التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

برنامج الوقود الحيوي في الهند يرهق صغار مُربي الدواجن.. ما علاقته بأسعار الأعلاف؟

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الطلب المتزايد على الذرة في إنتاج الإيثانول أدى إلى ارتفاع حادّ في أسعار الأعلاف
  • الذرة وقصب السكر يُعدّان من المواد الخام الرئيسة في إنتاج الوقود الحيوي
  • زيادة إنتاج الإيثانول تُحوّل المحصول الغذائي عن الاستعمالات التقليدية كعلف للماشية
  • إنتاج الإيثانول يستهلك حاليًا نحو ثلث إجمالي الذرة المزروعة في الهند

يتسبب برنامج الوقود الحيوي في الهند بإرهاق صغار مُربي الدواجن في البلاد الذين يعانون من نقص الإنتاج وارتفاع أسعار الأعلاف.

وبحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُحصي المُزارع ساتياديف براجاباتي، المقيم في بلدة غازيبور شمال الهند، عددًا أقل من البيض الذي تُفقسه دجاجاته البالغ عددها 350 دجاجة، بسبب ارتفاع أسعار أعلافها بنسبة 40%.

وأدى برنامج الوقود الحيوي في الهند سريع التوسع، الذي يهدف لخفض واردات النفط وانبعاثاته، إلى زيادة المنافسة على الذُّرة، ويتحمل صغار منتجي الدواجن العبء الأكبر.

وقال براجاباتي: "إذا ارتفعت أسعار الذُّرة، دون أن يرتفع سعر البيض، فسيكون ذلك عبئًا علينا".

الإيثانول في الهند

تريد الحكومة الهندية أن يكون كل لتر من البنزين المبيع في جميع أنحاء البلاد مزيجًا من وقود الإيثانول بنسبة 20% بحلول نهاية عام 2025.

وتُعدّ الذرة، إلى جانب قصب السكر، من المواد الخام الرئيسة في إنتاج الوقود الحيوي.

في المقابل، فإن زيادة إنتاج الإيثانول في الهند تُحوّل هذا المحصول الغذائي عن الاستعمالات التقليدية كعلف للماشية، ما يؤثر سلبًا في ملايين صغار مُربي الدواجن الذين يعتمدون على الذُّرة لتربية طيورهم.

مزايا استعمال الإيثانول

في دولة تسعى إلى تحقيق أمن الطاقة وخفض الانبعاثات، وفّر مزج وقود الإيثانول في الهند المُصنّع مع البنزين قبل وصوله إلى المستهلكين على البلاد نحو 1.06 تريليون روبية (12.37 مليار دولار) من تكاليف استيراد النفط الخام بين عامي 2014 و2024، وفقًا لبيانات الحكومة الهندية.

وأسهم ذلك في تجنُّب 54.4 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المُسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب خلال العقد نفسه، وفقًا لبيانات حكومية.

وهذا يُعادل تقريبًا انبعاثات نحو 12 مليون سيارة تعمل بالبنزين سنويًا، وفقًا لوكالة حماية البيئة الأميركية.

وارتفع إنتاج الإيثانول المُصنّع من الذُّرة من مليون طن متري في عام 2022 إلى أكثر من 6 ملايين طن متري في عام 2024، ومن المتوقع أن يقفز إلى نحو 11 طنًا متريًا بحلول نهاية عام 2025، وفقًا لتقديرات قطاع علف الذرة.

إنتاج الإيثانول

يستهلك إنتاج الإيثانول، حاليًا، نحو ثلث إجمالي الذُّرة المزروعة في الهند، ما يضعه في منافسة مباشرة مع قطاع الدواجن، الذي يستهلك نحو 60% من الذُّرة الهندية، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

بدوره، صرّح مورّد الذُّرة لمصانع الإيثانول ومصانع أعلاف الدواجن، راجيف رانجان، بأن الأسعار ارتفعت بأكثر من 20% خلال العام الماضي.

وقال الرئيس السابق لجمعية مصنعي أعلاف الماشية المركبة في الهند، سوريش ديورا: "أيّ تقلُّب في توافر الذرة أو تكلفتها يؤثّر مباشرةً في أسعار أعلاف الدواجن".

ونظرًا لأن أسعار البيض تُحدد بناءً على طلب السوق، لا يستطيع صغار المزارعين تحمُّل ارتفاع التكاليف بسهولة.

وتضطر الهند -التي كانت في السابق مُصدرًا صافيًا للذُّرة- الآن إلى استيرادها لتحقيق الاستقرار في العرض المحلي.

وقالت الباحثة لدى مركز دراسات العلوم والتكنولوجيا والسياسات "سي إس تي إي بي" (CSTEP) -وهو مركز أبحاث هندي- راميا ناتاراجان: "إن الطلب الحالي في الهند على الذرة، بما في ذلك الوقود والمشروبات الكحولية والاستعمالات الصناعية، يتجاوز الإنتاج".

وأوضحت أن تحقيق هدف إنتاج 20% من الإيثانول في الهند سوف يتطلب تحويل مساحة من الأرض تبلغ نحو 7 أضعاف مساحة مدينة نيويورك لزراعة ما يكفي من محاصيل الوقود الحيوي، وفقًا لتحليل من مركز دراسات العلوم والتكنولوجيا والسياسات.

بدائل رخيصة

قال المزارع الهندي، ساتياديف براجاباتي، إن ارتفاع التكاليف وانخفاض إنتاج البيض دفعاه إلى اللجوء إلى أعلاف أرخص وأقل جودة، ما يؤثّر سلبًا في عدد البيض الذي تضعه دجاجاته.

ويواجه هو وغيره من صغار مزارعي الدواجن أمراضًا، ونقصًا في فرص الحصول على الائتمان، وموجات حرّ شديدة تُقلل من إنتاج البيض وتزيد من نفوق الطيور.

بدورهم، يرى الخبراء أن أحد الحلول المحتملة يكمن في تقنيات الوقود الحيوي الجديدة.

وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من أنواع الوقود الحيوي تُصنع من محاصيل غذائية مثل الذُّرة، فإن الإيثانول يستعمل مخلّفات المحاصيل والكتلة الحيوية غير الغذائية، ما قد يُخفف الضغط على النظم الغذائية.

وأشارت الباحثة لدى مركز دراسات العلوم والتكنولوجيا والسياسات "سي إس تي إي بي" الهندي، راميا ناتاراجان، إلى أنه إذا أصبح الإيثانول من الجيل الثاني قابلًا للتسويق تجاريًا، فقد يُساعد الهند على تحقيق أهدافها المتعلقة بالخلط دون المساس بالأمن الغذائي أو استعمال الأراضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق