نقل الهيدروجين بشبكة الغاز في سلطنة عمان.. خطوة رائدة نحو الحياد الكربوني
يشكّل نقل الهيدروجين بشبكة الغاز في سلطنة عمان أحد المحاور الرئيسة بإستراتيجية تحول الطاقة في البلد الخليجي، بما يحقق أهدافها لخفض الانبعاثات وتأمين احتياجات محطات الكهرباء والصناعات من الوقود النظيف.
وفي هذا الإطار، احتفلت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عمان (جيوتك)، بالشراكة مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ومنصة "إيجاد"، بإنجاز مشروع بحثي وطني رائد يُعنى بدراسة إمكانات نقل الهيدروجين الأخضر في شبكات الغاز الحالية في السلطنة.
يدعم مشروع نقل الهيدروجين بشبكة الغاز في سلطنة عمان -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- مساعي السلطنة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويُشكّل قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان إحدى الركائز المحورية في التزام البلاد بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتوفير ما لا يقل عن 30% من احتياجات الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
نقل الهيدروجين الأخضر في شبكات الغاز
يأتي مشروع نقل الهيدروجين الأخضر بشبكات الغاز في وقت تتزايد فيه الحاجة العالمية لمصادر الطاقة النظيفة، إذ يُعدّ الهيدروجين الأخضر أحد الحلول الواعدة لتحقيق الاستدامة وخفض الانبعاثات، إلى جانب كونه محركًا اقتصاديًا مستقبليًا.
وتستهدف سلطنة عمان إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر خلال العقود المقبلة، وتطمح للاستحواذ على حصة من سوق تصدير الهيدروجين، إذ تعمل على إنتاج 1.25 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، من خلال ضخ استثمارات تصل إلى 49 مليار دولار.
ويسلّط مشروع نقل الهيدروجين بشبكة الغاز في سلطنة عمان الضوء على أهمية الاستفادة من البنية التحتية الوطنية القائمة، إذ تعاونت جيوتك مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال لتقييم جدوى استعمال شبكة خطوط أنابيب الغاز الحالية لنقل الهيدروجين، بما يعزز الكفاءة الاقتصادية ويسهم في تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.
وأوضح المدير العام للقيمة المحلية المضافة بالشركة الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، المهندس محمد المخيني، أن إعادة توظيف شبكة الأنابيب تُمثّل خيارًا إستراتيجيًا يوفر الوقت والتكلفة ويستند إلى بنية تحتية قائمة ومقبولة مجتمعيًا.
خلط الهيدروجين بالغاز الطبيعي
من جانبه، أشار البروفيسور رئيس الفريق البحثي في جيوتك نجاح المهنا إلى أن دراسة نقل الهيدروجين بشبكة الغاز في سلطنة عمان تناولت الجوانب الفنية والاقتصادية لنقل خليط من الهيدروجين والغاز الطبيعي عبر الشبكة.
وأشار إلى أن الدراسة حددت سيناريوهات وتكلفة نقل نسب مختلفة من الهيدروجين ضمن شبكة الأنابيب الوطنية، التي تغطي معظم أنحاء السلطنة.
وأدت منصة "إيجاد" -إحدى مبادرات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار- دورًا محوريًا في تجسير التعاون بين شركاء المشروع، إذ أكدت مديرة مشروعات البحث والتطوير في المنصة الدكتورة شمسة السعدية أن "إيجاد" أسهمت في تسريع المشروع من خلال توفير بيئة حاضنة للتكامل الصناعي والأكاديمي.
وتدار شبكة الغاز في سلطنة عمان من خلال شركة أوكيو لشبكات الغاز التي تعمل بصفتها حلقة ربط أساسية تربط منتجي الغاز بمستهلكي الغاز العاملين في القطاعات الأساسية لإنتاج المواد الخام والغاز المسال وتوليد الكهرباء وتحلية المياه، والنفط والغاز، والمحطات الصناعية والتجارية، كالمصانع البتروكيماوية، ومصانع الأسمدة، ومصانع الألمنيوم، ومصانع الصلب).
وتتمتع أوكيو لشبكات الغاز بحق نقل الغاز في سلطنة عمان؛ إذ تمتلك شبكة أنابيب يمتد طولها لمسافة 4031 كم، تدعمها 3 محطات للضغط و25 محطة لتوريد الغاز.
موضوعات متعلقة..
- فرص مشروعات الهيدروجين في سلطنة عمان ضمن قائمة أفضل 6 دول عربية (تقرير)
- هايدروم تطلق مزايدة جديدة لمشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
اقرأ أيضًا..
- الحرب الإيرانية الإسرائيلية تضع أوروبا على المحك.. ما علاقة مصر وقطر والجزائر؟
- 3 مؤسسات كبرى ترسم ملامح الطلب على النفط في 2025 و2026
- الطاقة الشمسية في أفريقيا.. مسؤول يكشف عن خطط الجزائر لاحتلال الصدارة
