أسعار الوحدات الشمسية العالمية تنخفض.. وأميركا تسلك طريقًا معاكسًا

سجّلت أسعار الوحدات الشمسية العالمية -مؤخرًا- انخفاضًا يعيد السوق إلى أسعار مطلع العام الجاري 2025، وسط تساؤلات حول السيناريوهات والتوقعات حتى نهاية العام.

وتأثرت مستويات الأسعار ببعض المستجدات في الطلب الصيني وفائض السوق الأوروبية، التي أدّت في نهاية المطاف إلى زيادة حدة المنافسة، وفق معطيات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

وتتجه الأنظار إلى أداء السوق خلال النصف الثاني من العام، في ظل شكوك حول قدرة المسارات المناخية على تلبية الطلب بالقدر الكافي.

أما في السوق الأميركية فكانت أسعار الوحدات الشمسية أكثر انتعاشًا لتسجل رقمًا قياسيًا في مايو/أيّار الماضي.

أسعار الوحدات الشمسية

قُدّر انخفاض أسعار الوحدات الشمسية -خلال الأسابيع الأخيرة- بما يتراوح بين 5 و8%، لتستعيد زخم مستويات مطلع العام الجاري، عقب تحرك سعري محدود في يونيو/حزيران الماضي.

ورغم أن التراجع يعود بالنفع على المستهلك، فإنه يشكل عقبة أمام منتجي الوحدات إثر تراجع الأرباح، وفق معلومات نقلتها مجلة بي في ماغازين.

ويترقب الطرفان (المنتجون، والمستهلكون) قياس "واقع" السوق بناء على تقدير الاتجاه المستمر لها؛ إما بمواصلة الاتجاه الهبوطي، وإما باعتبار الانخفاض مرحلة مؤقتة.

وسجّل سعر الوحدة هبوطًا بنحو 0.02 يورو (0.023 دولارًا أميركيًا)/واط، بعد زيادات شهرية متتالية، ويعود ذلك لأسباب عدة نذكر منها:

• تراجع الطلب المحلي الصيني مدفوعًا بإلغاء الدعم.
• انخفاض أسعار السيليكون في الصين.
• فائض المعروض وزيادة صادرات الوحدات.
• تسجيل أسعار الوحدات الزجاجية الثنائية مستوى أقل من 0.10 يورو/واط بعد التسليم والتركيب، بمشروعات المرافق الأوروبية.

واقع الشركات

تعاني شركات إنتاج معدات الطاقة الشمسية خسائر، على مدار العامَيْن الماضيَيْن، ومن شأن تراجع الأسعار أن يعمّق معاناتها.

ووقعت الشركات الصينية تحت ضغط، بعد إلغاء الدعم الحكومي والإعفاءات، وفرض قيود على القروض ذات الفوائد المنخفضة.

وتعوّل الحكومة على حجم الانتشار الكبير للشركات الصينية في السوق العالمية، إلى حد يجعلها تعمل دون الحاجة إلى الدعم، لكن يبدو أن هذه المتغيرات تحوّلت إلى تحديات اقتصادية ومناخ منافسة قوي.

ويبحث المصنعون إعادة النظر في اتفاقيات تحديد أسعار الوحدات الشمسية، لكن هذا الحل يبدو غير مجدٍ لانفصال الشركات بعضها عن بعض في سلاسل التوريد.

وتؤدي سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب دورًا في هذا الشأن، خاصة مع فرض الرسوم الجمركية، ما انعكس على تغيير خريطة الموردين.

أما بالنسبة إلى السوق الأوروبية فقد تشهد استمرار التراجع خلال الأشهر الـ6 المتبقية من العام، في ظل المنافسة بين موارد الطاقة وتأخير الإطار الزمني لتنفيذ الأهداف المناخية، ما يرسّخ ضعف الاستثمارات.

السوق الأميركية

جاء واقع السوق الأميركية مختلفًا بعض الشيء مقارنة بالصعيد العالمي، بعد زيادة أسعار الوحدات الشمسية على مدار الأشهر الـ6 الفائتة.

واختتمت السوق في أميركا العام الماضي بزيادة نسبتها 4%، من 0.01 دولارًا للواط إلى 0.26 دولارًا للواط.

وسجّلت أسعار نهاية النصف الأول من العام الجاري (يونيو/حزيران) 0.27 دولارًا/واط، بتراجع من مستوى قياسي بلغته في مايو/أيّار عندما وصلت إلى 0.28 دولارًا/واط.

وترتفع أسعار شهرَي مايو/أيّار ويونيو/حزيران، مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني الذي سجّل 0.25 دولارًا/واط، حسب بيانات نقلها موقع بي في تك عن تقرير شركة أنزا.

وشهد النصف الأول من العام تعديلات سياسية بعد رسوم ترمب -التي فرضها بنسبة 20% على الواردات من الصين، و20% على واردات كندا والمكسيك- بموجب قانون "الطوارئ الاقتصادية" المقر منذ عام 1977.

ويُعزى انخفاض يونيو/حزيران على أساس شهري إلى تراجع تكلفة الشحن، وتحمّل المصنّعين جانبًا من الرسوم، واستيراد مكونات معدات من أسواق جديدة مثل إندونيسيا وشمال أفريقيا، حسب تقرير بي في ماغازين أميركا.

موضوعات متعلقة..

• توقعات بارتفاع أسعار الوحدات الشمسية نهاية 2025.. وأنباء صادمة للموردين
• آخر مصنع لإنتاج الوحدات الشمسية في ألمانيا ينهار أمام الهيمنة الصينية
• السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية في أميركا.. كيف تتأثر بإلغاء الإعفاءات الضريبية؟

اقرأ أيضًا..

• واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تنخفض لأقل مستوى في 3 أشهر
• حقول النفط والغاز في فنزويلا.. ملف خاص عن الاحتياطيات والإنتاج
• التقرير السنوي لأمين عام أوابك يكشف تطورات أسواق النفط والغاز العربية

المصادر:

• أسعار وحدات الطاقة الشمسية العالمية، من بي في ماغازين.
• تقديرات شركة "أنزا" للأسعار في أميركا خلال 6 أشهر، من بي في تك.
• تأثير الرسوم الجمركية وإلغاء الإعفاءات الضريبية في الطاقة الشمسية الأميركية، من بي في ماغازين أميركا.