رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

أول قارب يعمل بالأمونيا في العالم ينجز رحلته (فيديو وصور)

محمد عبد السند

أنجز أول قارب يعمل بالأمونيا في العالم رحلته بنجاح في مدينة هيفاي بمقاطعة أنهوي شرق الصين؛ ما يمنح دفعةً قويةً إلى جهود الشحن الأخضر، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ولدى الأمونيا -وهي مادة خام رئيسة تُستعمَل في الصناعات الكيميائية- كثافة طاقة عالية نتيجة طبيعتها منخفضة الكربون، ولا تُنتِج سوى المياه والنيتروجين عند حرقها؛ ما يجعلها وقودًا واعدًا للشحن النظيف الذي يُعوَّل عليه في جهود الحياد الكربوني.

ولم يَنتُج عن الرحلة التي قطعها قارب أنهوي (Anhui) أيّ انبعاثات كربونية على الإطلاق؛ ما يعني ضمنًا السيطرة الفاعلة على أكاسيد النيتروجين الضارة.

وتجاوز القارب تحدياتٍ تقنيةً رئيسةً، بما في ذلك اشتعال بلازما وقود الأمونيا، والاشتعال المستدام، والتكسير التحفيزي الفاعل لغاز الأمونيا لإنتاج الهيدروجين، إلى جانب السيطرة على غاز الهيدروجين –الأمونيا في محركات الاحتراق الداخلي.

ويُتوقع أن تغطي الأمونيا قرابة 45% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول أواسط القرن الحالي 2050، بحسب أرقام وكالة الطاقة الدولية.

غير أن استعمال الأمونيا وقودًا ما يزال يصطدم بالعديد من التحديات التقنية، مثل ضعف الاشتعال والاحتراق غير المستقر.

ظروف الرحلة

تزيد الرحلة التي أنجزها أول قارب يعمل بالأمونيا في العالم في بحيرة تشاوهو شرق الصين، الآمال في تسريع جهود إزالة الانبعاثات من قطاع الشحن البحري الذي لا يمثّل سوى 3% من كل الانبعاثات العالمية، وفق ما أعلنه معهد أبحاث الطاقة التابع للمركز الوطني للعلوم في هيفاي.

وسبق أن نجحت قوارب أخرى في استعمال وقود الأمونيا، مثل غرين بيونير (Green Pioneer) التابع لشركة فورتسكو (Fortescue) الأسترالية، وهو أول قارب يعمل جزئيًا بوقود الأمونيا في العالم، وقارب السحب إن إتش3 كراكن (NH3 Kraken) التابع لشركة أموغي (Amogy)، والذي يعمل بالأمونيا بشكل كامل، غير أنه يحوّل الأمونيا أولًا إلى هيدروجين للاستهلاك بوساطة خلية الوقود.

والقارب الجديد الذي استغرق تطويره عامين هو نتاج تعاون مشترك في مجال التطوير والبحوث بين معهد أبحاث الطاقة التابع للمركز الوطني للعلوم والشركة التابعة له، وهي شنتشن هايكسو نيو إنرجي (Shenzhen Haixu New Energy Co).

ومع ذلك يزعم معهد البحوث الصينية أنه طوّر نظام احتراق داخلي يمكنه العمل بوقود الأمونيا بنسبة 100%.

قارب أنهوي
قارب أنهوي - الصورة من موقع أبحاث الطاقة التابع للمركز الوطني للعلوم في هيفاي

برنامج هيدروجين تجريبي

تطلق الحكومة الصينية برنامج هيدروجين تجريبيًا ضخمًا يستهدف تسريع وتيرة إنتاج الوقود منخفض الانبعاثات والبنية التحتية ذات الصلة، وتعزيز الاستعمال النهائي للوقود.

وقالت الحكومة، إنها أجرت بحثًا خاصًا حول "تقنيتي إشعال البلازما والاحتراق المستمر لوقود الأمونيا النقية، إلى جانب تقنية إنتاج الهيدروجين عبر التكسير التحفيزي الفاعل للأمونيا قبل تطوير نظام إمدادات وقود الأمونيا، وتقنية التكسير، وكلّها تُعدّ التقنيات الأولى من نوعها في الصين".

ويُظهر قارب "أنهوي" إمكانات اندماج الأمونيا والهيدروجين، ليس فقط في مجال الشحن، بل كذلك في النقل البري، والغلايات الصناعية، وخلايا الوقود الثابتة.

ويحوي أول قارب يعمل بالأمونيا في العالم مجموعة مولدات احتراق داخلي عالية السرعة، وتعمل بالغاز بقوة 200 كيلوواط، ومحركي دفع بقوة 100 كيلوواط، إلى جانب نظام دفع مزدوج، وحمولة كاملة تزن 50 طنًا، وسرعة تصل إلى 10 عقدات (11.5 ميلًا في الساعة).

وقال معهد أبحاث الطاقة التابع للمركز الوطني للعلوم في هيفاي: "بعد إنجاز عملية التحقق من التقنية وتصحيح أخطاء النظام، كان إطلاق قارب أنهوي في البحيرة ناجحًا تمامًا".

وأضاف المعهد: "حققنا الأهداف المتوقعة لوقود الأمونيا، بما في ذلك انعدام انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والسيطرة الفاعلة على أكاسيد النيتروجين"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

قارب يعمل بالأمونيا النقية
قارب يعمل بالأمونيا النقية - الصورة من chinadaily

الأوزون التروبوسفيري

على الرغم من أن المواد المذكورة الملوثة للهواء لا تُعدّ غازات دفيئة مباشرة، فإنها تسهم بتكوين الأوزون التروبوسفيري (غاز دفيئة)، بالإضافة إلى الضباب الدخاني والأمطار الحمضية.

ويخطط معهد أبحاث الطاقة التابع للمركز الوطني للعلوم، والشركة التابعة له، لتطوير الأمونيا على نطاق واسع، واستعمالها وقودًا على نطاق تجاري.

من جهته قال الأمين العام للجمعية الصينية للمهندسين البحريين ونغ جونلي، إن الرحلة الناجحة التي نفّذها القارب تمثّل إنجازًا مهمًا نحو استحداث نظام طاقة منخفض الكربون في النقل البحري، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وإذا زادت قوة المحركات العاملة بالأمونيا، لتقاس بالميغاواط، ستتّسع قاعدة تطبيقاتها؛ ما سيُكسبها أهميةً بالغةً في تحقيق أهداف الحياد الكربوني في الصين بحلول عام 2060.

ويُظهِر الفيديو التالي جوانب من رحلة قارب أنهوي في الصين:

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق