجعله مرشحًا قويًا في مستقبل الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان تتجه نحو الريادة عالميًا (تقرير)
- الهيدروجين الطبيعي.. خريطة الدول المشاركة في سباق الاستكشاف (تقرير)
- ما هو الهيدروجين الطبيعي وحجم احتياطياته عالميًا؟
اقرأ أيضًا..
- لماذا يحتاج العالم إلى الغاز المسال في معادلات الطاقة الجديدة؟
- تطورات بـ10 مشروعات هيدروجين أوروبية.. نظرة متفائلة رغم التحديات
- كشف مفاعل نووي متطور ينتج 1.2 غيغاواط من الكهرباء
المصدر..