الطاقة الشمسية والرياح في تكساس تترسخان رغم معارضة واشنطن (تقرير)
قد يتجاوز إنتاج الطاقة الشمسية والرياح الفحم خلال العام الجاري
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

بلغ إنتاج الطاقة الشمسية والرياح في تكساس مستويات غير مسبوقة خلال الشهور الأخيرة، رغم تعالي الأصوات السياسية في واشنطن المناهضة للطاقة المتجددة.
فخلال النصف الأول من عام 2025، شكّلت الطاقة الشمسية والرياح معًا 40.2% من إجمالي الكهرباء المنتجة بشبكة "إركوت" -مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس (ERCOT)- الهيئة المسؤولة عن تلبية 90% من الطلب على الكهرباء في الولاية.
وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- فإن الطاقة الشمسية والرياح في تكساس ستتفوقان على الفحم في إنتاج الكهرباء خلال هذا العام، وهي أكبر ولاية أميركية في استهلاك الكهرباء.
وتشير هذه المعطيات إلى أن موثوقية الطاقة المتجددة في تكساس، وتحديدًا الطاقة الشمسية، باتت واقعًا ملموسًا خاصة خلال أوقات الذروة.
إنتاج الطاقة الشمسية والرياح في تكساس
أظهر التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي أن الطاقة الشمسية والرياح في تكساس تؤديان دورًا مهمًا بقطاع الكهرباء، إذ ما تزال طاقة الرياح تمثّل الحصة الأكبر من إنتاج الكهرباء المتجددة داخل شبكة "إركوت"، لكن الطاقة الشمسية بدأت تقود موجة النمو الحالية.
وتجاوز إنتاج الطاقة الشمسية 31 مليون ميغاواط/ساعة حتى منتصف عام 2025، وهو ما يزيد على ضعف إنتاجها خلال المدة نفسها قبل عامَيْن، ويكاد يساوي إنتاجها السنوي الكامل لعام 2023، ويرجع ذلك إلى توسع مشروعات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق.
ورغم أن الفحم كان متقدمًا بفارق سنوي قدره 10 ملايين ميغاواط/ساعة خلال العام الماضي، فإن مؤشرات العام الجاري ترجح تجاوز الطاقة الشمسية هذا الحاجز على مدار العام، حتى مع ارتفاع إنتاج الفحم نتيجة ارتفاع أسعار الغاز.
وكشف التقرير عن أن إنتاج الكهرباء بالفحم في تكساس ارتفع إلى 29.9 مليون ميغاواط/ساعة حتى يونيو/حزيران، لكنه بقي دون إنتاج الطاقة الشمسية التي أصبحت ثالث أكبر مصدر للكهرباء بعد الغاز والرياح، بحصة بلغت 13.3% من إجمالي التوليد، وهو ما يعادل ضعف حصتها قبل 3 سنوات، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ذروة الطلب في تكساس
بالإضافة إلى ذلك، سلّط تقرير معهد اقتصادات الطاقة، الضوء على إسهام الطاقة الشمسية في تلبية الطلب خلال ساعات الذروة، وهو من المؤشرات المهمة على موثوقية مصادر التوليد.
فخلال المدة من 14 يونيو/حزيران (2023) وحتى نهاية الشهر، بلغ إسهام الطاقة الشمسية في ساعة الذروة قرابة 9.773 ألف ميغاواط، وهو ما يعادل 13.3% من الطلب، بتفاوت يتراوح من 10.4% و15.2% على مدار الأيام.
وخلال الشهر نفسه من 2024، ارتفع إنتاج الطاقة الشمسية في ساعات الذروة إلى 16.614 ألف ميغاواط، لتغطي في المتوسط 19.9% من الطلب.
أما في يونيو/حزيران الماضي (2025)، فقد تجاوز متوسط توليد الطاقة الشمسية وقت الذروة 20.745 ألف ميغاواط، ما يعادل 27.7% من إجمالي الطلب.
ولم ينخفض إسهام الطاقة الشمسية عن 22% طوال الشهر، حتى مع تسجيل رقم قياسي في إجمالي الطلب البالغ 45.1 مليون ميغاواط/ساعة، ومتوسط ذروة وصل إلى 74.766 مليون ميغاواط.
وأسهمت الطاقة الشمسية والرياح لدى تكساس في تغطية 45% من ذروة الطلب على الكهرباء، ارتفاعًا من 36% في الشهر المقابل له خلال عام 2024.

تطورات الطاقة الشمسية والرياح في تكساس
منذ صيف العام الماضي، أضاف المطورون 5.395 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية، و3.821 ألف ميغاواط من سعة تخزين البطاريات القابلة للتوزيع، إلى جانب 253 ميغاواط من طاقة الرياح الجديدة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأظهرت الطاقة المتجددة والبطاريات موثوقية عالية، بعكس محطات الفحم التي تعاني أعطالًا مفاجئة خلال الصيف الجاري.
ففي يومي 11 و12 يوليو/تموز، خرج 5.019 ألف ميغاواط من الكهرباء العاملة بالفحم عن الخدمة، ما يعادل 36.9% من سعة الفحم المعتمدة في الشبكة، وتفاقمت الأزمة مع خروج وحدتَيْن تعملان بالفحم عن الخدمة طوال مدة ذروة الطلب الصيفية.
في المقابل، سجّلت الطاقة الشمسية يوم 10 يوليو/تموز رقمًا قياسيًا بلغ 28.071 ألف ميغاواط، وفي مساء اليوم التالي، ضخت البطاريات 6.309 ألف ميغاواط في الشبكة، لتغطي 9.2% من الطلب.
وخلال اليوم نفسه الذي تعطّلت فيه محطات الفحم، غطّت الطاقة الشمسية والرياح في تكساس أكثر من 50% من الطلب لمدة تجاوزت 6 ساعات، وبلغتا 49.6% عند ساعة الذروة.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع أسعار الكهرباء في تكساس بعد انخفاض إنتاج الرياح
- الرسوم الجمركية الأميركية على محولات الكهرباء المكسيكية قد تضع تكساس في ورطة (تقرير)
- تخزين الكربون في تكساس يواجه تهديدات الزلازل وانفجار آبار النفط (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أوبك تتوقع ارتفاع طاقة التكرير العالمية 19 مليون برميل يوميًا بحلول 2050
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تنخفض لأقل مستوى في 3 أشهر
- أكبر 5 دول مصدرة للغاز المسال في أفريقيا خلال النصف الأول من 2025
المصدر: