التقاريرالحرب الإسرائيلية الإيرانيةتقارير النفطرئيسيةنفط

كيف تضررت سوق البتروكيماويات بحرب الـ12 يومًا بين إيران وإسرائيل؟

هبة مصطفى

تعدّ الأضرار التي لحقت بسوق البتروكيماويات من أبرز تداعيات حرب الـ12 يومًا بين إسرائيل وإيران، إذ انعكس استهداف المرافق في البلدين على انتظام الإنتاج والصادرات.

وهاجمت إسرائيل بعض المواقع النووية في طهران فجر يوم 13 يونيو/حزيران 2025، وتزامن ذلك مع اغتيال علماء وقادة عسكريين.

وتبادل الطرفان قصف مواقع مختلفة عقب ذلك، وتدخلت أميركا باستهداف 3 مواقع إيرانية لتعطيل البرنامج النووي، وانتهى الأمر بإعلان وقف إطلاق النار عقب 12 يومًا من التصعيد المتبادل.

وخلال هذه المدة، استهدفت إسرائيل بعض مرافق المعالجة في جانب من حقل بارس الجنوبي الإيراني وخزانات وقود ومرافق نفطية ومصانع كيماويات، وردّت طهران بقصف محطة الكهرباء المزودة لمصفاة بازان، ومجمع التكرير في حيفا، ومحطة كهرباء أشدود.

صدمة سوق البتروكيماويات

تأثرت سوق البتروكيماويات بتوقُّف إنتاج بعض المرافق وتعطُّل الصادرات، وكانت الصناعة بالشرق الأوسط في قلب هذه الأضرار المباشرة وغير المباشرة.

وتسببت أضرار المرافق وتعطُّل إنتاجها في تعزيز حالة عدم اليقين، خاصة أنّ توقُّف بعض الصادرات قد يؤدي إلى تذبذب الأسعار.

ورغم إعلان وقف إطلاق النار منذ 10 أيام، فإن مرافق رئيسة ما تزال مغلقة حتى الآن، وظهرت تداعيات ذلك في أسواق الكيماويات والأسمدة وغيرها.

وفي هذا التقرير، نستعرض الأضرار التي لحقت بمرافق صناعة الكيماويات ومشتقاتها في البلدين، والانعكاسات على السوق، وفق ما رصده موقع إس أند بي غلوبال.

صناعة البتروكيماويات في 2025

قطاع البتروكيماويات في إسرائيل

تعدّ مصفاة بازان (مصفاة حيفا) أكبر مصافي النفط في إسرائيل، وتُصدّر بعض المشتقات إلى البحر المتوسط، وأبرز وجهاتها "قبرص، وتركيا، واليونان"، ما يجعلها رئيسة لسوق البتروكيماويات المحلي والإقليمي.

واستهدفت إيران مدينة حيفا بصواريخ بالستية وفرط صوتية، ما نتج عنه أضرار ببعض مرافق التكرير والمعالجة في مصفاة بازان ومحطة الكهرباء الملحقة بها.

وأوضحت المجموعة وقتها أنها تعكف على تشغيل محطة الكهرباء واستعادة التيار، بالتعاون مع شركة الكهرباء الإسرائيلية.

وعلى إثر الاستهداف، اضطرت مجموعة بازان مطالبة بورصة تل أبيب في 16 يونيو/حزيران بإغلاق المصفاة والمجمع ومرافق الشركة والشركات الفرعية التابعة لها أيضًا.

وتتضمن الشركات الفرعية التابعة لمجموعة بازان:

1) شركة كارمل أوليفينز

تدير الشركة الفرعية عددًا من مرافق إنتاج الأوليفينات والبولي أوليفينات، داخل مجمع بازان والمصفاة، في مدينة حيفا.

ويشمل ذلك وحدة تكسير، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 240 ألف طن متري من الإيثيلين، و135 ألف طن متري من البروبيلين.

كما تباشر الشركة محطة لعمليات التحويل (تبادل التفاعلات الكيمائية لزيادة الإنتاج)، بطاقة إنتاجية سنوية 180 ألف طن متري لكل من البروبيلين والبولي إيثلين، و400 ألف طن من البولي بروبيلين.

اندلاع النيران في محطة بازان لتوليد الكهرباء بمدينة حيفا شمال إسرائيل
اندلاع النيران في محطة بازان لتوليد الكهرباء بمدينة حيفا شمال إسرائيل – الصورة من جيروزالم بوست

2) جاديف للصناعات البتروكيماوية:

تنتج شركة جاديف الفرعية المواد العطرية، وتشمل: مواد تدخل في صناعة البلاستيك، والألياف الصناعية، والمطاط، وغيرها، كما تنتج المذيبات ومواد وسيطة أخرى.

قطاع البتروكيماويات في إيران

تشكّل البتروكيماويات ثالث أكبر القطاعات التصديرية في إيران بعد النفط الخام والمشتقات المكررة، وتستهلك طهران محليًا 13 مليون طن متري سنويًا من البتروكيماويات، ويوجَّه ثلثا الإنتاج إلى التصدير.

وتحت ضغط العقوبات الأميركية، تعدّ وجهات التصدير محدودة، لكن تحظى الصين والهند وتركيا بالقدر الأكبر منها.

وتعدّ طهران ثاني أكبر منتج للإيثيلين في الشرق الأوسط بعد السعودية، إذ تنتج 7.88 مليون طن متري سنويًا، بحصّة 23% من إنتاج المنطقة.

وطال القصف الإسرائيلي لإيران بعض أصول المنبع، ومصافي تكرير، وشبكات كهرباء، وموانٍ، ما أدى إلى شلل إنتاج البتروكيماويات.

وتضررت بعض وحدات معالجة الغاز في حقل بارس الجنوبي، والرئيسة لمجمع إنتاج الكيماويات في عسلوية، وتوقّف إنتاج الكيماويات في مرافق عسلوية خوفًا من تكرار الاستهداف.

محطة معالجة في حقل بارس الجنوبي
محطة معالجة في حقل بارس الجنوبي- الصورة من صحيفة نيويورك تايمز

وأغلقت السلطات المعنية في طهران مرفقي الميثانول التابعين لشركتي: "مرجان" و"بوشهر" في عسلوية، اللذين ينتجان 1.65 مليون طن متري سنويًا.

وقدَّر محللون أن 3 منشآت أخرى للميثانول قد تكون توقفت عن الإنتاج، من بينها محطة تابعة لشركة "زاغروس" في عسلوية.

كما تضرر إنتاج الأمونيا والمنتجات المتعلقة بها -بما في ذلك الأسمدة النيتروجينية- في إيران، وتوقفت المنشآت عن الإنتاج منذ يوم 16 يونيو/حزيران.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق