التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

أسواق الكربون العالمية قد تتجاوز تريليون دولار بحلول 2050.. وهذه أبرز التحديات (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

من المتوقع نمو أسواق الكربون العالمية خلال السنوات المقبلة، نتيجة تسارع الجهود للحدّ من الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني، لكنها تواجه عدّة تحديات لتوسيع نطاقها.

وفي صلب هذا التحول، تبرز تقنيتان كونهما محركين رئيسين لمسار إزالة الكربون عالميًا، وهما احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه، وتعويضات الكربون.

وتوقّع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن تتجاوز قيمة أسواق تعويض الكربون وتقنيات احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه حاجز التريليون دولار بحلول 2050.

وترجع الطفرة في أسواق الكربون العالمية إلى ارتفاع الطلب العالمي وتطوير السياسات وصفقات الشركات الكبرى، إلى جانب التقدم التقني.

ويمثّل هذا النمو فرصة للمستثمرين والجهات الحكومية للتحرك مبكرًا للاستفادة من هذا التحول، شرط تجاوز التحديات المرتبطة بغموض السياسات والافتقار إلى البنية التحتية اللازمة.

توقعات أسواق الكربون العالمية

أظهر التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي أن أسواق الكربون العالمية ستصبح أداة لا غنى عنها لخفض الانبعاثات، لا سيما من القطاعات التي تصعب إزالة الكربون منها.

وتوقّع ارتفاع القدرة العالمية لاحتجاز الكربون بمعدل 28 ضعفًا، لتصل إلى 2.06 مليار طن سنويًا بحلول عام 2050، مع توقُّع مماثل في قدرات التخزين، وسينتج عن ذلك استثمارات تُقدَّر بـ1.2 تريليون دولار في معالجة الانبعاثات من المصادر الثابتة وحدها.

وسبق أن توقّع تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية وصول القدرة العالمية لمشروعات احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه إلى مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030، وستنمو إلى 2.5 مليارًا في عام 2040، لتتجاوز 4 مليارات طن بحلول 2050.

بالتوازي، ستتجاوز سوق تعويض الكربون 150 مليار دولار، بفضل تحسُّن المعايير التنظيمية، والتناغم مع تقنيات احتجاز الكربون لدعم أهداف المناخ، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويشير التقرير إلى أنّ تصاعُد ضغوط التشريعات البيئية والحاجة الملحّة إلى تقنيات خفض الانبعاثات في القطاعات الصناعية الثقيلة، وتعهدات الاستدامة من الشركات، سيؤدي إلى تجاوز الطلب على حلول إزالة الكربون نمو المعروض، محذرًا من اختناقات متوقعة في الإمدادات.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تطور مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا لنهاية يوليو/تموز 2024:

تطور مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا في 2024 (إنفوغرافيك)

دوافع تبنّي تقنيات التقاط الكربون

على الصعيد نفسه، كشف تقرير وود ماكنزي محفزات متنوعة لتبنّي تقنيات التقاط الكربون، أبرزها:

  • تصدُّر الهيدروجين الأزرق النمو حتى عام 2035، متفوقًا على البديل الأخضر من حيث التكلفة.
  • سيدعم أمن الطاقة انتشارها في قطاع المنبع.
  • ستزداد وتيرة استعمال التقنية في آسيا والمحيط الهادئ نتيجة الاستثمار في محطات التوليد بالفحم والصلب الحديثة، رغم ارتفاع التكاليف.
  • ستظل قطاعات الأسمنت والتكرير من أكبر المستثمرين في التقنية، بسبب ارتفاع الانبعاثات الناتجة عن العمليات وصعوبة إيجاد بدائل فاعلة.

بالإضافة إلى ذلك، تتجه الشركات نحو إستراتيجية مزدوجة تجمع بين تقنيات التقاط الكربون وتعويضات الكربون لتحقيق الأهداف المناخية.

وأكد التقرير أن الطلب طويل الأجل على حلول إزالة الكربون سيظلّ محوريًا لتحقيق الحياد الكربوني، لكنه شدّد على الدور الحيوي لتعويضان الكربون التي تعتمد على تجنُّب الانبعاثات أو الحدّ منها، خاصة لمواجهة انبعاثات النطاق 3، وهي انبعاثات غير مباشرة من سلسلة التوريد أو النقل أو الخدمات.

مشروع لاحتجاز الكربون يعزز أسواق الكربون العالمية
مشروع لاحتجاز الكربون - الصورة من إنوفيشن نيوز

تكامل أسواق الكربون العالمية وتحدياتها

من جهة أخرى، سلّط التقرير الضوء على تكامل أسواق الكربون العالمية، حيث ستسهم السياسات الحكومية -لا سيما الحوافز المالية وآليات تسعير الكربون- في تعزيز التعاون بين تقنيات التقاط الكربون وسوق تعويضات الكربون.

وتوقَّع أن تنمو سوق تعويضات الكربون 6 أضعاف بحلول عام 2050، على أن تشكّل إزالة الكربون أكثر من 40% من حجم السوق في منتصف القرن.

كما تشير التقديرات إلى ارتفاع متوسط أسعار تعويضات الكربون أكثر من 5 أضعاف بحلول عام 2050، وفق ما رصدته وحدة أبحاثة الطاقة.

وأوضح التقرير أن ارتفاع أسعار التعويضات سيعزز من جدوى مشروعات التقاط الكربون واستعماله وتخزينه، ويحدّ من الاعتماد على الدعم الحكومي، مع ضمان دفع عجلة النمو بعد عام 2035.

ورغم هذا الزخم، حذّر التقرير من أن تحقيق الإمكانات الكاملة لهذه الأسواق يواجه عوائق كبيرة على المدى القريب، أبرزها:

  • الحاجة إلى تحسين جودة مشروعات تعويض الكربون.
  • تحديد تطبيقات واضحة لهذه الحلول.
  • ضمان الدعم الحكومي المستمر.
  • توسيع نطاق تقنيات إزالة الكربون.

وشدد على أن النجاح المستدام يتطلب تطورًا سريعًا في السياسات بكلا القطاعين، لا سيما في قطاع احتجاز الكربون وتخزينه، الذي سيظل بحاجة إلى دعم مالي حكومي لمدة لا تقلّ عن عقد من الزمن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

  1. توقعات أسواق الكربون العالمية بحلول 2050 من وود ماكنزي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق