استثمارات الأسهم الخاصة في الوقود الأحفوري تُثقل كاهل النظام الصحي الأميركي
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

باتت استثمارات الأسهم الخاصة في الوقود الأحفوري واحدة من أكثر القضايا جدلًا في أميركا، مع تحميلها مسؤولية أضرار صحية تطول المجتمعات الأميركية.
فمنذ عام 2010، استثمرت شركات الأسهم الخاصة أكثر من تريليون دولار في مشروعات الفحم والنفط والغاز الطبيعي، لتشكّل شبكة واسعة من المنشآت التي تمتد من آبار استخراج النفط والغاز إلى محطات توليد الكهرباء ومنشآت تصدير الغاز المسال.
وفي مقابل ذلك، خلّفت استثمارات الأسهم الخاصة في الوقود الأحفوري آثارًا صحية واقتصادية، إذ تقدّر فاتورة تلوث الهواء الناتج عن المشروعات المدعومة من هذه الشركات بين 11.3 و15.1 مليار دولار سنويًا، ويعادل ذلك 31-41 مليون دولار يوميًا، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتفوق هذه التكلفة الموازنة السنوية المخصصة للمعهد الوطني للسرطان في أميركا، البالغة 7.2 مليار دولار لعام 2025.
وإذا استمرت هذه المعدلات على حالها، فإن إجمالي الأضرار الصحية بحلول عام 2034 قد يتراوح ما بين 113 و151 مليار دولار، ويعادل ذلك -تقريبًا- إجمالي ما أنفقته الحكومة الأميركية على برنامج التأمين الصحي للأطفال خلال عقد كامل بين 2014 و2023.
والأخطر أن شركات محدودة، أبرزها "أرك لايت-ArcLight" و"إنرجي كابيتال بارتنرز-Energy Capital Partners" و"كوانتوم كابيتال-Quantum Capital"، تتحمل وحدها مسؤولية نحو 20% من هذه الأضرار.
آثار استثمارات الأسهم الخاصة في الوقود الأحفوري
حلّل التقرير الصادر عن منصة غلوبال إنرجي مونيتور المخاطر الصحية الناتجة عن استثمارات الأسهم الخاصة في الوقود الأحفوري بالولايات المتحدة من ملوثات غير متصلة بغازات الدفيئة، وتشمل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة والجسيمات الدقيقة.
ويقدّر التقرير أن المنشآت التي تدعمها الأسهم الخاصة تتسبّب سنويًا في:
- قرابة 1000 حالة وفاة مبكرة.
- نحو 1500 زيارة طارئة للمستشفيات.
- خسارة أكثر من 27 ألف يوم عمل.
- فقدان أكثر من 250 ألف يوم مدرسي.
وكشف التقرير عن أن 8 منشآت فقط، مملوكة لـ5 شركات، مسؤولة عن 5.1 مليار دولار من أصل 5.6 مليار في الأضرار الصحية السنوية التي تسجّل في منطقتي وسط الأطلسي ونيو إنغلاند، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتُعد ولاية تكساس واحدة من أكثر الولايات تضررًا صحيًا، نتيجة التعداد السكاني الضخم وقربها من حوض برميان للنفط والغاز، المدعوم من شركات الأسهم الخاصة.
كما تقع في ولاية أوهايو محطة "جنرال جيه إم غافين باور" العاملة بالفحم، التي وصفها التقرير بأنها أخطر منشأة، إذ تُلحق وحدها نحو 1.7 مليار دولار من الأضرار الصحية سنويًا، بما يعادل نحو 19% من إجمالي الخسائر الصحية التي رصدها التقرير.

استثمارات الأسهم الخاصة في الوقود الأحفوري تحت المجهر
أظهر تحليل التأثيرات الصحية والمالية الناجمة عن استثمارات الأسهم الخاصة في الوقود الأحفوري على مستوى كل شركة أن 3 شركات فقط، وهي: أرك لايت، وإنرجي كابيتال بارتنرز، وكوانتوم كابيتال، تتحمّل وحدها أضرارًا صحية تتراوح بين 2.5 و3.7 مليار دولار سنويًا.
فبينما تمتلك كوانتوم كابيتال ثاني أكبر عدد من المنشآت (جميعها في أنشطة استخراج النفط والغاز)، تعتمد أرك لايت وكابيتال بارتنرز على منشآت الفحم، وهي من بين الأكثر ضررًا.
وهذه الشركات الـ3 وحدها مسؤولة عن:
- 64 % من حالات الوفاة.
- 52 % من زيارات الطوارئ.
- 76 % من أيام الغياب عن العمل
- 49 % من أيام الغياب المدرسي.
وفي ضوء هذه النتائج، يدعو التقرير إلى إجراءات صارمة وفورية، منها:
- الإفصاح الكامل عن استثمارات الوقود الأحفوري والانبعاثات الناتجة عنها.
- التوقف الفوري عن توسيع منشآت الوقود الأحفوري.
- تقديم خطة انتقال شاملة للطاقة تغطي جميع الاستثمارات.
- دمج مبادئ العدالة البيئية من خلال احترام حقوق الإنسان والمجتمعات المتضررة.
- الشفافية في الإنفاق السياسي وممارسات الضغط في قطاع الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- ثُلث استثمارات الطاقة العالمية بقبضة دولة وحيدة.. من هي؟
- استثمارات شركات النفط والغاز في الطاقة منخفضة الانبعاثات تهبط 25%
- استثمارات النفط والغاز عالميًا قد تهبط لأول مرة في 5 سنوات
اقرأ أيضًا..
- أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم.. 4 بلدان عربية بالقائمة
- أبرز الدول العربية المعتمدة على النفط في توليد الكهرباء
- سعة الطاقة الكهرومائية العالمية ترتفع 24.6 غيغاواط.. وهؤلاء الـ10 الكبار
المصدر..