تعويضات الكربون تهدد استثمارات الحلول الخضراء في أوروبا (تقرير)
نوار صبح

- المفوضية الأوروبية تسمح بدمج تعويضات الكربون لتحقيق خفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول عام 2040
- قطاع النقل في أوروبا سيمثّل 45% من انبعاثات الاتحاد الأوروبي في عام 2030
- سيتعين على الاتحاد الأوروبي تطبيق تدابير طموحة لكهربة أساطيل الشركات
- السماح لتعويضات الانبعاثات بتحقيق أهداف المناخ يُعدّ تهرّبًا من المسؤولية
تهدد تعويضات الكربون حوافز الاستثمارات في الحلول الخضراء في أوروبا، بما في ذلك التقنيات النظيفة، ما قد يعوق خطط القارة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
ويرى محللون -وفق تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن دمج أرصدة الكربون الدولية في هدف خفض الانبعاثات يُعدّ مخالفًا للالتزامات السابقة لدى المفوضية الأوروبية.
ومن المتوقع أن يُضعف قرار المفوضية الأوروبية باحتساب تعويضات الكربون لتحقيق هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول عام 2040، جهود أوروبا المناخية.
وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستلتزم بهدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول عام 2040، ما يمنح شركات صناعة السيارات وشركات الطيران والشحن ومنتجي الوقود والصناعات الرئيسة في أوروبا ثقةً بمستقبل أوروبا الأخضر.
وقالت المفوضية، إن الاقتراح من شأنه أن يعزّز الهدف الملزِم الحالي المتمثل في خفض هذه الأنواع من الانبعاثات بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030.
أرصدة الكربون
يري تقرير حديث صادر عن مؤسسة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت"(Transport & Environment) غير الحكومية المعنية بشؤون البيئة، أن المفوضية فتحت الباب أمام الدول لاستعمال أرصدة الكربون لتحقيق هذا الهدف.
ويُخالف هذا الالتزامات السابقة للمفوضية، ويُشكّل سابقةً قد تسمح بتخفيف التزامات مناخية أخرى من خلال التعويضات، حسبما أشارت مؤسسة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت".
وأظهر تحقيقٌ أُجري قبل عامين أن أكثر من 90% من تعويضات الكربون في الغابات المطيرة، التي تُقدّمها أكبر جهة مُعتمدة في العالم، لا قيمة لها.
بدورها، تُقلل تعويضات الكربون من حافز الاستثمار في الحلول الخضراء المُجرّبة تقنيًا والمتاحة، وفقًا لمؤسسة " ترانسبورت آند إنفيرونمنت".
وأوضحت المؤسسة أن تحقيق هدف قوي بحلول عام 2040 يعزز أمن الطاقة، ويُمكن أن يُوفّر على أوروبا مليارات اليوروهات من واردات الوقود الأحفوري.
وفي وثيقة عمل المفوضية الأوروبية بشأن هدف عام 2040، أُشيرَ إلى أن هذا الهدف يُمكن أن يُوفّر ما بين 75 و100 مليار دولار سنويًا من النفط - الذي سيُستورَد معظمه.

انبعاثات النقل في أوروبا
يُعدّ تحديد هدف قوي أمرًا بالغ الأهمية لقطاع النقل في أوروبا، الذي سيمثّل وحده 45% من انبعاثات الاتحاد الأوروبي في عام 2030.
وللوصول إلى هدف الـ90%، يتعين على الاتحاد الأوروبي مقاومة الضغوط الرامية إلى إضعاف هدفه المتعلق بالسيارات المحايدة كربونيًا بحلول عام 2035، وضريبة الكربون المفروضة على الوقود الأحفوري.
وسيتعين عليه تطبيق تدابير طموحة لكهربة أساطيل الشركات، وفرض ضرائب على قطاع الطيران، وتحقيق أهداف تتعلق بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الشاحنات، وأهداف تتعلق بالوقود الأخضر للسفن والطائرات.
وقال مدير سياسة المناخ لدى مؤسسة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت"، فيديريكو تيريني: "سيوفر هدف الـ90% لشركات صناعة السيارات وشركات الطيران وشركات الشحن ومنتجي الوقود في أوروبا اليقين اللازم للاستثمار في التقنيات الخضراء.
وبيّن أن "السماح لتعويضات الانبعاثات بتحقيق أهداف المناخ يُعدّ تهرّبًا من المسؤولية، ويخاطر بتحويل الصفقة الخضراء الأوروبية إلى مجرد "حبر على ورق".
في المقابل، لا يوجد دليل على أن تعويضات الانبعاثات تعمل على النحو المنشود، ويعكس ذلك تراجعًا مقلقًا عن لوائح المناخ الأوروبية، وسيضرّ بريادة الاتحاد الأوروبي ومصداقيته مع اقتراب قمة المناخ كوب 30".
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوروباروميتر (Eurobarometer) أن أكثر من 80% من الأوروبيين يؤيدون هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
معالجة تأثيرات تغير المناخ
قالت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين: "مع تزايد شعور المواطنين الأوروبيين بتأثير تغير المناخ، فإنهم يتوقعون من أوروبا أن تتحرك".
وأضافت: "يتطلع إلينا القطاع الصناعي والمستثمرون لتحديد مسار واضح، ونحن نُظهر أننا نتمسك بالتزامنا بإزالة الكربون من الاقتصاد الأوروبي بحلول عام 2050".
ويستند اقتراح المفوضية إلى تقييم أثر متعمق ونصائح من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والمجلس الاستشاري العلمي الأوروبي المعني بتغير المناخ، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
يأتي هذا بعد مشاركة كبيرة مع الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي وأصحاب المصلحة والمجتمع المدني والمواطنين، التي أُطلقت بتوصية المفوضية بشأن الهدف في فبراير/شباط 2024.
وبناءً على هذه المشاورات، يحدد الاقتراح الجديد طريقة للوصول إلى هدف عام 2040 بطريقة مختلفة عمّا اتُّبِعَ في الماضي.
ويتمثل أحد العناصر الأساسية في المرونة التي ستأخذها المفوضية في الحسبان عند تصميم الأدوات التشريعية المستقبلية لتحقيق هدف المناخ لعام 2040.
موضوعات متعلقة..
- توقعات بارتفاع أسعار الكربون في أوروبا إلى 160 دولارًا
- نظام تداول الانبعاثات الأوروبي الجديد قد يسجل أعلى سعر للكربون عالميًا
- أسواق تعويضات الكربون تتطلب تطويرًا تجاريًا واسعًا لمواكبة الطلب المتزايد (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكبر 10 دول في احتياطيات الغاز الطبيعي عالميًا.. 4 بلدان عربية تزين القائمة
- تكرير النفط في العراق يترقب إضافة 70 ألف برميل يوميًا من مصفاة النجف
- التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا يترقب عودة شركتين عالميتين بعد غياب 18 عامًا
المصادر..
- اعتماد الاتحاد الأوروبي على أرصدة الكربون يُنذر بتحويل الجهود المناخية إلى "حبر على ورق"، من "كلين تكنيكا"
- "قانون المناخ في الاتحاد الأوروبي يفتح طريقًا جديدً للوصول إلى عام 2040، من موقع المفوضية الأوروبية