بعد اقترابها من التصدير.. 5 معلومات عن محطة غاز مسال مملوكة لقطر في أميركا
سامر أبووردة

اقتربت محطة غاز مسال مملوكة لقطر في أميركا من دخول مرحلة التشغيل التجاري، وسط تطورات تنظيمية وإنشائية تُمهّد لانضمامها قريبًا إلى قائمة أكبر مشروعات تصدير الغاز في الولايات المتحدة.
ويمثّل المشروع، الذي يقع في ولاية تكساس، شراكة إستراتيجية بين قطر للطاقة وإكسون موبيل الأميركية، ويُتوقع أن يسهم في تعزيز قدرة الولايات المتحدة على تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية.
ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تكتسب المحطة أهمية خاصة بالنظر إلى دورها المرتقب في دعم طموحات قطر للطاقة في قطاع الغاز، لا سيما من خلال التوسع خارجيًا عبر أصول تشغيلية مباشرة، مع سعي الدوحة إلى ترسيخ موقعها في سوق الغاز المسال العالمية.
وفي هذا السياق، طلبت شركة غولدن باس للغاز الطبيعي المسال -التي تتولى تطوير المحطة- من الجهات التنظيمية الأميركية الإذن بإعادة تصدير الغاز الطبيعي المسال بدءًا من الأول من أكتوبر/تشرين الأول القادم 2025.
ويأتي هذا الإجراء بالتزامن مع دخول المشروع مراحله النهائية، تمهيدًا للانطلاق الرسمي بعد سنوات من التأخير والتحديات المالية والفنية.
طلب تصدير تجريبي
قدّمت غولدن باس -وهي مشروع مشترك بين إكسون موبيل وقطر للطاقة- طلبًا إلى السلطات الأميركية المختصة لإعادة تصدير شحنة من الغاز الطبيعي المسال، تخطط لاستيرادها لتبريد محطة غاز مسال تقع في سابين باس بولاية تكساس.
ويُعدّ تبريد المنشأة آخر خطوة تقنية قبل بدء مرحلة الإنتاج الفعلي، ما يعكس قرب المحطة من التشغيل الكامل.
ويهدف استيراد الغاز المسال إلى اختبار الجاهزية التشغيلية لمرافق المحطة، التي بلغت مراحلها الإنشائية المتقدمة، تمهيدًا لتدشين صادراتها التجارية لاحقًا خلال العام الجاري (2025).

الطاقة الإجمالية لغولدن باس
تبرز غولدن باس بوصفها محطة غاز مسال مملوكة لقطر في أميركا ضمن أكبر مشروعات التسييل في الولايات المتحدة، إذ تبلغ طاقتها التصميمية نحو 18 مليون طن متري سنويًا.
وتُطوَّر المحطة على عدّة مراحل، تتضمن إنشاء 3 خطوط إنتاج، ما يعزز من مرونتها وقدرتها التصديرية إلى الأسواق العالمية.
وتُسهم هذه السعة في رفع الطاقة الإجمالية لتصدير الغاز الطبيعي المسال من أميركا، التي تُعدّ حاليًا أكبر مُصدّر عالمي لهذا الوقود، مدفوعة بالطلب المرتفع من أوروبا وآسيا، وتوسّع البنى التحتية في ولايات مثل تكساس ولويزيانا.
مشكلات تأخير
واجه المشروع تحديات كبيرة منذ بدء إنشائه، تمثلت في تأخيرات متكررة وتجاوزات مالية كبيرة، ففي مارس/آذار 2024، أعلن المقاول الرئيس آنذاك، شركة "زاكري هولدينجز"، إفلاسه، ما ألقى بظلاله على الجدول الزمني للتنفيذ، وأدى إلى تعطُّل الأعمال لمدّة.
وبحسب بيانات رسمية، تجاوزت تكلفة المشروع الميزانية الأصلية بنحو 2.4 مليار دولار أميركي، نتيجة ارتفاع أسعار المواد، واضطرابات سلاسل الإمداد، ومشكلات متعلقة بالإدارة التنفيذية، وهو ما فرض ضغوطًا على الشريكين الرئيسين، إكسون وقطر للطاقة، لإعادة هيكلة المشروع وضمان تسليمه في الوقت المناسب.
تغييرات في الهيكل التنفيذي للمشروع
عقب انسحاب زاكري، كُلّفت شركة "ماكديرموت إنترناشونال" بدور المقاول الرئيس لخطّ الإنتاج الأول من المحطة.
وتجري حاليًا مفاوضات لتوسيع نطاق عمل الشركة لتتولى إنشاء الخطّين الثاني والثالث، بهدف ضمان التنسيق والالتزام بالجدول الجديد المُعدّل للانتهاء من المحطة بالكامل.
ويُتوقع أن تسهم التعديلات في تسريع وتيرة العمل وتلافي المزيد من التأخيرات، لا سيما مع دخول المحطة مرحلة الاختبارات الفنية اللازمة قبل التشغيل.

إضافة مرتقبة إلى قائمة المصدّرين الأميركيين
مع تشغيل محطة غولدن باس رسميًا، ستُصبح تاسع مُصدّر للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، ما يعزّز موقع أميركا في السوق العالمية، ويُشكّل نقطة قوة إضافية لشركة قطر للطاقة التي تُوسّع أنشطتها خارج الحدود، في ظل ازدياد التنافس على أسواق الغاز.
ويمثّل المشروع أول محطة غاز مسال مملوكة لقطر في أميركا بالكامل ضمن بنية إنتاجية وتشغيلية، بما يعزز من قدرة الدوحة على التحكم بمسارات التوريد وتوسيع قاعدة مستعملي الغاز القطري في العالم.
موضوعات متعلقة..
- قطر للطاقة تعزّز برنامج ناقلات الغاز المسال بصفقة جديدة
- قطر للطاقة وإكسون موبيل تتقدمان في مشروع غولدن باس للغاز المسال
- هل تتأثر إمدادات الغاز المسال العالمية بتأجيل مشروع غولدن باس؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- 5 دول تقود قفزة الطاقة الكهرومائية في أفريقيا.. دولة عربية بالقائمة
- 4 سيناريوهات لفائض الغاز الروسي في ظل تراجع الطلب الأوروبي
- الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. كيف تؤثر في منشآت الطاقة الحيوية للبلدين؟ (مقال)
المصدر: