رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

سعة الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي تتباطأ للمرة الأولى في عقد (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • مستهدفات الطاقة الشمسية 2030 لدى أوروبا في مهب الريح
  • بعض حكومات أوروبا تخفّض دعم الألواح الشمسية على الأسطح
  • يتطلّع الاتحاد الأوروبي إلى تركيب سعة شمسية قوامها 64.2 غيغاواط هذا العام
  • سعر الفائدة المرتفع وعدم اليقين الاقتصادي أسهما في تراجع السعة الشمسية
  • مثّلت الطاقة الشمسية 22% من الكهرباء المولّدة بالتكتل في يونيو

سجّل نمو الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي انخفاضًا سنويًا هو الأول من نوعه منذ أكثر من 10 سنوات؛ ما يضع مستهدفات القارة المخطط تحقيقها بحلول عام 2030، في مهب الريح.

ووفق تقرير حديث صادر عن رابطة سولار باور يوروب (SolarPower Europe)، يأتي تباطؤ نمو طاقة الشمس في دول التكتل في أعقاب معدلات نمو استثنائية سنوية في السوق خلال عام 2022 (بنسبة 47%)، وفي عام 2023 (بنسبة 51%)، قبل أن يستقر النمو عند 3.3% في العام الماضي.

ولتحقيق مستهدف الاتحاد الأوروبي لعام 2030، وإنجاز أهداف إزالة الكربون والقدرة التنافسية، يتعيّن على حكومات أوروبا أن ترفع سعة التركيبات الشمسية إلى نحو 70 غيغاواط سنويًا خلال المدة المتبقية من العقد، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتشير التوجهات الحالية إلى أن أوروبا ستخفق في تحقيق المستهدفات المذكورة، مع توقعات بأن تحقق سعة شمسية قوامها 727 غيغاواط بحلول عام 2030، مقارنةً بالسعة المطلوبة البالغة 750 غيغاواط.

أسباب التراجع

يُعزى التباطؤ في نمو سعة الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي إلى تدافع بعض الحكومات نحو خفض الدعم المخصص للألواح الشمسية على الأسطح، وفق أحدث البيانات الصادرة عن الصناعة.

ويعكس هذا التوجه التحول في الأولويات السياسية في أوروبا في الوقت الذي قلّصت فيه بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الإجراءات "الخضراء" أو حتى دعم الطاقة النظيفة المخصص من الموازنات التي تعاني أصلًا ضغوط الإنفاق على الدفاع والصناعات المحلية.

ويمضي الاتحاد الأوروبي في خططه لتركيب سعة طاقة شمسية جديدة قوامها 64.2 غيغاواط هذا العام، تراجعًا بنسبة 1.4% من السعة المركبة في العام الماضي والبالغة 65.1 غيغاواط، بحسب ما قالته رابطة "سولار باور يوروب"، وهي منظمة أوروبية تمثّل قطاع الطاقة الشمسية.

وتساعد التركيبات الجديدة في تحقيق هدف الطاقة الشمسية الذي حددته المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- لهذا العام، والبالغة سعته 400 غيغاواط.

وبحلول نهاية العام الجاري، ينبغي أن تلامس سعة تركيبات الطاقة الشمسية في أوروبا 402 غيغاواط.

عمّال داخل محطة للطاقة الشمسية
عمّال داخل محطة للطاقة الشمسية - الصورة من نورديك سلولار

شلل القطاع

قال العضو المنتدب في شركة إنيريكس (enerix) الألمانية المتخصصة في تركيبات الأنظمة الكهروضوئية، بيتر كنوث: "ثمة نوع من الشلل؛ وما يزال هناك اهتمام، غير أن الأشخاص لا يتخذون قرارات"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف كنوث أن هناك عوامل عدة قد أسهمت في تراجع الطلب على الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المشتريات المبكرة في عامَي 2022 و2023 وزيادة أسعار الفائدة، وعدم اليقين الاقتصادي، من بين أخرى عديدة.

ويمثّل التراجع في الطلب السنوي على الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي، المرة الأولى التي يتباطأ خلالها السوق في القارة منذ عام 2015؛ ما يعرقل التقدم السريع في تحول أوروبا نحو الطاقة النظيفة.

وزاد نمو الطاقة الشمسية في أوروبا بنسبة 51% في عام 2023، على الرغم من أن العام الماضي قد شهد تراجعًا في سعة هذا المصدر النظيف للطاقة، حتى وصلت إلى 3%.

وفي شهر يونيو/حزيران الماضي، مثّلت الطاقة الشمسية 22% من إجمالي الكهرباء المولدة داخل بلدان الاتحاد الأوروبي؛ ما يجعل المنطقة أكبر مصدر فردي لتوليد الكهرباء في المنطقة خلال المدة نفسها.

غير أن معدلات نشر الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي تعني أن المنطقة ستسجل انخفاضًا بنحو 27 غيغاواط، من إجمالي السعة التي ترى "سولار باور يوروب" أنها لازمة لتحقيق أهداف المناخ في دول التكتل بحلول نهاية العقد الحالي، وإنجاز خطط التخلص من إمدادات الطاقة الروسية.

الطاقة الشمسية على الأسطح

يُعزى السبب الرئيس في تباطؤ معدلات نشر الطاقة الكهروضوئية إلى قلة تركيبات الألواح الشمسية على الأسطح، وهو القطاع الذي يُتوقع أن يمثّل 15% من إجمالي السعة الجديدة هذا العام؛ ما يعادل نحو نصف حصتها خلال المدة من عام 2020 إلى 2023، والبالغة نحو 30% آنذاك.

وتؤجّل الأسر حاليًا تركيب الألواح الشمسية على الأسطح في الأسواق التي ما تزال تتسم بقوة الأداء مثل إيطاليا وهولندا والنمسا وبلجيكا والتشيك والمجر.

ويُعزى توجه الأسر في الأسواق المذكورة إلى انحسار تأثير أزمة الطاقة التي اندلعت شرارتها في أوروبا في عام 2022.

وفي السواد الأعظم من تلك الأسواق، يؤدّي إلغاء برامج التحفيزات دون إيجاد بدائل مناسبة إلى انهيار سوق الألواح الشمسية على الأسطح بأكثر من 60% قياسًا بعام 2023.

وبالمثل، تسجّل بولندا وإسبانيا وألمانيا انخفاضًا بنسبة تزيد على 40%.

محطة للطاقة الشمسية في بلدة فرنويشن الألمانية
محطة للطاقة الشمسية في بلدة فرنويشن الألمانية - الصورة من رويترز

ألمانيا وفرنسا

تُعد ألمانيا وفرنسا من بين البلدان التي تخفّض مدفوعاتها الخاصة بتعرفة التغذية بالنسبة إلى الطاقة الشمسية على الأسطح. كما تقلل هولندا الدعم الممنوح للأسر التي تصدّر ما لديها من فائض في الطاقة الشمسية إلى الشبكة.

وأوضح العضو المنتدب في شركة "إنيريكس" بيتر كنوث، أن الأقاويل المضللة بشأن قانون أقرّته الحكومة الألمانية السابقة في فبراير/شباط الماضي الذي يلغي التعويضات لشبكة الطاقة الشمسية خلال أوقات الذروة إلى جانب التغييرات في قانون التدفئة المتجددة؛ أثرت أيضًا في الطلب.

وأكمل: "خطط الحكومة الألمانية الجديدة لتقييم الحاجة إلى مصادر الطاقة المتجددة، والتعهدات بشأن التوسع في محطات الكهرباء بالغاز، لم تساعد كذلك في هذا الخصوص".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
1.سعة الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2025، من "تقرير رابطة سولار باور يوروب".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق