غازتقارير الغازرئيسية

خبير: زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بغرض الانتقال للطاقة النظيفة "فخ"

يقوض الاستثمار في المشروعات المتجددة

حياة حسين

وصف خبير اقتصادي زيادة إنتاج الغاز الطبيعي ليلبي احتياجات الطاقة خلال المدة الانتقالية إلى الطاقة المتجددة وتحقيق الحياد الكربوني بـ"الفخ"، الذي سيؤدي إلى ضعف الاستثمارات في المصادر النظيفة وارتفاع تكلفتها، وزيادة انبعاثات الكربون.

وكتب أستاذ إدارة الأعمال والاستدامة والاقتصاد السياسي في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا الأميركية، ديفيد إس لوبيل، مقالًا، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شرح فيه وجهة نظره.

وقال: "لقد خدمتُ مؤخرًا بوصفي شاهدًا خبيرًا في محكمة، وكان السؤال الذي وُضِع أمامي هو: كيف تسهم زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في تغير المناخ؟"

وأضاف: "هذا السؤال يهمّ صنّاع السياسات في أوروبا، في ضوء توقعات بارتفاع هائل بالطلب على الغاز الطبيعي خلال العقود المقبلة".

وأوضح أنه لدى المملكة المتحدة خطط لزيادة الواردات من الغاز الطبيعي، بينما تخطط دول الاتحاد الأوروبي إلى حظر واردات الغاز الروسي، وهو ما دفع النمسا إلى حثّ التكتل على ترك الباب مفتوحًا إلى العودة لاستيراد الغاز الروسي.

إلّا أن الإجابة غير واضحة حتى الآن على هذا التساؤل -من وجهة نظر الكاتب-، فالعالم يجب أن يخفض الاعتماد على مصادر الطاقة المسبّبة للانبعاثات، بما فيها الغاز الطبيعي والفحم والنفط.

وقال: "إن كثيرًا من احتياطيات تلك المصادر يجب أن يظل تحت الأرض، إذا أراد العالم التحكم في الحرارة بحيث لا تزيد على 2 درجة مئوية فوق مستواها قبل الثورة الصناعية، ولن أقول 1.5 درجة مئوية فقط.. وفي المقابل يجب زيادة كهرباء الطاقة المتجددة".

الغاز الطبيعي وقود انتقالي

صنّفت الدول الساعية إلى تحول الطاقة الغاز الطبيعي بوصفه طاقة انتقالية، بسبب انخفاض انبعاثات الكربون منه إلى نصف ما تصدره محطات الفحم، وفق أستاذ إدارة الأعمال والاستدامة وأستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا الأميركية، ديفيد إس لوبيل.

وهذا يعني أن زيادة إنتاج الغاز والاعتماد عليه سيزيح الفحم من مجالات الطاقة، لكن هل يعني ذلك انخفاض الانبعاثات، أو حل المشكلة على المدى الطويل؟

وردّ الكاتب بـ "لا"، مفسرًا ذلك بقوله: إن "الإقبال على إنتاج الغاز الطبيعي سيؤثّر سلبًا في استثمارات الطاقة المتجددة، في حين يُتوقع أن يزيح الفحم من السوق".

"كما أن زيادة إنتاج الغاز الطبيعي تُقلل من استعدادنا لدفع ثمن مصادر طاقة إضافية، وبذلك تأتي الإستراتيجية قصيرة المدى وحسنة النية للتفوق على الفحم بنتائج عكسية، وعلى المدى البعيد لن تكون فعّالة".

وتؤكد النتائج التي توصَّل إليها الكاتب مع آخرين أن الأمر عندما يتعلق بالسوق الأوروبية، فإن الخدعة في الغاز أنه على أرض الواقع مهم، وسيقوم بدور مهم في خفض الانبعاثات على المدى القصير، لكن بعد مدة سيؤثّر سلبًا في استثمارات المصادر المتجددة وتُصبح الانبعاثات أكبر.

طاقة متجددة
طاقة متجددة - الصورة من إيرث أورغ

تفاصيل المشكلة

يشرح ديفيد إس لوبيل كيفية استفادة الدولة المهتمة بالمناخ من الالتزام المسبق بإنتاج كميات أقل من الغاز الطبيعي.

وقال: "إذا افترضنا أن سياسات النرويج تفترض أن التكلفة الاجتماعية لطن الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون ستبلغ 107 يوروهات (وفق منظمة التعاون والتنمية)، ونفترض مستقبلًا أن سياساتها المتّبعة سترفع السعر إلى 205 يوروهات (وهو ما أعلنته الحكومة).. مع هذه الزيادة نُقدّر أن النرويج ستستفيد من خفض إنتاج الغاز بنسبة 10%، إذا استطاعت الالتزام مسبقًا، ما يُشجع الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة.. إذا لم يحدث ذلك، سيؤدي في النهاية إلى زيادة إنتاج الغاز بنسبة 9%".

ولعلاج هذا الأمر يجب زيادة الاستثمارات المباشرة في مشروعات الطاقة المتجددة، والحل الثاني تنظيم أنشطة المنبع في قطاعات الوقود الأحفوري، رغم أن هذا لن يكون ضروريًا إذا التزمت الدول مسبقًا بإنتاج كميات أقل، لكن عند تحفيز منتجات مثل الغاز للحدّ من الفحم، يجب تقييد قدراتها الإنتاجية المستقبلية، حتى تظل استثمارات المصادر المتجددة مُربحة، وفق الكاتب.

ويرى الكاتب أن هناك ضرورة للحدّ من القدرة على تداول ونقل الغاز، خاصة من قبل محطات الغاز المسال التي تبقى مدة طويلة، ما يحدّ من الاستثمارات في المصادر النظيفة.

وقال، إن هذه القرارات مهمة في السياسات التي تضعها الدول في المدى القريب، لتجنُّب مشكلة على المدى البعيد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

مقال فخ الغاز الطبيعي، في فايننشال تايمز

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق